دبي- السابعة الإخبارية
متاجر البِقالة الإماراتية.. كشف تقرير أوليفر وايمان، شركة الاستشارات الإدارية العالمية وإحدى شركات مارش ماكلينان ورمزها في بورصة نيويورك (MMC)، عن وصول قطاع البِقالة في دولة الإمارات، إلى مرحلة جديدة من التطور بالتزامن مع اشتداد حدة المنافسة.
كما أوضح التقرير، النجاح الذي تحققه شركات “التجارة الحديثة” العاملة في قطاع البِقالة في دولة الإمارات، في ضمان حصة سوقية لها يدفعها إلى التنافس لتحقيق نمو مماثل من خلال استقطاب عملاء المنافسين إليها، وزيادة حصتها من محفظة عملائها الحاليين.
وتسهم هذه الآلية السائدة في وصول السوق إلى حد الإشباع، وتفتح الباب أمام فرص إحداث تغييرات جذرية في السوق.
متاجر البِقالة الإماراتية.. استطلاع خارطة تصور العملاء (CPM)
واستخلص استطلاع خارطة تصور العملاء (CPM) الأخير لشركة أوليفر وايمان، وهو يعاين تصورات العملاء وعاداتهم في قطاع البِقالة في مناطق مختلفة حول العالم، إلى التالي:
في سوق يشهد مستويات متزايدة من مستويات الإشباع، يسعى باعة التجزئة إلى المحافظة على تنافسيتهم وضمان تميزهم سواءً من خلال تقديم قيمة فريدة ومتفوقة، أو تقديم عروض استثنائية، مع قيامهم بتطبيق استثناءات ناجحة في حالات خاصة جداً بهدف الموازنة بين الاثنين.
وأظهر الاستطلاع أنه بالتزامن مع نضج السوق في الإمارات، قام العملاء بتطوير تفضيلات متمايزة مقارنة بنظرائهم في أسواق أخرى بدول مجلس التعاون الخليجي، ما يؤدي إلى بروز المزيد من التحديات والفرص في آن واحد.
القيمة المقدمة وجودة المنتجات.. أولوية العملاء
“أظهر استطلاع خارطة تصور العملاء الأخير أن العديد من شرائح العملاء في دولة الإمارات، أصبحت تعطي الأولوية إلى عوامل مختلفة عند اختيار بائع التجزئة وذلك بالتزامن مع نضج السوق في الدولة”.. حسب جو أبي عقل، الشريك ورئيس وحدة التجزئة والمستهلكين في منطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى أوليفر وايمان.
وأضاف: “استجابة لهذه التفضيلات المتغيرة، نتوقع بروز المزيد من التمايز في هذه الصيغ السائدة، كما أصبحت بعض العلامات التجارية تركز في الوقت الحالي على عروض قيمة متمايزة ومدعومة بتجربة عملاء متفوقة، في حين يسعى باعة تجزئة آخرون إلى تحقيق التوازن بين القيمة المقدمة وجودة المنتجات”.
وأصبح هذا التمايز الناشئ ملحوظاً بالفعل في سوق البِقالة بدولة الإمارات، حيث يركز بعض باعة التجزئة مثل “سبينس” و”ويتروس” على المنتجات الطازجة عالية الجودة والمنتجات الفريدة التي تحمل اسم علامتهما التجارية.
في نفس الوقت يركز “فيفا” على القيمة عبر طرح أول نموذج خصومات واسع النطاق في الدولة.
وفي نهاية المطاف، تحاول سلاسل الهايبر ماركت مثل “كارفور” و”لولو” و”نيستو” الموازنة بين توفير تشكيلات كبيرة وعروض ترويجية جاذبة.
ويتوقع أن يعاني باعة التجزئة الذين يفتقرون إلى جوانب تميزهم عن غيرهم، وذلك بسبب قيام اللاعبين الرئيسين بقيادة دفة عجلة الاندماج التي يشهدها السوق.
الابتكار والتميز عن المنافسين
من جانبه علّق ألكسندر بوهل، الشريك في وحدة التجزئة والمستهلك في ألمانيا، والذي دعم العديد من باعة التجزئة في أوروبا الغربية في مسيرة تحولهم، قائلاً: “لقد وجدنا بناءً على ملاحظتنا لأسواق التجزئة الأكثر تطوراً، بأن سلاسل السوبر ماركت الكبرى التي ستزدهر ستكون في الغالب تلك القادرة على الابتكار بشكل أفضل وضمان تميزها عن منافسيها”.
وأضاف بوهل: “يحتاج تصميم عروض قيمة متمايزة إلى قيام باعة التجزئة بتحسين قدراتهم على إدارة الفئات وإعادة النظر في علاقاتهم مع الموردين، حيث أن بيع المساحات على الرفوف وتنظيم العروض الترويجية لمن يدفع السعر الأعلى لن يكون كافياً بعد الآن”.
وأشار إلى أن اللاعبين الذين سيحققون النجاح هم من سيضع العميل في مركز جميع القرارات المتعلقة بالصيغ وتشكيلات المنتجات والمساحة والسعر والعروض الترويجية.
معدل رضى العملاء في الإمارات
وأظهرت تحليلات استطلاع خارطة تصور العملاء، أن معدل الرضا في دولة الإمارات وصل إلى 53% بفضل القيمة (السعر والعروض الترويجية)، وإلى 20% بفضل الجودة، و18% بفضل التنوع في النطاق، و9% بفضل الخدمة.
ويعد تحقيق المتطلبات الأساسية بشكل صحيح من خلال وضع العميل في مركز كل القرارات التجارية عاملاً رئيسياً للنجاح.
وحسب التحليلات، ونظراً للأهمية النسبية للقيمة، يجب على باعة التجزئة ضمان توفير مستوى أسعار أولي جاذب وتقديم منتجات تحمل علامتهم التجارية، أو تحسين قدرات التسعير لديهم، أو تقديم عروض ترويجية جاذبة تشجع العملاء على التوجه إلى متاجرهم ولكن دون الإضرار بهوامش ربح الباعة.
92% يبحثون عن الخضار والفواكه المحلية
ويجب على مختصي العروض الحرص على ضمان تحكمهم بشكل أكبر بسلسلة التوريد لديهم، وتقديم منتجات طازجة وفريدة عالية الجودة تلبي احتياجات العملاء في دولة الإمارات للمنتجات المحلية، خاصة مع سعي 92% من العملاء إلى الحصول على الخضار والفواكه التي تم إنتاجها داخل الدولة.
تحول جذري في السوق.. خصومات وأسعار منخفضة
وأشارت نتائج التقرير، إلى إمكانية قيام بائع التجزئة الذي يركز بالفعل على تحقيق القيمة، بإحداث تحول جذري في السوق، حيث أوضح 58% من العملاء في دولة الإمارات، أنهم إما يودون التسوق لدى متاجر البِقالة التي تقدم خصومات أو أنهم يقومون بذلك بالفعل في الوقت الحالي.
في حين بيّن 85% منهم أنهم يودون التسوق في واحدة من سلاسل البقالة الأوروبية المعروفة بأسعارها المنخفضة مثل “ألدي” (Aldi) أو “ليدل” (Lidl) في حال افتتاح متاجر لها في الدولة.
وأشارت نتائج استطلاع خارطة تصور العملاء إلى أنه على الرغم من بذل بعض العلامات التجارية المحلية لجهود تهدف إلى ضمان تميزها في هذا القطاع، إلا أن فرص مواجهتها لمنافسة أكبر لا تزال قائمة.
ووفقًا لبوهل، من النتائج البارزة التي توصل إليها التقرير هي أنه مقارنة بالأسواق الأوروبية فإن المستهلكين في دولة الإمارات، كانوا أكثر تنوعاً من حيث خلفياتهم الثقافية وقدراتهم الشرائية ولغاتهم المحكية، ما يوفر لباعة التجزئة فرصاً مهمة لضمان تمايزها من خلال التخصيص.
برامج الولاء الخاصة.. المزيد من الخدمات
ويمكن لإتاحة المجال للمستهلكين للحصول على المنتجات والعروض الأكثر صلة بهم المساعدة في تحقيق مزايا ملموسة في السوق.
وتؤدي برامج الولاء في هذا السياق دوراً حيوياً، حيث يرى العملاء فيها شريكاً موثوقاً في الكثير من التفاعلات اليومية التي تتم في منظومة تمتد إلى ما هو أبعد من بائع التجزئة الذي ينظم البرنامج.
وأشار الاستطلاع إلى أن 60% من الذين شملهم الاستطلاع في دولة الإمارات، أعربوا عن رغبتهم في الحصول على المزيد من الخدمات من خلال برامج الولاء الخاصة بهم، وكانت المأكولات والمشروبات والمدفوعات وخدمات الرعاية الصحية على رأس الخيارات المنشودة.
وكان المستهلكين في دولة الإمارات، أكثر استعداداً لمشاركة البيانات من أجل تمكين تطبيق هذه البرامج مقارنة بالمستهلكين الأوروبيين.
عروض ترويجية مخصصة وخدمات بالذكاء الاصطناعي
ومن المرجح أن تؤدي التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي دوراً حيوياً ومتنامياً في دعم التمايز والتخصيص في قطاع البقالة بدولة الإمارات، وهو ما دعمه الاستطلاع الذي أوضح 71% منهم أنهم يودون الحصول على عروض ترويجية مخصصة.
ويود 60% الحصول على خدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الدردشة في مجالات خدمة العملاء وتقديم التوصيات الخاصة بوصفات الطعام.
وتمتع باعة التجزئة في الإمارات، مقارنة بأقرانهم الأوروبيين، بميزة تمثلت بكون المستهلكين في الدولة أكثر استعداداً للتفاعل مع التكنولوجيا الجديدة، حيث كانوا أكثر استعداداً بثلاثة أضعاف لاستخدام روبوتات الدردشة في خدمة العملاء والمُساعِدات الافتراضية في التسوق مقارنة بأقرانهم في الولايات المتحدة الأمريكية.