الإمارات – السابعة الإخبارية
يشهد السماء اليوم وغدًا حدثًا فلكيًا مثيرًا للغاية، حيث يمر القمر عبر تجمع الثريا النجمي الشهير، المعروف أيضًا باسم “الأخوات السبع”، في ظاهرة فلكية نادرة.
يأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من وصول القمر إلى طور التربيع الأول، مما يجعل الحدث أكثر إثارة للاهتمام. وتُعد هذه الظاهرة حدثًا فلكيًا مهمًا، حيث يعتبر الاحتجاب الفلكي واحدًا من الظواهر التي يتفاعل فيها القمر مع النجوم، وهو ما يعد بمثابة فرصة رائعة لعشاق الفلك والهواة لمتابعة السماء.
ما هو الاحتجاب؟
يُعرف هذا الحدث الفلكي باسم “الاحتجاب”، وهو يحدث عندما يمر القمر أمام تجمع نجمي، مما يؤدي إلى اختفاء النجوم في التجمع خلفه لفترة قصيرة.
وتُعتبر هذه الظاهرة جزءًا من سلسلة من الاحتجابات التي ستحدث بشكل منتظم كل شهر حتى عام 2029. ومع ذلك، سيكون لكل احتجاب رؤية مختلفة من مناطق معينة حول العالم، مما يضيف عاملًا آخر من التشويق لعشاق الفلك.
متى وكيف يمكن رؤية الاحتجاب؟
وفقًا لخبراء الفلك، ستكون هذه الظاهرة الفلكية مرئية في مناطق معينة حول العالم، أبرزها المناطق الغربية والوسطى من الولايات المتحدة وكندا.
ففي هذه المناطق، سيمر القمر مباشرة أمام تجمع الثريا خلال نزوله نحو الأفق الشمالي الغربي. وهذا ما يتيح للمراقبين فرصة رائعة لرؤية النجوم تختفي خلف القمر، ومن ثم العودة للظهور مع تحرك القمر بعيدًا.
أما بالنسبة لسكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة وكندا، فإنهم لن يتمكنوا من رؤية الاحتجاب الكامل، حيث سيغرب القمر والثريا قبل بداية الحدث.
ولكن، يمكن لأولئك الذين يملكون مناظير أن يتابعوا اقتراب القمر تدريجيا من التجمع النجمي قبل الغروب، وهي فرصة رائعة أيضًا.
ما يمكن توقعه خلال الحدث؟
المميز في احتجاب القمر لهذا الشهر هو أن القمر سيكون في طور مضاء بنسبة 61% فقط، وهو ما يجعل رؤية النجوم في تجمع الثريا أكثر وضوحًا.
في الاحتجابات السابقة، كان القمر في طور الأحدب الواسع مما جعل ضوءه الساطع يعوق رؤية النجوم الخافتة في التجمع. لكن هذه المرة، مع إضاءة القمر بنسبة أقل، ستكون تجربة الرصد أكثر إثارة وضوحًا.
خلال هذا الحدث، سيبدأ القمر في التحرك شرقا أمام النجوم، حيث ستختفي النجوم خلف حافته المظلمة في ظاهرة تُعرف باسم “الدخول” (ingress).
هذا سيمكن المراقبين من رؤية النجوم الأكثر سطوعًا تختفي فجأة، بينما تتيح التلسكوبات فرصة أفضل لرؤية النجوم الخافتة وهي تختفي وراء الحافة المظلمة للقمر.
وبعد ذلك، عند الوصول إلى “الخروج” (egress)، ستعود النجوم للظهور من جديد على الحافة المضيئة للقمر، لكن وهج سطحه المضاء قد يصعب رصد النجوم، حتى باستخدام التلسكوبات المتطورة.
حدث فلكي قادم
لا يُعد هذا الاحتجاب هو الوحيد الذي سيحدث هذا العام. ففي صباح يوم الأحد 20 يوليو، ستشهد أمريكا الشمالية احتجابًا آخر لتجمع الثريا، ولكن هذه المرة، سيحجب هلال قمر متضائل (مضاء بنسبة 23%) النجوم.
كما كان الحال في احتجاب فبراير، ستكون المناطق الوسطى والغربية في أمريكا الشمالية هي الأكثر حظًا لرؤية هذا الحدث الفلكي. لكن في مناطق الشرق، ستؤثر إضاءة الفجر على إمكانية رصد الحدث.