إنجلترا– السابعة الإخبارية
أموريم.. في خطوة تعكس رغبة إدارة نادي مانشستر يونايتد في بناء مشروع طويل الأمد بعد سنوات من التخبط، أعلن الملياردير البريطاني جيم راتكليف، أحد الملاك الرئيسيين للنادي، منح المدرب البرتغالي روبن أموريم مهلة زمنية تمتد إلى ثلاث سنوات كاملة لإثبات قدرته على قيادة الفريق نحو استعادة مجده، مؤكدًا أن الحكم عليه لن يكون بناءً على النتائج السريعة، بل على تطور المنظومة ككل.
إدارة مانشستر يونايتد تتبنى نهج “الصبر المدروس”
وقال راتكليف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام بريطانية، إن النادي لن يكرر أخطاء الماضي حين كان يبدّل المدربين بوتيرة متسارعة كلما تراجعت النتائج، مضيفًا:“أموريم مدرب ذكي، شجاع، ويملك رؤية واضحة للمستقبل، لكنه يحتاج إلى الوقت. نحن لا نبني فريقًا لموسم واحد، بل مؤسسة كروية قادرة على المنافسة الدائمة”.
ويأتي هذا الموقف بعد موجة من التكهنات الإعلامية التي تحدثت عن قرب إقالة أموريم بسبب الأداء المتواضع للفريق في موسمه الأول تحت قيادته، حيث احتل مانشستر يونايتد المركز الخامس عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأسوأ منذ عام 1974، إلى جانب خسارته نهائي الدوري الأوروبي، وخروجه المبكر من كأس الرابطة.

موسم كارثي وبداية مشروع جديد
ورغم خيبة الأمل الكبيرة بين جماهير النادي العريق، شدد راتكليف على ضرورة النظر إلى الصورة الأوسع، معتبرًا أن ما يمر به الفريق حاليًا “مرحلة انتقالية ضرورية لإعادة البناء”.
وقال:“لن نستسلم لضغوط الصحافة أو الجماهير التي تريد نتائج فورية. النجاح الحقيقي يحتاج إلى صبر واستمرارية، وأموريم يستحق أن نمنحه الثقة الكاملة”.
وأكد المالك البريطاني أن إدارة النادي وضعت خطة استراتيجية تستهدف تحويل مانشستر يونايتد إلى النادي الأكثر ربحية في العالم خلال السنوات الخمس المقبلة، عبر مزيج من الإصلاحات الإدارية والاستثمار الذكي في البنية التحتية واللاعبين الشباب.
قرارات جذرية لإصلاح النادي
وفي السياق ذاته، كشف راتكليف أن النادي اتخذ قرارات صعبة وغير شعبية في سبيل تصحيح المسار المالي والإداري، من بينها تسريح أكثر من 400 موظف وإلغاء بعض الامتيازات التي كانت تُثقل كاهل الميزانية، إلى جانب إعادة هيكلة الأقسام الفنية والإدارية لضمان أقصى درجات الكفاءة.
وقال راتكليف:“مانشستر يونايتد لا يمكن أن يستمر في العمل بعقلية الماضي. نحن نعيد تعريف ثقافة النادي بالكامل — من مكاتب الإدارة إلى أرضية الملعب. الإصلاح مؤلم في البداية، لكنه ضروري لتحقيق التفوق المستدام”.
أموريم بين الشك والدعم
المدرب البرتغالي روبن أموريم، البالغ من العمر 39 عامًا، جاء إلى أولد ترافورد في خضم أزمة نتائج خلفها المدرب الهولندي السابق إيريك تين هاغ. وقد رافق وصوله الكثير من الآمال، خاصة بعد نجاحه مع سبورتنغ لشبونة في الفوز بالدوري البرتغالي وإعادة الفريق إلى المنافسات الأوروبية.
لكن بداية مشواره مع يونايتد كانت صعبة، إذ فشل الفريق في تحقيق انتصارات متتالية، وظهرت علامات ضعف واضحة في الانسجام والتوازن الدفاعي، إلى جانب تراجع مستوى بعض النجوم الأساسيين.
ورغم الانتقادات المتكررة في الإعلام الإنجليزي، فإن أموريم ما زال يحظى بدعم قوي من الإدارة، التي ترى فيه مشروعًا طويل الأمد. وقال مصدر مقرب من النادي لصحيفة “ذا تايمز”:“راتكليف مقتنع أن أموريم يملك الفكر المناسب لبناء فريق جديد من الجيل الشاب، وأن تقييمه يجب أن يكون بعد موسمين على الأقل من العمل المتواصل”.

مشروع تطوير شامل
يُذكر أن إدارة مانشستر يونايتد بدأت بالفعل في تطبيق خطة تطوير شاملة تشمل تجديد مرافق التدريبات في مركز كارينغتون، وتحديث ملعب أولد ترافورد ليواكب أعلى المعايير الأوروبية من حيث التكنولوجيا وتجربة المشجعين. كما تعمل الإدارة الجديدة على توسيع شبكة الأكاديميات الدولية لاستقطاب المواهب من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
ويرى محللون أن الدعم الذي يحظى به أموريم من راتكليف يُعد “نقطة تحول” في تاريخ النادي، إذ يؤكد للمرة الأولى أن الإدارة باتت تؤمن بضرورة التخطيط بعيد المدى، بعد سنوات من القرارات الارتجالية التي أضعفت الهوية الرياضية للنادي.
حلم العودة إلى القمة
ورغم الصورة القاتمة التي رسمها الموسم الماضي، فإن جماهير مانشستر يونايتد لا تزال متمسكة بالأمل في عودة الفريق إلى المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية. وقد عبّر عدد من المشجعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تفاؤلهم بسياسة “الصبر والبناء”، معتبرين أن منح أموريم ثلاث سنوات يمثل فرصة حقيقية لولادة مشروع جديد يعيد أمجاد السير أليكس فيرغسون.
وختم راتكليف تصريحاته برسالة واضحة إلى جماهير النادي:“مانشستر يونايتد أكبر من أن يُقاس بموسم واحد سيئ. نحن نبني من جديد، وبالعمل والالتزام سنعود إلى مكاننا الطبيعي على القمة. ثقوا أننا نسير في الطريق الصحيح”.
