بيروت – السابعة الاخبارية
جو أشقر، أكّد الفنان اللبناني جو أشقر أن هويته الفنية لا يمكن حصرها في أغنية أو اثنتين، رافضًا تصنيف أعماله الأخيرة على أنها خروج عن سياقه الفني المعروف. في مقابلة صحفية، تحدث أشقر بصراحة عن خياراته الفنية الأخيرة، وتحديدًا أغنيتي “بونبوني” و”إجازة تاني”، مشددًا على أهمية التنويع والتجدد لمواكبة أذواق الجيل الجديد، حتى وإن لاقت بعض أعماله انتقادات من جمهوره أو من النقّاد.
جو أشقر يغامر بالأغاني القصيرة والعفوية: هذا ما يطلبه الجمهور اليوم
أغنيته الأخيرة “بونبوني”، التي أثارت جدلاً بين محبيه، وصفها أشقر بأنها تجربة “مهضومة” وخفيفة الظل، تمثّل نوعاً من التنويع المرح داخل مسيرته الفنية. وأضاف: “لا شيء يمنع الفنان من تقديم عمل مرح، مهما كانت تجربته أو مسيرته. كثير من النجوم الكبار قدّموا أغنيات ذات طابع فكاهي وخفيف”.
يرى أشقر أن هذه الأغنية لا تقلل من رصيده الفني، بل تضيف إليه بشكل سريع وخفيف، خاصة أنها جاءت بأسلوب مختلف عمّا قدّمه سابقًا. وبرأيه، فإن الانفتاح على أنماط موسيقية جديدة، خصوصًا تلك التي تلقى رواجًا بين فئة الشباب، لا يُعتبر تراجعًا بل خطوة جريئة نحو التطوير.
“إجازة تاني”: تجربة مصرية مشتركة
بالحديث عن “إجازة تاني”، كشف أشقر أنها كانت أول ديو باللهجة المصرية يجمعه مع الفنان جاد شويري، الذي تولّى أيضًا إخراج الأغنية. وبالرغم من أنها المرة الأولى التي يؤدي فيها عملاً مصريًا مشتركًا، فإن النتيجة جاءت مبهجة، وتنسجم مع ذوق الجيل الجديد الذي يحرص على متابعته من خلال ابنته الصغرى وصديقاتها.
وأوضح أشقر أن فكرة الأغنية تحمل طابعًا عصريًا وممتعًا، ما يجعلها قريبة من الشباب الذين يستهويهم المضمون السريع والخفيف، بعيدًا عن التعقيد أو الطرح الكلاسيكي، مشيرًا إلى أن هذه الشريحة من الجمهور هي مفتاح نجاح أي فنان في زمن التغيير السريع.
“لم أتخلّ عن الرومانسية… بل أتنوع”
رغم توجهه الواضح نحو الأغاني الخفيفة والإيقاعية في الآونة الأخيرة، رفض جو أشقر اتهامه بالابتعاد عن هويته الفنية الأصلية. وأوضح قائلاً: “بداياتي كانت مع الأغاني الرومانسية والإيقاعية، واليوم أقدّم أعمالًا أكثر حيوية واندفاعًا. لكن هذا لا يعني أنني تخلّيت عن الرومانسية. قريبًا سأطرح أعمالًا تشبه تلك التي أحبني بها الناس في بداياتي”.
وأكد أن الفنان الحقيقي هو من يستطيع التنقّل بين أنماط موسيقية متنوعة دون أن يفقد جوهره أو أصالته، مبينًا أن الرهان على لون فني واحد قد يكون مقيدًا في زمن التغير المستمر.
الانتقادات… طبيعية وبنّاءة
وعن الانتقادات التي طالت أعماله الأخيرة، اعتبر أشقر أن التنوع في الآراء أمر طبيعي، وأنه لا يتعامل معها بانزعاج، بل بعقلانية. وقال: “أي فكرة جديدة تحتاج إلى مزيد من الوقت ليتم تقبلها، خصوصًا إذا اعتاد الناس على ستايل معيّن من فنانهم المفضّل”.
وأضاف أن الجمهور يطالب الفنان دائمًا بالتجديد والتغيير، لكنه أحيانًا لا يتقبل هذا التغيير فوراً، معتبرًا أن النقد البنّاء مفيد ومهم، طالما يدفع الفنان إلى تقديم الأفضل. في المقابل، لا يعطي اهتمامًا كبيرًا للنقد الهدّام الذي يفتقر للموضوعية أو يُبنى على الأحكام المسبقة.
الأغنية القصيرة: توجه لا بد منه
في سياق مواكبته لأذواق الجيل الجديد، أشار جو أشقر إلى أن الجمهور اليوم يُفضّل الأغاني القصيرة، التي لا تتجاوز دقيقتين ونصف الدقيقة. وأوضح: “الجيل الحالي يبحث عن المضمون الخفيف والمباشر، وهذا ما أحاول الالتزام به في أعمالي الأخيرة”.
وأوضح أن هذا التوجه ليس عشوائيًا بل نتيجة مراقبة دقيقة لسلوك الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الموسيقى، حيث أصبحت الأغاني الطويلة خارج اهتمامات عدد كبير من المستمعين، وخصوصًا من فئة الشباب.
العفوية مفتاح النجاح في الكليبات
في ما يخص تصوير الأغاني، شدّد أشقر على أهمية العفوية والبساطة في الفيديوهات المصوّرة، معتبرًا أن السر الحقيقي لنجاح أي عمل اليوم يكمن في تلقائيته. وقال: “ننتج أحيانًا كليبات ضخمة بموازنات مرتفعة، لكن الجمهور يتفاعل أكثر مع الفيديوهات العفوية التي تُصوّر عبر الهاتف وتُنشر على شكل ‘ريل’. التلقائية قريبة من القلب وغالبًا ما تُحدث الفرق”.
يرى أشقر أن زمن الكليبات الفخمة والتقليدية بدأ بالتراجع، خصوصًا مع تراجع فترة انتباه الجمهور على المنصات الرقمية. ويعتبر أن التفاعل الآني والمباشر هو الأساس في قياس مدى نجاح العمل اليوم، وليس الإنتاج الضخم فقط.
جو أشقر يُثبت من خلال أعماله الأخيرة أنه فنان متجدد لا يخشى التجربة، ويضع الجمهور في صلب اهتمامه من خلال مراقبة نبضه وميوله. وبينما يُصرّ على الاحتفاظ بهويته الأصلية، يواصل في الوقت ذاته خوض تجارب موسيقية جديدة تحاكي العصر، وتفتح له آفاقًا أوسع بين جمهور متنوّع ومتغير.