أديلايد – السابعة الإخبارية
نجح باحثون من جامعة أديلايد في استخدام بعض من أكثر الكاميرات الكمومية تطوراً لالتقاط الصور للحظات الأولى لتكون الحياة، مما يعزز من تقدم تقنيات التلقيح الصناعي (IVF).
تعتمد هذه الكاميرات الذكية على مبادئ فيزياء الكم الغامضة، حيث تتميز بقدرتها على التقاط أدق التفاصيل حتى في ظروف الإضاءة الخافتة، مثل ضوء الشمعة في ملعب كرة قدم.
يقول بيتر بيتركوفيتش، الباحث الرئيسي في الفريق: “نحن الآن نرى ما كان مستحيلاً رؤيته من قبل، ونراقب رقصة الحياة الأولى بأدق تفاصيلها دون إيذاء تلك الخلايا الحساسة”.
هذه التقنية الجديدة مكنت العلماء من مراقبة التغيرات البيوكيميائية الدقيقة التي تحدث أثناء انقسام الخلايا الجنينية وتمايزها، وهي عمليات كانت حتى وقت قريب لغزاً محيراً للباحثين.
الأكثر إثارة هو أن هذه المراقبة تتم دون الحاجة إلى إضاءة قوية قد تضر بالخلايا، وذلك بفضل حساسية الكاميرات الفائقة التي تعمل بأقل قدر ممكن من الضوء.
ومع ذلك، واجه الفريق تحديات كبيرة في تطوير هذه المنظومة البحثية المتكاملة، التي تجمع بين أحدث تقنيات التصوير الكمومي والخوارزميات الذكية لمعالجة الصور. تم دمج الذكاء الاصطناعي مع المجاهر المتطورة لتحليل البيانات المعقدة الناتجة عن هذه العملية الدقيقة.
تفتح هذه الاكتشافات آفاقاً واسعة لتطوير علاجات أكثر دقة للعقم، وتوفر فهماً أعمق لأسباب فشل بعض عمليات التلقيح الصناعي. كما توفر أدوات تشخيصية غير مسبوقة لمراقبة جودة الأجنة قبل زراعتها، مما قد يزيد بشكل كبير من نسب النجاح في هذه العمليات الحساسة.
نشرت هذه النتائج الرائدة في العدد الأخير من مجلة APL Photonics العلمية المرموقة، مما يشكل علامة فارقة في تاريخ الطب التناسلي.
يخطط الفريق الآن لتوسيع نطاق أبحاثهم لتشمل دراسة التفاعلات الجزيئية الدقيقة التي تحكم عملية تكوين الجنين، في محاولة لفك شفرة بعض من أعقد ألغاز علم الأحياء التطوري.