أمريكا – السابعة الإخبارية
Gmail.. يُعتبر تطبيق Gmail أحد أهم خدمات البريد الإلكتروني في العالم، إذ يستخدمه أكثر من 2.5 مليار شخص بشكل نشط يوميًا سواء في المراسلات الشخصية أو في الأعمال. ومع هذا الانتشار الواسع، أصبح Gmail هدفًا مفضلًا للمخترقين الذين يسعون للوصول إلى بيانات المستخدمين وسرقة معلوماتهم الحساسة.
في تقرير حديث، أكدت شركة جوجل أن المهاجمين كثّفوا خلال الفترة الأخيرة من أساليب التصيّد الاحتيالي وسرقة بيانات الاعتماد، مشيرةً إلى أن هذه الهجمات تمثل نحو 37% من عمليات الاختراق الناجحة حول العالم.

أساليب الهجوم على مستخدمي Gmail
بحسب التقرير، لا تقتصر محاولات المخترقين على الرسائل المزيفة فحسب، بل تطورت لتشمل مكالمات هاتفية مباشرة، حيث يتصل المهاجمون بالضحايا متظاهرين بأنهم من فريق دعم جوجل. يبدأ السيناريو عادة برسالة بريد إلكتروني تحذيرية توهم المستخدم بأن حسابه مهدد أو معرّض للإيقاف، ثم يطلبون منه النقر على رابط “إصلاح المشكلة”.
هذا الرابط يقود المستخدم إلى صفحة تسجيل دخول وهمية تشبه تمامًا صفحة Gmail الرسمية. وفي حال لم يكن المستخدم يقظًا بما فيه الكفاية، فإنه يُدخل بياناته – مثل اسم المستخدم وكلمة المرور – ليتسلمها المهاجمون مباشرة. الأخطر أن بعض المخترقين يعرفون كيف يسرقون رموز المصادقة الثنائية (2FA) التي من المفترض أن تكون خط الدفاع الإضافي، وذلك عبر أساليب تقنية متطورة.
خطورة إهمال تغيير كلمات المرور
أوضحت جوجل أن أحد أبرز أسباب نجاح هذه الهجمات هو إهمال المستخدمين لتغيير كلمات المرور. فبحسب الإحصاءات، 64% من المستخدمين لا يغيرون كلمات مرورهم بانتظام، وهو ما يمنح المخترقين فرصة أكبر للاعتماد على كلمات المرور القديمة أو المسربة من اختراقات سابقة.
ونبهت الشركة إلى أنه حتى إذا لم يتعرض المستخدم لاختراق مباشر، فإن إعادة استخدام نفس كلمة المرور في أكثر من موقع أو إبقائها لفترة طويلة دون تغيير يزيد من احتمالية تعرض الحساب للخطر.
لماذا Gmail هدف مهم للمخترقين؟
تكمن أهمية حساب Gmail في كونه بوابة أساسية لحياة المستخدم الرقمية. فمن خلال البريد الإلكتروني، يستطيع المهاجم الوصول إلى رسائل العمل والمستندات الشخصية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه لاستعادة كلمات مرور الحسابات الأخرى مثل شبكات التواصل الاجتماعي والخدمات البنكية.
بمعنى آخر، اختراق حساب Gmail لا يعني فقط سرقة رسائل إلكترونية، بل قد يفتح الباب أمام اختراق شامل لهوية المستخدم الرقمية بالكامل.

خطوات أساسية لحماية حسابك
أوصت جوجل المستخدمين باتخاذ عدة خطوات ضرورية لتأمين حساباتهم:
1. تغيير كلمة المرور فورًا
يجب على كل مستخدم تغيير كلمة مروره، خصوصًا إذا لم يفعل ذلك منذ فترة طويلة. وينصح أن تكون كلمة المرور قوية مكوّنة من حروف كبيرة وصغيرة وأرقام ورموز خاصة.
2. استخدام مدير كلمات مرور مستقل
بدلاً من الاعتماد فقط على مدير كلمات المرور في المتصفحات مثل Chrome، يفضل استخدام تطبيق مستقل متخصص في إدارة كلمات المرور، حيث يقوم بإنشاء كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب وتخزينها بشكل آمن.
3. تفعيل المصادقة الثنائية (2FA)
الاعتماد على إرسال الرموز عبر الرسائل النصية لم يعد آمنًا بالشكل الكافي، إذ يمكن للمهاجمين سرقة هذه الرموز. لذلك، يُنصح باستخدام تطبيقات المصادقة مثل Google Authenticator أو Authy، التي تنشئ رموز تحقق تُستخدم مرة واحدة فقط.
4. الانتباه للرسائل والمكالمات المشبوهة
أي بريد إلكتروني يطلب منك إدخال بياناتك أو النقر على رابط يجب التعامل معه بحذر. جوجل تؤكد أنها لا تطلب أبدًا من المستخدمين إرسال كلمات مرورهم عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف.
5. مراجعة إعدادات الأمان بشكل دوري
يتضمن Gmail صفحة خاصة بأمان الحساب يمكن من خلالها مراجعة الأجهزة المرتبطة بالحساب، والنشاط الأخير، وضبط إعدادات الاسترداد مثل البريد البديل ورقم الهاتف.
الجانب النفسي للهجمات
اللافت أن المهاجمين لا يعتمدون فقط على التقنية، بل يستغلون العامل النفسي للمستخدمين. فعندما يتلقى شخص رسالة تزعم أن حسابه قد يُغلق أو أنه تم تسجيل دخول غير مصرح به، فإنه قد يشعر بالخوف والذعر، مما يدفعه لاتخاذ قرارات سريعة دون التحقق من صحة الرسالة.
ولذلك، تشدد جوجل على ضرورة الهدوء والتحقق قبل الضغط على أي رابط أو مشاركة أي معلومة حساسة.
كلمة أخيرة
أصبح الأمن السيبراني اليوم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على البريد الإلكتروني كوسيلة للتواصل والعمل وإدارة الحسابات الأخرى. ويأتي تحذير جوجل الأخير ليؤكد أن المخاطر حقيقية وأن ملايين الحسابات قد تكون مهددة بالفعل إذا لم يتخذ المستخدمون خطوات فورية لحمايتها.
إن تغيير كلمة المرور بانتظام، وتفعيل المصادقة الثنائية، والانتباه للرسائل المشبوهة، ليست إجراءات اختيارية، بل باتت ضرورة حتمية لحماية الهوية الرقمية من التهديدات المتزايدة.
