محمد الصو – السابعة الاخبارية
تيك توك، كشفت منصة تيك توك عن تقريرها الأخير حول إنفاذ إرشادات المجتمع للربع الثاني من عام 2025، والذي يعكس الجهود المبذولة لضمان بيئة آمنة للمستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. التقرير أبرز الرقابة الصارمة على المحتوى، سواء المنشور عبر الفيديوهات أو البث المباشر، وقدم بيانات مفصلة حول عدد الفيديوهات المحذوفة ومعدل الاستجابة وسرعة اتخاذ الإجراءات.
تيك توك تحذف ملايين الفيديوهات المخالفة
أظهر التقرير أن تيك توك أزالت نحو 18.99 مليون فيديو مخالف لإرشادات المجتمع خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025 في كل من مصر، العراق، لبنان، الإمارات، والمغرب. هذه الأرقام تعكس توسّع آليات المراجعة الآلية والبشرية داخل المنصة، بهدف التعامل مع الانتهاكات بشكل سريع وفعّال قبل أن يتأثر المستخدمون بالمحتوى غير اللائق.
وفي مصر، تم حذف 2.93 مليون فيديو مخالف، بمعدل إزالة استباقية بلغ 99.6%، أي أن غالبية المحتوى تم حذفه قبل أن يبلغ عنه المستخدمون. كما أن 95.8% من الفيديوهات المخالفة تم حذفها خلال 24 ساعة، ما يشير إلى سرعة الاستجابة في مراقبة المحتوى.
أما في السعودية، فقد سجلت المنصة حذف 4.91 مليون فيديو، مع معدل إزالة استباقية بلغ 99.3%، وحذف 89.3% من المحتوى خلال 24 ساعة. وفي الإمارات، تم إزالة 1.05 مليون فيديو بنسبة إزالة استباقية 98.9%، وحظر 105.9 ألف مضيف للبث المباشر. المغرب ألغى 721 ألف فيديو بنسبة إزالة استباقية 99.2%، بينما سجل لبنان 1.06 مليون فيديو محذوف، مع تحقيق أسرع معدل استجابة في المنطقة بحذف 97.5% من المحتوى خلال 24 ساعة.
ولم يكن العراق استثناءً، حيث سجّل العدد الأكبر من الفيديوهات المحذوفة في المنطقة بإجمالي 8.31 مليون فيديو، بنسبة إزالة استباقية 99.5%. كما سجّل العراق أعلى عدد من المحتويات المسترجعة بعد قبول الاستئناف بـ189 ألف فيديو، تليه السعودية بـ157 ألفاً، ثم مصر بـ136 ألف فيديو، ما يؤكد أن عملية المراجعة تعتمد على المراجعة البشرية إلى جانب القرارات الآلية لضمان الشفافية.
تشديد الرقابة على البث المباشر
وسّعت تيك توك نطاق رقابتها على البث المباشر لمنع الانتهاكات المتكررة، حيث أوقفت أكثر من 36.7 مليون بث مباشر عالميًا، بزيادة 93% مقارنة بالربع السابق. كما تم حظر 1.33 مليون مضيف للبث المباشر على مستوى العالم، بينما أُوقف 2.99 مليون بث مباشر في أسواق المنطقة.
في مصر وحدها، حُظر 524 ألف مضيف للبث المباشر، وتم إيقاف 1.18 مليون بث مخالف، بينما سجلت السعودية والعديد من الدول الأخرى معدلات كبيرة لحظر المضيفين المخالفين، في خطوة تهدف إلى حماية المستخدمين وضمان محتوى آمن ومستقر.
معايير جديدة لتحقيق الربح من البث المباشر
لم تقتصر جهود تيك توك على الرقابة فقط، بل وسعت المنصة نطاق الإجراءات المتعلقة بتحقيق الربح من البث المباشر. فقد اتخذت المنصة إجراءات على 2.32 مليون جلسة بث مباشر حول العالم، وأوقفت تحقيق الربح عن 1.04 مليون من صناع المحتوى المخالفين للقواعد، ما يؤكد حرص تيك توك على أن تبقى ميزة الربح محصورة بالمحتوى الأصلي والآمن.
تهدف هذه السياسات إلى منع استغلال المنصة لنشر محتوى مخالف أو مضلل، وضمان أن يكون المحتوى المربح موثوقًا وآمنًا للجمهور، بما يعكس التزام المنصة بمسؤوليتها تجاه المستخدمين.
آليات المراجعة والشفافية
تعتمد تيك توك نموذجًا يجمع بين المراجعة البشرية والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تتيح المنصة اكتشاف الانتهاكات في الوقت الفعلي وحذف المحتوى المخالف بسرعة. كما تتيح المنصة آلية الاستئناف، حيث يمكن للمستخدمين طلب إعادة تقييم المحتوى، ما يضمن مستوى عالٍ من الشفافية ويقلل من الأخطاء المحتملة في اتخاذ القرارات.
هذه الإجراءات تعكس التوازن بين الحماية والحرية الرقمية، إذ تسعى المنصة إلى الحفاظ على بيئة آمنة دون المساس بحرية التعبير الشرعية للمستخدمين.
تعزيز الثقافة الرقمية في المنطقة
بالإضافة إلى إجراءات الإنفاذ والمراجعة، تسعى تيك توك لتعزيز التوعية والثقافة الرقمية لدى المستخدمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال الشراكات والبرامج التعليمية التي تهدف إلى رفع مستوى الفهم حول سلامة المحتوى، الانتهاكات الرقمية، والتعامل مع المعلومات المضللة.
ويؤكد التقرير أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية أوسع للمنصة، تهدف إلى تعزيز الثقة بين المستخدمين والمنصة، وتقديم تجربة آمنة ومستقرة لجميع شرائح المجتمع، خاصة الشباب الذين يشكلون غالبية مستخدمي تيك توك في المنطقة.
خاتمة: تيك توك بين الرقابة والابتكار
يعكس تقرير تيك توك للربع الثاني من 2025 التزام المنصة بتقديم بيئة آمنة للمستخدمين، من خلال حذف ملايين الفيديوهات المخالفة، مراقبة البث المباشر، وتشديد معايير الربح للمحتوى الآمن.
كما يبرز التقرير الاعتماد على التكنولوجيا والمراجعة البشرية لضمان الشفافية والكفاءة، ويؤكد على الدور التوعوي للمنصة في تعزيز الثقافة الرقمية في المنطقة.
تيك توك بذلك يثبت أنها ليست مجرد منصة لمشاركة الفيديوهات، بل مساحة رقمية مسؤولة توازن بين حرية التعبير، حماية المستخدمين، ودعم صناع المحتوى الشرعي، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والشفافية.
