أمريكا- السابعة الإخبارية
بعد خمسة أشهر من الجدل العاصف الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، خرجت كريستين كابوت، المسؤولة السابقة عن الموارد البشرية في شركة Astronomer، عن صمتها للمرة الأولى، لتروي تفاصيل اللحظة التي تصدّرت فيها الترند العالمي، عقب ظهورها وهي تحتضن الرئيس التنفيذي للشركة آندي بايرون خلال حفل لفرقة Coldplay في مدينة بوسطن الأمريكية.
«16 ثانية دمّرت حياتي»
تقول كابوت، البالغة من العمر 53 عاماً، إن الفيديو القصير الذي لم تتجاوز مدته 16 ثانية كان كفيلاً بقلب حياتها رأساً على عقب. الفيديو، الذي التُقط خلال فقرة “الكاميرا الرومانسية” في الحفل، انتشر كالنار في الهشيم، محققاً ملايين المشاهدات، ومطلقاً سيلاً من التكهنات والاتهامات حول علاقة غير مشروعة داخل بيئة العمل.
وتؤكد كابوت أن ما حدث لم يكن سوى “لحظة إنسانية عفوية”، قائلة:
«أنا لست شخصية عامة ولا أبحث عن شهرة… أنا مجرد أم من نيوهامبشاير وجدت نفسها فجأة تحت مجهر العالم».
خلف الكاميرا… صدمة وارتباك
تستعيد كابوت تفاصيل تلك اللحظة، موضحة أنها كانت تجلس مع بايرون في مؤخرة الاستاد، وتشعر بأنهما بعيدتان تماماً عن الأنظار وسط عشرات الآلاف من الحضور. وتضيف:«لم أسمع أي إعلان، وفجأة وجدنا أنفسنا على الشاشة العملاقة… أول فكرة خطرت ببالي كانت: ماذا لو كان زوجي السابق هنا؟ ثم أدركت أنني أحتضن رئيسي في العمل أمام الجميع».
وتشير إلى أن الارتباك الذي بدا واضحاً على الشاشة لم يكن محاولة لإخفاء “علاقة سرية”، بل صدمة حقيقية من الموقف غير المتوقع.

حقيقة العلاقة قبل الحفل
في مواجهة الاتهامات بالخيانة وسوء استغلال المنصب، شددت كابوت على أن العلاقة بينها وبين بايرون لم تكن قائمة قبل ذلك الحفل. وأوضحت أنهما كانا قد أبلغا بعضهما البعض، قبل نحو شهر من الواقعة، بانفصالهما عن شركائهما، وأن الدعم المتبادل بينهما تطور تدريجياً إلى إعجاب، دون وجود علاقة خفية أو تجاوزات مهنية.
ثمن قاسٍ على المستوى الإنساني
لم تتوقف تداعيات الواقعة عند حدود العمل أو السمعة المهنية، بل امتدت إلى حياتها العائلية. تصف كابوت تلك المرحلة بأنها “الأكثر ظلمة” في حياتها، مؤكدة أن ابنتها انهارت بالبكاء، بينما حاول ابنها التخفيف عنها، دون أن تنجح تلك المحاولات في تهدئة العاصفة.
وتقول:«لم أعد قادرة على القيام بدوري كأم كما ينبغي… اضطررت للابتعاد والسفر، وبدأت إجراءات الطلاق، ليس بسبب الفيديو وحده، بل بسبب ما تبعه من تشهير وتنمّر».
ميم على الإنترنت… ومستقبل مهني معلّق
تحوّلت كابوت إلى مادة للسخرية على الإنترنت، ووصفت نفسها بأنها “أكثر مديرة موارد بشرية تعرّضت للهجوم في التاريخ الحديث”. وتؤكد أن الاتهامات التي طالتها – من استغلال علاقات شخصية للوصول إلى منصبها أو السعي وراء مكاسب مالية – كانت “غير صحيحة إطلاقاً”.
وعلى الصعيد المهني، كشفت أنها واجهت صعوبة كبيرة في العودة إلى سوق العمل، بل قيل لها صراحة إنها “غير قابلة للتوظيف”، مشيرة إلى أنها كانت تأمل الاستمرار في الشركة، لولا الضغط الهائل الذي جعل ذلك مستحيلاً.
حديث متأخر… ورسالة واضحة
توضح كابوت أن قرارها بالحديث الآن لم يكن بدافع الدفاع عن النفس فقط، بل لتسليط الضوء على الآثار النفسية والاجتماعية للتشهير الإلكتروني، مؤكدة أن التنمّر الرقمي لا يدمّر الأفراد وحدهم، بل يطال عائلاتهم أيضاً.
وتأتي شهادتها بعد سلسلة تطورات داخل الشركة، من بينها إيقاف آندي بايرون عن العمل مؤقتاً، وظهور الممثلة العالمية Gwyneth Paltrow في فيديو رسمي لدعم الموظفين، في محاولة لاحتواء الأزمة.
في النهاية، تبدو قصة كريستين كابوت مثالاً صارخاً على كيف يمكن للحظة عابرة، التقطتها كاميرا في حفل موسيقي، أن تتحول إلى أزمة إنسانية ومهنية مكتملة الأركان، في عصر لا يرحم فيه الفضاء الرقمي أحداً.
