الإمارات – السابعة الإخبارية
الناشرين الإماراتيين.. ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى توسيع آفاق التعاون الدولي وتعزيز الحضور الإماراتي على خارطة النشر العالمية، تواصل جمعية الناشرين الإماراتيين توسيع شبكة علاقاتها الدولية عبر مشاركتين نوعيتين في اثنتين من أبرز الأحداث الثقافية في أمريكا اللاتينية، بدءاً من معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب، وصولاً إلى المشاركة في فعاليات أدبية ومهنية رفيعة المستوى بمدينة ريو دي جانيرو التي تُتوّج بلقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2025.
وتعكس هذه المشاركات الاستراتيجية قدرة قطاع النشر الإماراتي على بناء جسور ثقافية مع العالم، كما تؤكّد التزام الجمعية بفتح آفاق جديدة أمام الناشرين المحليين لتبادل الخبرات مع نظرائهم من مختلف القارات، وتأسيس علاقات واعدة مع أحد أهم أسواق النشر في أمريكا الجنوبية.

جمعية الناشرين الإماراتيين: ريو تقرأ.. والإمارات تشارك
ويشهد شهر يونيو 2025 حراكاً مكثّفاً للجمعية في البرازيل، إذ توجّه وفدها إلى مدينة ريو دي جانيرو للمشاركة في أربعة من أبرز الفعاليات المرتبطة بصناعة النشر، وتتمثّل في معرض ريو الدولي للكتاب الذي يُعَدُّ أكبر وأهم حدث أدبي موجّه للجمهور في البرازيل وأمريكا اللاتينية في الفترة مابين 13–22 يونيو، إضافة إلى الملتقى المهني السادس، وقمة الناشرين الدولية في ريو، وقمة “ببلش هير” المعنية بتمكين المرأة في النشر.
وتأتي هذه المشاركة في عامٍ تحتفي فيه اليونسكو بريو كعاصمة عالمية للكتاب تحت شعار “ريو دي جانيرو تواصل القراءة”.
منصات مهنية ولقاءات استراتيجية
وخلال الملتقى المهني السادس، الذي تنظمه الغرفة البرازيلية للكتاب، تشارك الجمعية، ممثَّلةً بالناشرة أميرة بوكدرة، الشريكة المؤسِّسة لمكتبة ومنشورات “غاف” ورئيسة مجلس إدارة الجمعية، بطاولة مخصصة لحقوق النشر، تتيح للناشرين الإماراتيين المرافقين للجمعية فرصة لقاء المشترين والمهنيين في القطاع، وجدولة اجتماعات ثنائية تهدف إلى توسيع حضور النشر الإماراتي في الأسواق الناطقة بالبرتغالية. ويتميز البرنامج بمحاضرات وجلسات لمناقشة تبادل حقوق النشر والترجمة.
كما تشارك الجمعية في قمة الناشرين الدولية التي تنظمها نقابة الناشرين الوطنيين في البرازيل، وتجمع نخبة من خبراء النشر حول العالم لمناقشة قضايا محورية؛ مثل: تكنولوجيا النشر، الكتب الصوتية، تعزيز القراءة، تمكين المرأة. وتسجّل الجمعية حضورها أيضاً في قمة “ببلش هير” التي تُعقد بالتعاون مع نقابة الناشرين، وتشهد جلسات حوارية تستعرض قصص النجاح النسائي في صناعة الكتاب، والتحديات التي تواجه القيادات النسائية في النشر، بمشاركة نساء مؤثرات في القطاع من مختلف الأجيال.

بوينس آيرس.. زيارة ناجحة
وتأتي مشاركة الجمعية في ريو بعد زيارة ناجحة إلى معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025، الذي أُقيم خلال الفترة من 22 أبريل إلى 12 مايو، واستضاف مدينة الرياض “ضيف شرف” هذه الدورة. وعقد وفد الجمعية خلال الزيارة سلسلة من الاجتماعات الاستراتيجية مع كبار المسؤولين في قطاع النشر والثقافة في الأرجنتين، أبرزها لقاء مع مجلس إدارة المعرض ومسؤولي جمعيات النشر، إلى جانب ممثلين عن وزارتي الخارجية والثقافة في بوينس آيرس؛ لبحث سبُل تعزيز التعاون الثقافي الثنائي، وتبادل المشاركات في المعارض والمبادرات الدولية.
تفاعل ثقافي مثمر
وحول هذه المشاركات، قالت أميرة بوكدرة رئيسة مجلس إدارة الجمعية: “تمثّل مشاركتنا في ريو دي جانيرو وبوينس آيرس محطة مهمة ضمن جهودنا لتعزيز حضور الكتاب الإماراتي في الأسواق العالمية. وجودنا في ملتقيات دولية كبرى، سواء مهنية أو جماهيرية، يفتح لنا آفاقاً جديدة للتعاون والترجمة والنشر المشترك، ويمكّننا من مشاركة القصص العربية مع جمهور واسع ومتنوع. نؤمن بأهمية التفاعل الثقافي في صناعة الكتاب، وهذه الفعاليات تتيح لنا أن نكون جزءاً فاعلاً من هذا المشهد العالمي.”
وأضافت: “نتطلع من خلال هذا الحراك إلى استكشاف فرص لترجمة المحتوى العربي وإيصاله إلى جمهور ناطق بلغة مختلفة، إلا أنه يتقاطع معنا في الشغف بالكتاب والمعرفة”.
فضاءات جديدة
وتمثّل هذه المشاركات فرصة استراتيجية لتعزيز الروابط الثقافية، وتمهيد الطريق أمام الناشرين الإماراتيين للاندماج في أسواق جديدة ومتنوّعة. كما تعكس رؤية جمعية الناشرين الإماراتيين في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز محوري في صناعة النشر العالمية، وتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية، بما يدعم التنوّع ويُبرز صوت الناشر الإماراتي في فضاءات جديدة.
جمعية الناشرين الإماراتيين: ركيزة الثقافة وصناعة النشر في دولة الإمارات
تُعد جمعية الناشرين الإماراتيين واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمثل ركيزة أساسية في تطوير صناعة النشر ودعم الناشرين الإماراتيين وتعزيز الحراك الثقافي محليًا وعربيًا ودوليًا. تأسست الجمعية عام 2009 بموجب قرار من وزارة الشؤون الاجتماعية، لتكون مظلةً جامعة للناشرين في الدولة ومنصةً للنهوض بالمحتوى المعرفي والثقافي الإماراتي.
منذ انطلاقتها، عملت الجمعية على تمكين الناشرين الإماراتيين من خلال تقديم الدعم الفني والقانوني، وتنظيم الورش التدريبية والندوات المتخصصة، إلى جانب تمثيلهم في المحافل الدولية مثل معارض الكتب الكبرى في فرانكفورت، ولندن، والقاهرة، والدار البيضاء. كما ساهمت في بناء جسور التعاون بين الناشرين المحليين والدوليين، بما يعزز من مكانة الإمارات كمركز إقليمي لصناعة النشر.
وقد برز دور الجمعية بشكل لافت في مبادرة “الناشرون المتحدون”، التي أطلقتها لدعم دور النشر الصغيرة والمتوسطة خلال الأزمات، إضافة إلى إطلاق مشاريع نوعية مثل “منصة النشر الرقمي” و”صندوق دعم الترجمة”، التي تستهدف نقل المحتوى الإماراتي إلى اللغات العالمية، وتعزيز القراءة باللغة العربية.

وتشارك الجمعية بفعالية في تنظيم الفعاليات الكبرى مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتعمل بتعاون وثيق مع “هيئة الشارقة للكتاب” و”دائرة الثقافة” لنشر الثقافة الإماراتية على نطاق أوسع، مع الالتزام بالمهنية، وحقوق الملكية الفكرية، والتقاليد الثقافية.
كما تشكل الجمعية عضوًا فاعلًا في اتحاد الناشرين العرب والاتحاد الدولي للناشرين، مما يعزز حضور الإمارات في الأجندة العالمية للنشر. ومن خلال هذه العضويات، تسعى الجمعية إلى ترسيخ ثقافة النشر المستدام وتطوير البيئة التشريعية والتنظيمية التي تحمي وتدعم الناشر والمؤلف والقارئ على حد سواء.
وبهذا، تواصل جمعية الناشرين الإماراتيين أداء رسالتها في دعم المحتوى العربي، وتأكيد حضور الإمارات كقوة ناعمة في المشهد الثقافي العالمي.
“جمعية الناشرين الإماراتيين” تطرق أبواب الثقافة اللاتينية في بوينس آيرس وريو دي جانيروhttps://t.co/MJrkknMtEY
— ENN شبكة اخبار الامارات (@emiratesnn) June 13, 2025