العراق – السابعة الإخبارية
في واقعة غير معتادة أثارت دهشة سكان مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية، شهدت دائرة ماء الفلوجة حادثة اقتحام نفّذها ذئب بري، دخل مبنى الدائرة خلال ساعات الدوام الرسمي بينما كان عدد من الموظفين يمارسون أعمالهم اليومية.
حيوان مفترس داخل منشأه حكومية
وقد أثار ظهور الحيوان المفترس داخل منشأة حكومية حالة من القلق بين العاملين قبل أن يتم التعامل معه بشكل مهني وسريع من قبل السلطات الأمنية.
وبحسب مصادر محلية، بدأت القصة عندما لاحظ الموظفون تحرك الذئب داخل فناء المبنى، حيث بدا مرتبكًا ويبحث عن مخرج، قبل أن يعلق بجزء من سياج حديدي يحيط بفناء الدائرة.

هذا التطور دفع الموظفين إلى طلب النجدة فورًا عبر الاتصال بالشرطة، خصوصًا أن الحيوان بدا في حالة توتر، ما كان قد يعرّض الموجودين للخطر في حال تمكن من الحركة بحرية.
وباشرت دورية تابعة لشرطة الأنبار بالوصول إلى الموقع خلال وقت قصير، حيث أجرى عناصرها تقييمًا سريعًا للوضع، وتقدم أحد أفراد الشرطة نحو الذئب بحذر شديد.
وتمكن الشرطي من السيطرة على الحيوان دون استخدام أي أدوات قد تتسبب في إيذائه، مستفيدًا من وضعه العالق بين قضبان السور الحديدي، وهو ما ساهم في تهدئة الموقف وتسهيل عملية ضبطه.
تثييت الذئب بطريقة آمنة
وحرص رجال الشرطة على تثبيت الذئب بطريقة آمنة ومهنية، ضمنت منعه من الحركة المفاجئة مع الحفاظ على سلامته، إلى أن تم التأكد من عدم وجود أي خطر على الموظفين أو المراجعين داخل المبنى.
وبعد الانتهاء من الإجراءات، أعادت قوات الشرطة الحيوان إلى البرية في منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية، بما يتماشى مع إجراءات السلامة المتبعة في التعامل مع الحيوانات البرية التي تدخل المناطق المأهولة دون قصد.

وأكدت مصادر الدائرة أن الحادثة لم تسجّل أي إصابات بين الموظفين أو المواطنين، مشيرين إلى أن سرعة استجابة الشرطة ساهمت في احتواء الموقف وتجنب حدوث أي أضرار. كما أثنى شهود العيان على تعامل قوات الأمن المهني والإنساني مع الحيوان، إذ جرى إنقاذه دون أذى وإعادته إلى بيئته الطبيعية.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة قضية دخول الحيوانات البرية إلى المناطق الحضرية في بعض مدن العراق، خاصة في المناطق القريبة من البساتين أو الأحراش، نتيجة التوسع العمراني أو نقص مصادر الغذاء في البرية.
ويؤكد مختصون أن مثل هذه الحوادث قد تتكرر، ما يستدعي تعزيز الوعي بطرق التعامل الآمن مع الحيوانات البرية، والاتصال بالجهات المختصة فور رصد أي حالة مشابهة.
وهكذا، تحولت لحظات القلق التي عاشها موظفو الدائرة إلى قصة لافتة عن سرعة الاستجابة وتعاون المجتمع مع الجهات الأمنية، وانتهت الحادثة بسلام دون أي خسائر بشرية أو أضرار.
>
