جدة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
جوني ديب، في لحظة استثنائية أثارت إعجاب الحضور على مدى فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة، جذب النجم العالمي جوني ديب أنظار الجميع عند توقفه فجأة أمام الروائية السعودية فاطمة آل عمرو، بعد أن قدمت له نسخًا من روايتيها “لويس الإسباني” و”سماء أصلان” مترجمتين إلى الإنجليزية، مرفقة بإهداء خاص. كانت هذه اللحظة واحدة من أبرز الأحداث التي تميزت بها نسخة هذا العام من المهرجان، حيث بدا الاهتمام المتبادل بين النجم العالمي والمؤلفة واضحًا للجميع.
عرض هذا المنشور على Instagram
جوني ديب يقدر المبادرة ويعد بقراءة الروايات
أظهر جوني ديب تقديرًا واضحًا للمبادرة، مبتسمًا ومستمعًا بانتباه لكل كلمة تقولها فاطمة آل عمرو. خلال اللقاء، أبدى إعجابه بالروايات مؤكدًا أنه سيقرأها، مما منح الروائية لحظة فخر كبيرة. الحضور لم يترددوا في تداول صور هذه اللحظة عبر منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين إياها واحدة من أكثر المواقف تميزًا في المهرجان.
ولم يتوقف اهتمام ديب عند هذا الحد، إذ حرص على التوجه نحو المؤلفة مرة أخرى أثناء توجهه إلى سوق البحر الأحمر، مودّعًا إياها ومجدّدًا تأكيده على اهتمامه بالكتب التي تلقّاها، وهو ما جعل اللقاء أكثر دفئًا وقربًا.

فاطمة آل عمرو تكشف التفاصيل
عبرت الروائية فاطمة آل عمرو عن سعادتها باللحظة قائلة: “أبدى جوني إعجابه بالإهداء، وأخبرني أنه سيقرأ الروايات. كان سعيدًا جدًا باللفتة، وعندما التفت إليّ مرة أخرى قبل ذهابه أكّد ذلك مجددًا”. وأضافت: “خلال اللقاء أخبرته بأنني كنت بانتظار هذه اللحظة منذ سنوات كي أهديه النسخ، وكان متعاونًا ولطيفًا للغاية”.
كما كشفت عن جانب ممتع من الرواية قائلة: “هو لا يعلم أن أحد شخصيات روايتي كان يرتدي بزّة جاك سبارو”، في إشارة إلى الشخصية الشهيرة التي لعبها جوني ديب في سلسلة أفلام “قراصنة الكاريبي”، وهو ما أضفى بعدًا مرحًا على اللقاء.
“لويس الإسباني”: رواية عربية لعالم الفورمولا 1
تستعرض رواية “لويس الإسباني” لفاطمة آل عمرو رحلة بطلها لويس خيمينيز، سائق الفورمولا 1 الشهير، الذي يعود إلى مضمار السباقات بعد عام من التوقف نتيجة خسارات شخصية ومهنية أثرت بشكل كبير على مسيرته. وفي خضم عودته، يواجه لويس سلسلة من الصراعات الداخلية والتحديات القاسية في عالم السرعة، محاولًا استعادة توازنه وبناء حياة جديدة، وتحقيق انتصارات لا تقتصر على المضمار فقط، بل تمتد أيضًا إلى ذاته وعلاقاته الشخصية.
الرواية لا تقتصر على الإثارة المرتبطة بعالم السباقات، بل تغوص في أعماق الشخصية، كاشفة عن مخاوف البطل وطموحاته وتقلباته النفسية، في سرد درامي مشوّق يتيح للقارئ مرافقة لويس خطوة بخطوة نحو لحظات السقوط والنهوض.
الغلاف ورمزيته: تلاقي بين الأدب وعالم الموضة
حرصت فاطمة آل عمرو على إبراز الجانب الأوروبي في روايتها من خلال اختيار عارض الأزياء الإسباني شايان دراغي ليكون واجهة الغلاف، وهو الغلاف الذي صُمم بالكامل في إسبانيا ليجمع بين الأدب وعالم السرعة والسباقات، ويقدّم تجربة بصرية جديدة للقراء العرب والدوليين.
يتمتع شايان دراغي بخبرة تزيد على سبع سنوات في مجال عروض الأزياء، حيث شارك مع أهم الماركات العالمية وقدم عروضًا متنوعة في أوروبا، ليضيف حضوره على غلاف الرواية بعدًا بصريًا يعكس الانفتاح الثقافي بين أوروبا والعالم العربي، ويخلق جسرًا بين الأدب والفن البصري المعاصر.
لحظة تاريخية للأدب السعودي
اللقاء بين جوني ديب وفاطمة آل عمرو يمثل لحظة مهمة للأدب السعودي، إذ لم يقتصر على كونه فرصة للترويج للروايات، بل أظهر قدرة الأدب المحلي على الوصول إلى الجمهور العالمي والتفاعل مع رموز الفن السينمائي العالمي. كما أن اهتمام نجم عالمي مثل ديب بقراءة الروايات يعكس احترامه للجهود الأدبية العربية ويعزز من مكانتها على الساحة الدولية.
بين السرعة والأدب: رؤية فنية جديدة
رواية “لويس الإسباني” تبرز كأول رواية عربية مستوحاة من أحداث سباقات الفورمولا 1، وهي محاولة جريئة لدمج الأدب مع عوالم مليئة بالإثارة والتحدي. فاطمة آل عمرو لم تكتفِ بسرد أحداث رياضية، بل ركزت على الأبعاد النفسية والعاطفية للشخصية، ما يمنح الرواية عمقًا إنسانيًا ويجعلها تجربة قراءة ممتعة لكل محبي الدراما والسباقات على حد سواء.

النهاية: لحظة مؤثرة وتجربة مستمرة
اللقاء بين جوني ديب وفاطمة آل عمرو يثبت أن الأدب قادر على خلق لحظات استثنائية تتجاوز حدود اللغة والثقافة. الروايات التي قدمتها آل عمرو إلى النجم العالمي ليست مجرد كتب، بل جسر تواصل بين الثقافات المختلفة، وفرصة لإبراز الأدب السعودي في المحافل العالمية. وبينما وعد جوني ديب بقراءة الروايات، فإن هذه اللحظة ستبقى علامة فارقة في مسيرة الروائية السعودية، وستشكل مصدر إلهام للكتاب العرب الباحثين عن تجاوز الحدود التقليدية للوصول إلى الجمهور العالمي.
