الإمارات – السابعة الإخبارية
جونجو شيلفي.. في خطوة وُصفت بالمفاجئة لعشاق كرة القدم الإنجليزية، قرر جونجو شيلفي، نجم ليفربول ونيوكاسل يونايتد السابق، أن يطوي صفحة طويلة من مسيرته في الملاعب الأوروبية، ويبدأ فصلًا جديدًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، لينضم إلى نادي الصقور المنافس في دوري الدرجة الثانية الإماراتي، في انتقالٍ أثار تساؤلات كثيرة حول دوافعه الحقيقية.
اللاعب جونجو شيلفي البالغ من العمر 33 عامًا، والذي خاض أكثر من 300 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، أكد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن قراره لم يكن مدفوعًا بالمال كما اعتقد البعض، بل برغبة شخصية في البحث عن الهدوء والاستقرار بعد سنوات طويلة من الضغط الإعلامي والجماهيري في إنجلترا.

من ليفربول إلى الصقور.. رحلة مليئة بالتقلبات
بدأ شيلفي مسيرته في تشارلتون أثلتيك بين عامي 2007 و2010، قبل أن ينتقل إلى ليفربول في صفقة أثارت وقتها اهتمام المتابعين باعتباره أحد أبرز المواهب الشابة في البلاد.
لكن مسيرته داخل قلعة “الريدز” لم تستمر طويلًا، إذ غادر إلى سوانزي سيتي عام 2013 بحثًا عن فرصة لعب منتظمة، قبل أن يواصل تألقه مع نيوكاسل يونايتد بين عامي 2016 و2023، في واحدة من أطول محطاته وأكثرها استقرارًا.
بعدها، خاض تجارب قصيرة في نوتنغهام فورست ثم انتقل إلى تركيا، حيث لعب مع ريزا سبور وأيوب سبور، قبل أن يختتم مسيرته الأوروبية مع بيرنلي في موسم 2025.
وبعد سلسلة من الإصابات والخيبات، أعلن رحيله عن القارة العجوز في سبتمبر/ أيلول الماضي، منضمًا إلى نادي الصقور الإماراتي.
“لم آتِ من أجل المال”
ردًا على الانتقادات التي رافقت انتقاله، أكد شيلفي بوضوح أن قراره لم يكن له أي علاقة بالجانب المادي، قائلاً:“أي مال تتحدثون عنه؟ لا يوجد مال في دوري الدرجة الثانية الإماراتي، الراتب هنا لا يتجاوز ألفي جنيه إسترليني شهريًا، وهو رقم لا يُذكر مقارنة بما كنت أتقاضاه في البريميرليغ.”
وأضاف بابتسامة لافتة:“أخي الذي يعمل في فندق بلندن يكسب راتبًا أعلى مني الآن، لذا لم يكن المال دافعي أبدًا. أتيت إلى هنا لأسباب شخصية وعائلية، ولأنني كنت أحتاج إلى بداية جديدة بعيدًا عن ضغوط الحياة في لندن.”
وأشار شيلفي إلى أن قرار الانتقال إلى الإمارات كان مدروسًا، وجاء بعد فترة من التفكير، مؤكدًا أن دبي أصبحت بالنسبة له “مكانًا مثاليًا للحياة الهادئة والتأمل”، بعد سنوات عاشها في أجواء مليئة بالتوتر الإعلامي والمنافسة الشرسة في البريميرليغ.

إصابة غيّرت مسار حياته
وأوضح النجم الإنجليزي جونجو شيلفي أنه بعد تجربته مع هال سيتي التي لم تكتمل، تعرّض لإصابة قوية في أوتار الركبة، ما جعله غير قادر على خوض فترة الإعداد الصيفية بالشكل المطلوب.
وقال:“كنت أشعر أن جسدي لم يعد يحتمل وتيرة المباريات في إنجلترا. في الوقت نفسه، لم أرغب في الاعتزال بهذه الطريقة. ثم جاءني عرض من صديق طفولتي، المدرب الإنجليزي هاري أغومبار، الذي يتولى تدريب نادي الصقور، ليطلب مني المجيء إلى دبي ومساعدته في تطوير الفريق.”
وأضاف شيلفي:“كنت أعرف هاري منذ كنا مراهقين، وثقت به كثيرًا، وشعرت أنني أستطيع أن أقدم شيئًا مختلفًا هنا، سواء داخل الملعب أو خارجه.”
الهدوء مقابل الأضواء
وفي حديثه عن تجربته الحالية، أشار شيلفي إلى أن ما وجده في الإمارات فاق توقعاته من حيث البيئة الهادئة والتنظيم الاحترافي، موضحًا أنه يعيش نمط حياة أكثر توازنًا من السابق.
“الحياة هنا تسير بوتيرة بطيئة ومريحة. لا أحد يلاحقك بالكاميرات أو يهاجمك على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أي مباراة. الأمر يشبه العودة إلى كرة القدم الحقيقية، حيث تستمتع باللعب دون ضغوط.”
وأكد أنه بدأ أيضًا في دراسة التدريب والتحليل الفني تمهيدًا لمرحلة جديدة بعد الاعتزال، قائلًا:
“أعتقد أنني في المكان المثالي للتفكير في مستقبلي. هنا أستطيع أن أتعلم، أرتاح، وأعيد اكتشاف شغفي باللعبة.”
تقدير محلي وتجربة مختلفة
من جانبها، عبّرت إدارة نادي الصقور عن سعادتها الكبيرة بانضمام نجم بحجم شيلفي إلى صفوفها، مشيرة إلى أن وجوده منح اللاعبين الشباب دفعة معنوية وخبرة استثنائية داخل وخارج الملعب.
وقال المدرب هاري أغومبار في تصريحات صحفية:”شيلفي ليس مجرد لاعب، بل قائد ومثال يُحتذى به في الانضباط والعمل الجاد. وجوده بين اللاعبين الصغار يُحدث فارقًا كبيرًا في روح الفريق.”

نهاية هادئة لمسيرة صاخبة
وهكذا، يبدو أن جونجو شيلفي وجد في الإمارات ما لم يجده في أوروبا: السكينة والراحة النفسية بعد مسيرة مليئة بالصخب.
فبينما يرى البعض أن انتقاله إلى دوري الدرجة الثانية الإماراتي خطوة إلى الوراء، يراها هو فرصة لاستعادة التوازن والعيش بعيدًا عن ضغوط المال والأضواء.
واختتم حديثه قائلاً:“لقد قضيت أجمل وأصعب لحظاتي في إنجلترا، لكن لكل مرحلة نهاية. الآن أعيش حياة بسيطة، ألعب الكرة لأنني أحبها فقط، لا لأنني مضطر لذلك. وربما هذه هي الحرية الحقيقية.”