القاهرة – السابعة الإخبارية
حريق سنترال رمسيس, أنهت قوات الحماية المدنية بالقاهرة عمليات إطفاء حريق ضخم اندلع في مبنى سنترال رمسيس بمنطقة الأزبكية، وذلك بعد جهود متواصلة استمرت أكثر من 24 ساعة متواصلة، استخدمت خلالها عشرات السيارات والمعدات الثقيلة، وسط ظروف صعبة بفعل امتداد النيران داخل عدة طوابق بالمبنى.
حريق سنترال رمسيس: الخسائر البشرية والمادية
أكد مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية، في تصريحات لموقع الجمهور الإخباري، أن الحريق أسفر عن:
وفاة 4 أشخاص
إصابة 27 آخرين، بينهم 9 من أفراد الحماية المدنية (5 ضباط و4 جنود)، وقد تلقوا العلاج اللازم وحالتهم الآن مستقرة.
وأضاف المصدر أن قوات الإطفاء بقيادة اللواء جمال ياسين، ما زالت مستمرة في عمليات التبريد لضمان عدم تجدد اشتعال النيران مرة أخرى، خاصة بعد التأكد من تضرر الهيكل الداخلي للمبنى جزئياً.
الطوابق المتضررة من الحريق
كشفت المعاينة الأولية أن الحريق التهم محتويات الطوابق التالية:
الطابق الثاني
الطابق السابع
الطابق الثامن
الطابق الحادي عشر
وأكدت وزارة الداخلية أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف أسباب اندلاع الحريق، ومدى توافر عناصر السلامة بالمبنى، كما تقوم فرق من الأدلة الجنائية والمعمل الجنائي بفحص موقع الحادث بحثاً عن أي شبهة جنائية محتملة.
النيابة العامة تتحرك
أجرت النيابة العامة معاينة فورية لموقع الحريق، وقررت:
ندب الطب الشرعي لتشريح جثامين المتوفين وتحديد سبب الوفاة.
سحب عينات الحمض النووي للتعرف الكامل على الضحايا.
سؤال المصابين في المستشفيات، إضافة إلى الاستماع لشهادات العاملين بالسنترال وشهود العيان.
كما استعجلت النيابة تقارير المعمل الجنائي وتحريات المباحث للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد ما إذا كان الحريق عرضياً أم متعمداً.
استمرار إغلاق شارع رمسيس
في ضوء الأضرار الواسعة التي خلفها الحريق، قررت إدارة مرور القاهرة إغلاق شارع رمسيس لليوم الثاني على التوالي، مع تطبيق تحويلات مرورية مؤقتة لحين الانتهاء من التحقيقات ومعاينة الموقع بشكل كامل.
البرلمان يفتح ملف الحريق
في تطور لافت، استدعى مجلس النواب المصري وزير الاتصالات خلال جلسته العامة، اليوم، لمساءلته حول أسباب الحريق والإجراءات المتخذة لضمان السلامة العامة في منشآت الاتصالات، خاصة بعد تقديم عدد من النواب بيانات عاجلة بشأن الواقعة.
وشهدت الجلسة مداخلات غاضبة من بعض النواب الذين طالبوا بـ:
تحقيق برلماني عاجل
محاسبة المسؤولين عن أي تقصير
مراجعة شاملة لشبكات الأمان والسلامة داخل المراكز الحيوية

لجنة هندسية لفحص المبنى
من جهته، تابع الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، جهود رجال الإطفاء على مدار اليومين الماضيين، ووجّه بتشكيل لجنة هندسية متخصصة لفحص مبنى السنترال وتقييم مدى سلامته الإنشائية بعد تعرضه للحريق.
تأثيرات على خدمات الإنترنت والاتصالات
يُعد سنترال رمسيس من أهم المراكز الحيوية للاتصالات في القاهرة الكبرى، وقد تسبب الحريق في تأثر خدمات الإنترنت وشبكات المحمول في بعض المناطق، وأعلنت وزارة الاتصالات أن خدمات الشبكة ستعود تدريجيًا خلال 48 ساعة بعد الانتهاء من تحويل المسارات والتأكد من سلامة الكابلات الرئيسية.
المستخدمون بالملايين.. والخطر يمتد إلى قطاعات متعددة
بحسب أحدث إحصائيات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، يبلغ عدد شرائح الهاتف المحمول المستخدمة في مصر نحو 120 مليون شريحة، بينما يزيد عدد اشتراكات الإنترنت المنزلي عن 10 ملايين، إلى جانب أكثر من 13 مليون مستخدم للهاتف الثابت. ويُعد سنترال رمسيس مركزًا محوريًا في هذه الشبكة، ما يفسر اتساع رقعة التأثير رغم حصر الحريق في نطاق محدود جغرافيًا.
ويتخوف خبراء في مجال الاتصالات من أن يكون الحريق قد طال كابلات الألياف الضوئية أو غرف السيرفرات المركزية، مما قد يتطلب وقتًا أطول لإعادة تشغيل الخدمات بكفاءتها المعتادة.

ردود فعل مجتمعية
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للحريق، وسط موجة تضامن واسعة مع ضحايا الحادث، وتقدير كبير لدور رجال الحماية المدنية، حيث أعاد المغني محمد ثروت نشر صور لفرق الإطفاء قائلاً:
“تحية كبيرة لرجالة الدفاع المدني.. أنقذوا أرواحًا وسط النيران وقدموا أرواحهم فداءً للمهنة.”
أعاد حريق سنترال رمسيس تسليط الضوء على أهمية تأمين البنية التحتية الرقمية في مصر، خصوصًا مع تنامي الاعتماد على الإنترنت في كل مناحي الحياة. فبينما تُبذل جهود فنية حثيثة لاستعادة الاستقرار، فإن الرسالة الأهم تكمن في ضرورة تعزيز منظومة الوقاية والاستجابة السريعة، والتواصل الفعّال مع الجمهور في أوقات الأزمات.
وفي انتظار صدور بيان رسمي يوضح تفاصيل الحادث وخطط التعافي، يبقى الحريق بمثابة ناقوس خطر يدعو إلى إعادة النظر في جاهزية قطاع الاتصالات لمواجهة الأزمات الطارئة.
تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس وسط القاهرة وقوات الحماية المدنية تحاول إخمادها والسيطرة على الحريق بحسب صحف محلية pic.twitter.com/evVTd2uxt5
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) July 7, 2025