منوعات – السابعة الإخبارية
نشر مقال عام 2013 عن ديفيد لاتيمر البالغ من العمر 80 عاماً، والذي ألقى بذرة في زجاجة عام 1960، ولم يكن لديه أي فكرة عن أن هذه البذرة ستزدهر وتكون حديقة خضراء لعدة عقود، رغم أن آخر مرة قام بسقايتها كانت عام 1972.
ويعتقد البعض أن ديفيد شخص عبقري لأنه استطاع تكوين حديقة خضراء داخل زجاجة عمرها الآن يتخطى 63 عاماً، ولكن الحقيقة هي أن الأمر حدث بالصدفة البحتة، فلم يتخيل ديفيد أن البذرة ستزدهر أبداً.
وقام ديفيد بصب بعض السماد في زجاجة كروية في البداية، ثم استخدم سلكاً لخفض بذر حشيشة العنكبوت بعناية، ثم أضاف نصف لتر من الماء إلى المزيج.
وبعد ذلك أغلق الزجاجة ووضعها في زاوية مشمسة، ومن هنا بدأ سحر التمثيل الضوئي، بالإضافة إلى أن النبات لم يتم سقايته بالماء إلا في عام 1972، فقد تم قطعه تمامًا عن الماء العذب والهواء.
لكنه لا زال قادراً على تكوين نظام بيئي مكتفي ذاتيًا، فمن خلال عملية التمثيل الضوئي تكتسب النباتات الطاقة اللازمة للنمو عن طريق امتصاص ضوء الشمس.
وينتج التمثيل الضوئي الأكسجين والمزيد من الرطوبة في الهواء، وعندما تتراكم الرطوبة داخل الزجاجة تعود الأمطار إلى أسفل على النبات.
وعندما تتعفن الأوراق التي تتساقط في قاع الزجاجة، تنتج ثاني أكسيد الكربون اللازم لعملية التمثيل الضوئي والتغذية.
ومع القليل من ضوء الشمس، يمكن للنباتات أن تزدهر حتى في هذه البيئة الفريدة، ونجحت في إنشاء نسخة مصغرة من الأرض في زجاجة.
وتم الكشف عن حديقة الزجاجة هذه عندما التقط صورة لها في وقت سؤال البستانيين في راديو “بي بي سي 4″، وسأل لجنة الخبراء عما إذا كانت ذات أهمية علمية أو بستانية.
وبالنسبة لخبراء البستنة، تعتبر حديقة الزجاجة مثال رائع للطريقة التي يمكن بها للنبات إعادة التدوير، وهي دورة الحياة المثالية، وهذه العملية هي أحد أسباب اهتمام “ناسا” بنقل النباتات إلى الفضاء.
وتعمل النباتات كأجهزة جيدة جدًا في تنقية الغاز، إذ تقوم بإخراج الملوثات من الهواء، بحيث يمكن لمحطة الفضاء أن تصبح مكتفية ذاتيًا بشكل فعال، وهذا مثال رائع على مدى ريادة النباتات وكيف ستستمر إذا ما أتيحت لها الفرصة