سوريا – السابعة الاخبارية
تولين البكري، كشفت الفنانة السورية تولين البكري عن تجربة غير مسبوقة في مسلسلها الجديد “سعادة المجنون“، المقرر عرضه ضمن الموسم الدرامي الرمضاني لعام 2026. وأوضحت أن المشهد الذي جمعها بالفنان عابد فهد تضمن صفعة حقيقية، مما جعل المشهد أكثر قوة وصدقًا أمام المشاهدين.
في مقابلة مع برنامج “المصير”، أوضحت تولين أن المشهد كان يتطلب مواجهة حادة بين شخصيتها وشخصية عابد فهد. وبينما يمكن للعديد من الأعمال استخدام تقنيات تمثيلية لتصوير الصفعة دون لمسها فعليًا، فضلت تولين أن تكون الصفعة حقيقية لتعكس الواقعية المطلقة للموقف.
وقالت تولين ضاحكة: “أكلت كفين من الأستاذ عابد فهد ما أكلتن بحياتي كلها… الكل كان يضحك وأنا كنت أبك”، مشيرة إلى أن الصفعة تركت أثرًا على خدها لساعات، وتمت تغطيته لاحقًا بالمكياج لإعادة تصوير المشهد من زاوية أخرى. وأضافت: “التجربة كانت فريدة جدًا، وأضافت للمشهد قوة وصدقًا، مما أثر بشكل كبير على الأداء التمثيلي”.
تولين البكري… الصفعة الواقعية وسحر الأداء التمثيلي
مسلسل “سعادة المجنون” يقدم قصة مثيرة ومعقدة تدور حول ثلاثة شخصيات رئيسية، هي: أوس الرجل الطموح الذي لا يعرف التراجع، وليلى المرأة الباردة والفاسدة، وأشرف رجل الأعمال الانتهازي الذي يستغل الآخرين لتحقيق مصالحه الشخصية.
يتميز العمل بسرد الأحداث عبر راوٍ خاص، يكشف كواليس الشخصيات ويضفي بعدًا دراميًا مختلفًا، ما يعزز التوتر النفسي والاجتماعي لكل شخصية، ويجعل المشاهد يعيش الصراعات الداخلية والخارجية بشدة. ويعكس المسلسل تفاصيل دقيقة عن الأسرار، الطموحات، الصراعات، والانتهازية التي تشكل عالم الشخصيات الثلاثة، مقدمًا صورة مكثفة عن الصراعات النفسية والاجتماعية في بيئة مليئة بالتحديات.

تولين البكري… التزام فني يتجاوز الصعاب
أبرزت تولين البكري خلال حديثها عن المشهد التزامها الفني العالي، مؤكدة أن إدخال الواقعية في الصفعة جاء ليعكس الصدق في الأداء العاطفي. وذكرت أن الأمر تطلب تكرار المشهد مرات عديدة، مع الحفاظ على الجودة التمثيلية والتفاعل العاطفي مع الشخصية، مضيفة: “أحيانًا تكون التضحيات الشخصية ضرورية لتحقيق أقصى درجات الإقناع لدى المشاهد”.
وأوضحت أن هذا النوع من الالتزام يمثل تحديًا كبيرًا للممثلين، لكنه في الوقت ذاته يمنح المشاهد تجربة مشاهدة أكثر واقعية واندماجًا في الأحداث. وأضافت: “أحيانًا الصفعات الحقيقية هي ما يجعل المشهد ينجح ويترك أثرًا طويل الأمد”.
أبطال العمل ونخبة الفن السوري
يضم مسلسل “سعادة المجنون” نخبة من الفنانين السوريين الذين يضيفون قيمة كبيرة للعمل، منهم: عابد فهد، سلافة معمار، باسم ياخور، تولين البكري، خالد شباط، جيانا عنيد، إيهاب شعبان، بلال مارتيني.
ويشارك في الحضور الخاص كل من عبدالمنعم عمايري وميسون أبو أسعد، ما يجعل المسلسل متكاملًا من حيث التمثيل، ويعكس خبرات وتجارب واسعة لكل المشاركين. ويأتي العمل تحت إدارة المخرج سيف السبيعي، وتأليف علاء المهنا، مع المعالجة الدرامية لزهير الملا، وإنتاج شركة غولدن لاين للإنتاج الفني.
التفاصيل الفنية… لماذا الصفعة الحقيقية؟
أكدت تولين أن الصفعة الحقيقية لم تكن مجرد تحدٍ جسدي، بل كانت استراتيجية فنية لإيصال المشاعر الحقيقية للمشاهد. وأوضحت أن المشهد يتطلب توترًا عاطفيًا صادقًا بين شخصيتها وشخصية عابد فهد، ما يجعل كل حركة، نظرة، وتعابير وجه أكثر تأثيرًا.
وقالت: “الصفعة ليست مجرد حركة جسدية، بل هي مفتاح لفهم العلاقة بين الشخصيتين وإظهار الصراع النفسي والاجتماعي الذي يعيشه كل منهما”. وأضافت: “أحيانًا تتطلب المهنة أن تتجاوز راحتك الشخصية لتقديم أفضل أداء ممكن”.
تجربة تفاعلية مع الجمهور
تولين أوضحت أن المشاهدين سيشعرون بالفرق بين الصفعة التمثيلية التقليدية والصفعة الحقيقية التي خاضتها، مؤكدة أن الهدف هو خلق تجربة مشاهدة صادقة تجعل المشهد مؤثرًا ويترك أثرًا نفسيًا لدى الجمهور.
كما أشارت إلى أن العمل الجماعي بين الممثلين، الفريق الفني، والمخرج ساهم في تحقيق أعلى درجات الانسجام والتوافق على جودة المشهد، مؤكدة أن التفاعل بين الجميع كان عنصرًا أساسيًا لنجاح هذا النوع من المشاهد الواقعية.

خاتمة: تولين البكري… شجاعة فنية وتفانٍ في الأداء
من خلال هذه التجربة، تؤكد الفنانة تولين البكري قدرتها على مواجهة التحديات الجسدية والنفسية في التمثيل، والسعي لتقديم أداء مؤثر وواقعي. الصفعة التي تلقتها لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كانت جزءًا من التزام فني عميق، يعكس اهتمامها بإتقان الشخصية وإيصال المشاعر للمشاهدين بأعلى درجات الصدق.
مسلسل “سعادة المجنون” يعد من الأعمال المنتظرة في رمضان 2026، ليس فقط لمحتواه الدرامي المكثف، بل أيضًا لجهود أبطاله الذين يقدمون أداءً حقيقيًا، وتجربة تولين البكري التي جمعت بين التضحيات الشخصية والفن الرفيع، لتثبت أن الواقعية في التمثيل قادرة على إضفاء قوة إضافية على الأحداث وجعل الجمهور يعيش تفاصيل القصة بكل أبعادها.
