البرتغال – السابعة الاخبارية
جوتا، في لحظات مفعمة بالحزن والوفاء، حرص الثنائي روبين نيفيز وجواو كانسيلو، لاعبا الهلال السعودي، على حضور جنازة زميلهم السابق في ليفربول، ديوجو جوتا، في مسقط رأسه بمدينة جوندومار شمال البرتغال. وقد وصل اللاعبان إلى البرتغال بعد أقل من 12 ساعة من مشاركتهما في مباراة الهلال ضد فلومينينسي في كأس العالم للأندية في أمريكا، حيث لعبا المباراة بالكامل قبل التوجه إلى موكب العزاء.
وفاة جوتا كانت مفاجأة مأساوية لعالم كرة القدم، حيث لقي اللاعب البرتغالي الشاب مصرعه في حادث سير مروع وقع فجر يوم الخميس الماضي في مقاطعة زامورا بإسبانيا. وكان جوتا في طريقه للعودة إلى إنجلترا لبدء التحضيرات للموسم الجديد مع فريقه ليفربول. الحادث أدى إلى اشتعال سيارته، مما أسفر عن وفاته مع شقيقه أندريه سيلفا، ما ترك صدمة كبيرة في الوسط الرياضي وجماهير النادي الإنجليزي.
جوتا وداعًا: نجوم ليفربول يودعون زميلهم الراحل في جنازته المهيبة”
لقد كانت جنازة ديوجو جوتا بمثابة حدث مؤلم للعديد من اللاعبين والمشجعين الذين تربطهم علاقات وطيدة باللاعب الراحل. وعلى رأس الحضور كان قائد فريق ليفربول فيرجيل فان دايك، الذي لم يتمكن من حبس دموعه أثناء مروره بمراسم العزاء. وكعادة النجوم في مثل هذه الظروف، جاء معظم لاعبي الريدز مرتدين أقمصة سوداء، في إشارة إلى الحداد والاحترام لزميلهم الراحل. كما شهدت مراسم الجنازة أيضًا توافد العديد من الشخصيات الرياضية، بالإضافة إلى رئيس وزراء البرتغال، لويس مونتينيغرو، الذي وصل صباحًا لتقديم التعازي.

من بين اللاعبين الذين حضروا كان المدرب أرني سلوت، الذي كان قد عمل مع جوتا في فترة سابقة، ولاعبون مثل أندي روبرتسون، داروين نونيز، كيرتس جونز، وجوردان هندرسون، الذين توافدوا بشكل جماعي لدعم أسرة جوتا وزملائهم في ليفربول.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد مؤثرة من الموكب، حيث توافد المشجعون على المكان، وصفقوا للاعبين الذين وصلوا لتقديم التعازي. وظهر بعضهم يلوحون بأعلام النادي وهم يعبّرون عن حبهم وتقديرهم للراحل.
انهيار زوجة جوتا في لحظات الوداع
من اللحظات الأشد إيلامًا التي تم توثيقها كانت تلك التي حدثت عندما وصلت روت كاردوسو، زوجة ديوجو جوتا، إلى مكان الجنازة. فقد كانت تتأهب لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان زوجها الذي فارق الحياة بشكل مفاجئ، وانهارت في اللحظة التي رأت فيها جثمانه. الجدير بالذكر أن جوتا كان قد تزوج من كاردوسو في يونيو الماضي، حيث كان زواجهما حديثًا جدًا قبل الحادث المأساوي الذي ألمّ بهما.
وقد كانت مشاعر الحزن ظاهرة بشكل جلي على جميع الحاضرين، خاصة في اللحظات التي تودع فيها عائلة جوتا وزملاءه هذا اللاعب الموهوب الذي قضى حياته الرياضية في ليفربول. الحادث المفجع ترك الكثير من الأسئلة العاطفية التي دارت في أذهان الجميع عن الحياة التي لم يتمكن جوتا من إكمالها.
تقديم التعازي: مشاعر الألم والمواساة
لم تكن وفاة جوتا مجرد خسارة لفريقه ليفربول، بل كانت أيضًا فاجعة لكافة محبي كرة القدم حول العالم. في حديثهم عن اللاعب، أكد العديد من زملائه على العلاقات الطيبة التي كانت تجمعهم به، وشددوا على وفائه واحترافيته في الملعب. وأعربوا عن تقديرهم الكبير لشخصيته، مؤكدين أن غيابه سيكون له تأثير طويل الأمد على الجميع في النادي.
ومن المشاهد التي أبرزت بشكل واضح مدى قرب العلاقة بين جوتا وزملائه في الفريق، كانت اللحظة التي ظهر فيها أغلب اللاعبين وهم يرتدون أقمصة بيضاء. هذه اللفتة فسرها البعض على أنها تعبير عن علاقة الود والاحترام التي كانت تربطهم بالراحل، فضلاً عن رفضهم للاحتكام للتقاليد المتبعة في ارتداء الألوان السوداء في الجنازات، وهو ما أضاف للموقف بعدًا إنسانيًا مؤثرًا، يركز على روح الأخوة والصداقة التي كانت سائدة في الفريق.
لقد كانت وفاة ديوجو جوتا بمثابة صدمة لعالم كرة القدم، حيث كان لاعبًا واعدًا، وقد حقق الكثير من الإنجازات مع ناديه ليفربول. مع تلك النجاحات الرياضية، كان جوتا يتمتع أيضًا بشخصية محبوبة داخل الفريق وبين الجمهور، ما جعل وفاته أكثر مأساوية. ومع مرور الوقت، أصبحت جنازته حدثًا غير قابل للنسيان بالنسبة لمحبي الرياضة.
رحيل جوتا عن عمر 28 عامًا هو خسارة فادحة لكل من كان قريبًا منه، سواء في الحياة المهنية أو الشخصية. وبينما يستعد العالم الرياضي لاستيعاب هذا الخبر المؤلم، يبقى جميع من عرفوا جوتا في ذاكرته، معبرين عن حزنهم على فقدان هذا النجم البرتغالي الصاعد.