القاهرة – السابعة الاخبارية
حريق سنترال رمسيس، شهدت منطقة وسط البلد بالعاصمة المصرية القاهرة، صباح الأحد، حالة من الاستنفار الأمني والارتباك المروري، عقب اندلاع حريق سنترال رمسيس، أحد أهم المرافق الحيوية في قلب العاصمة، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من قوات الحماية المدنية التي دفعت بعشر سيارات إطفاء إلى موقع الحادث في محاولة للسيطرة على ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى المباني والمنشآت المحيطة.
وبحسب مصادر أمنية، فقد تم تلقي بلاغ عبر غرفة عمليات شرطة النجدة يفيد باندلاع حريق داخل مبنى السنترال في منطقة رمسيس، وهو ما استدعى تحركًا سريعًا من الجهات المعنية، حيث تم الدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف إلى موقع الحادث. كما فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا أمنيًا مشددًا حول محيط السنترال لتأمين المنطقة وتسهيل عمليات الإخلاء، إلى جانب توجيه حركة المرور بعيدًا عن موقع الحريق لتفادي وقوع أي إصابات إضافية أو إعاقة لجهود الإنقاذ.
حريق سنترال رمسيس.. النيران تسبق التحقيقات وأسباب الاشتعال غامضة
بدأت فرق الحماية المدنية عملياتها بمجرد وصولها إلى الموقع، حيث عملت على احتواء النيران من الجهات الأربع، وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن تصاعد كثيف للدخان وارتفاع درجات الحرارة داخل المبنى. وأوضح مصدر من داخل فرق الإطفاء أن طبيعة المبنى الداخلية، واحتوائه على تجهيزات إلكترونية وأسلاك وكابلات، ساهمت في تأجيج النيران وزيادة كثافة الدخان، مما تطلب العمل بحذر شديد لتجنب حدوث تماس كهربائي قد يؤدي إلى انفجارات داخلية.
ورغم ضخامة الحريق، لم ترد حتى اللحظة أي تقارير رسمية عن وجود خسائر بشرية أو إصابات، حيث نجحت فرق الإنقاذ في إخلاء المبنى سريعًا، بينما تجري حاليًا عمليات تمشيط دقيقة للتأكد من عدم وجود أشخاص محاصرين داخل السنترال أو الطوابق المجاورة.
التحقيقات الأولية وتحديد أسباب الاشتعال
من جانبها، بدأت النيابة العامة التحقيق الفوري في الحادث، وطلبت تقارير فنية عاجلة من المعمل الجنائي لتحديد أسباب اندلاع الحريق، وسط ترجيحات أولية تشير إلى احتمالية حدوث ماس كهربائي داخل إحدى غرف التشغيل أو أجهزة الاتصالات المركزية. كما ستقوم لجان هندسية بفحص سلامة المبنى بعد إخماد الحريق لتحديد مدى تأثر بنيته التحتية وقدرته على الاستمرار في الخدمة.
وأكد مسؤول أمني رفيع المستوى أن التحقيقات لا تزال في مراحلها المبكرة، ولا يمكن الجزم بأي سبب محدد حتى صدور نتائج الفحص الفني الشامل. وأضاف أن الوزارة تتابع تطورات الموقف عن كثب، وأن سلامة المواطنين والمنشآت تمثل أولوية قصوى خلال الساعات المقبلة.
تداعيات مرورية وتعطّل جزئي للخدمات
وقد تسبّب الحريق في إرباك مروري كبير وسط القاهرة، خاصة في الشوارع المحيطة بمنطقة رمسيس التي تُعد من أكثر المناطق ازدحامًا في العاصمة. وشهدت حركة السير تباطؤًا شديدًا، فيما قامت إدارة المرور بتوجيه المركبات إلى طرق بديلة لتخفيف الضغط عن الشوارع القريبة من موقع الحريق.
كما لوحظ انقطاع جزئي في بعض خدمات الاتصالات الأرضية وخطوط الإنترنت في مناطق محددة، حيث يعتمد سنترال رمسيس على شبكة تشغيل واسعة النطاق تُغذي مناطق وسط البلد والأحياء المجاورة. وتعمل الجهات الفنية حاليًا على تقييم الأضرار الناتجة عن الحريق، مع توقّعات بإعادة الخدمات تدريجيًا بعد استقرار الوضع بشكل كامل.
تفاعل واسع ومطالب بتطوير البنية التحتية
أثار الحريق موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب عدد من المواطنين عن قلقهم إزاء تكرار الحوادث المشابهة في منشآت حيوية دون تطوير جذري في البنية التحتية أو نظم الحماية والسلامة، خاصة في مبانٍ قديمة تحتوي على تجهيزات حساسة مثل السنترالات والمستشفيات.
وطالب بعض المعلقين بضرورة مراجعة شاملة لإجراءات السلامة ومخارج الطوارئ في مثل هذه المرافق، إلى جانب تحديث أنظمة الإطفاء التلقائي، وتدريب الموظفين على التعامل مع الأزمات والكوارث بما يقلل من الخسائر حال وقوع أي حادث طارئ.
الجهات الرسمية تطمئن المواطنين
وفي بيان رسمي، طمأنت وزارة الداخلية المواطنين بأن الوضع تحت السيطرة، وأنه لا توجد أي مؤشرات حالية على وجود تهديدات إضافية أو مخاطر على الأرواح، مشيرة إلى أن الجهود مستمرة لإخماد الحريق كليًا، مع تأمين الموقع لحين الانتهاء من التحقيقات ومعاينة الأضرار.
كما دعا مسؤولون في وزارة الاتصالات المواطنين إلى التزام الهدوء، مؤكدين أن الفرق الفنية تعمل على مدار الساعة لإعادة تشغيل الخدمات المتأثرة، مؤكدين أن البنية التحتية الرقمية لم تتضرر بالكامل، وأن الإجراءات الاحترازية ساعدت في تقليل نطاق التأثير.
تبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد حجم الأضرار وخلفيات هذا الحريق، في وقت يأمل فيه المواطنون أن يكون الحادث دافعًا لتسريع وتيرة تطوير المنشآت الحيوية وتأمينها من الأخطار المحتملة مستقبلًا.