مصر – السابعة الإخبارية
أسدل تقرير الطب الشرعي الستار على الجدل الذي رافق وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور، بعد أن أكد بشكل قاطع أن وفاتها جاءت نتيجة الاختناق بسبب استنشاق الأدخنة الناتجة عن حريق اندلع داخل شقتها السكنية بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية، دون وجود أي شبهة جنائية أو آثار عنف على الجثمان.
وكانت نيفين مندور قد فارقت الحياة صباح الأربعاء، إثر الحريق الذي نشب في شقتها الواقعة بالطابق الرابع، وهو الحادث الذي أثار تساؤلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تداول روايات متباينة حول ملابساته، ما دفع الجهات المختصة إلى فتح تحقيق موسع لكشف الحقيقة.

نتائج حاسمة من الطب الشرعي
وبحسب التقرير الطبي الرسمي، فإن الوفاة وقعت نتيجة استنشاق كميات كثيفة من الدخان، ما أدى إلى توقف الوظائف الحيوية، مؤكدًا خلو الجثمان من أي إصابات تشير إلى اعتداء أو تدخل جنائي. وبناءً على ذلك، صرّحت جهات التحقيق بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة.
في السياق ذاته، باشرت نيابة المنتزه ثان بالإسكندرية التحقيقات فور وقوع الحادث، حيث تم نقل الجثمان إلى مشرحة الإسعاف تحت تصرف النيابة لحين الانتهاء من التقارير الفنية والطبية، كما انتقل فريق من البحث الجنائي إلى موقع الحريق لإجراء المعاينة اللازمة.
تحريات أمنية وتقارير فنية
وحرصت النيابة على استكمال الصورة كاملة، فطلبت سرعة تحريات المباحث حول الواقعة، إلى جانب تقرير مفصل من إدارة الحماية المدنية لتحديد أسباب اندلاع الحريق، وما إذا كان ناجمًا عن ماس كهربائي أو سبب عرضي آخر، في إطار الإجراءات الروتينية المتبعة في مثل هذه الحوادث.
وأكدت مصادر مطلعة أن التحقيقات تسير في اتجاه استبعاد الشبهة الجنائية، خاصة في ضوء تطابق المعاينة المبدئية لمكان الحادث مع ما ورد في تقرير الطب الشرعي، ما يعزز فرضية الحريق العرضي.
مسيرة فنية قصيرة وبصمة لا تُنسى
وبرغم قصر مشوارها الفني، تركت نيفين مندور بصمة واضحة في ذاكرة الجمهور، بعدما لمع اسمها مطلع الألفينات، خصوصًا من خلال دور “فيحاء” في فيلم اللي بالي بالك، أمام الفنان محمد سعد، وهو العمل الذي منحها شهرة واسعة في وقت قياسي.
وعقب هذا النجاح، شاركت في عدد محدود من الأعمال الفنية، كان من أبرزها مسلسل مطعم تشي توتو، قبل أن تختفي تدريجيًا عن الساحة الفنية، وتبتعد تمامًا عن الأضواء منذ عام 2006، مفضلة حياة بعيدة عن الإعلام.
محطات مثيرة للجدل في حياتها
وشهدت حياة الفنانة الراحلة بعض المحطات الصعبة، كان أبرزها تورطها في قضية تعاطي مخدر الهيروين عام 2013، حيث تم إلقاء القبض عليها برفقة شخصين آخرين، وبحوزتهم مواد مخدرة، وهي القضية التي أعادت اسمها إلى الواجهة حينها، قبل أن تعود مجددًا إلى العزلة بعيدًا عن الوسط الفني.
ورغم تلك العثرات، ظل اسم نيفين مندور مرتبطًا لدى الجمهور بدورها السينمائي الأشهر، الذي حافظ على حضوره في الذاكرة الجماعية، حتى بعد غيابها الطويل عن الشاشة.

تضارب حول العمر الحقيقي
وبالتزامن مع إعلان وفاتها، ظهر تضارب في المعلومات المتعلقة بعمرها الحقيقي، إذ تشير بعض التقارير الإعلامية إلى أنها من مواليد عام 1972، ما يعني أنها توفيت عن عمر ناهز 53 عامًا، بينما ذكرت تقارير أخرى أنها من مواليد عام 1980، دون وجود تأكيد رسمي حاسم في هذا الشأن.
رحيل هادئ بعد سنوات من الغياب
وبرحيل نيفين مندور، يُغلق فصل فني قصير لكنه مؤثر، لفنانة عرفت الشهرة سريعًا ثم اختارت الابتعاد في صمت، قبل أن تعود إلى العناوين من بوابة حادث مأساوي. ومع حسم تقرير الطب الشرعي، تتجه الأنظار إلى نتائج التحقيقات النهائية، في وقت يودّع فيه جمهورها فنانة تركت أثرًا، وإن كان محدودًا، في تاريخ السينما المصرية الحديثة.
