القاهرة – السابعة الاخبارية
حريق شبرا الخيمة، شهدت مصر ليلة مأساوية امتدت من مساء السبت 9 أغسطس وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد 10 أغسطس 2025، بعد أن اندلعت سلسلة من الحرائق في عدد من المحافظات، أبرزها حريق شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وشبرا ملس التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية.
ألسنة اللهب التهمت كل شيء في طريقها، مخلفة خسائر بالملايين، وإصابات بين المواطنين، ودمارًا للبنية التحتية، وسط صدمة حقيقية في الشارع المصري، ومشاهد أبكت القلوب.
حريق شبرا الخيمة: “مؤسسة رزق تحترق”
بدأت الكارثة في منطقة المؤسسة بشبرا الخيمة، حيث اندلع حريق هائل مساء السبت داخل أحد محلات العصير، وسرعان ما امتدت ألسنة اللهب إلى عدد من المحال المجاورة، منها مطاعم كشري شهيرة، ثم إلى باكيات الباعة الجائلين المنتشرة أمام محطة مترو شبرا الخيمة، وهي مصدر رزق لعشرات الأسر.
مشاركة شعبية في إخماد النيران
فور تلقي البلاغ، تحركت غرفة النجدة ودفعت بـ10 سيارات إطفاء من شبرا الخيمة، قليوب وطوخ، إلى جانب سيارات الإسعاف. وساهم الأهالي في جهود الإطفاء، في مشهد ملحمي شارك فيه الجميع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومنع الحريق من التمدد إلى المباني السكنية.
خسائر بشرية ومادية فادحة
أسفر الحريق عن إصابة سيدة بحروق و4 أشخاص باختناقات، نُقلوا جميعًا إلى مستشفى ناصر العام لتلقي العلاج، فيما قدرت الخسائر المادية بملايين الجنيهات، نتيجة احتراق عدد كبير من المحلات والأكشاك بالكامل، وتضرر البنية التحتية بالمنطقة، وانهيار مصادر أرزاق عشرات العائلات.
توقف مترو الأنفاق.. والنيابة تتدخل
وتسبب الدخان الكثيف الناتج عن الحريق في توقف حركة القطارات بمحطة مترو شبرا الخيمة لفترة وجيزة، قبل أن يتم استئنافها عند الساعة 11:30 مساءً بعد السيطرة النسبية على الوضع.
تباشر النيابة العامة حاليًا تحقيقاتها في الواقعة، مع التأكيد على أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق بدأ من محل عصير، وتوسع بفعل المواد القابلة للاشتعال المنتشرة في المحيط، كما يجري مراجعة كاميرات المراقبة لتحديد السبب الدقيق للحريق وما إذا كان هناك شبهة جنائية.
رفع المخلفات وحصر الخسائر
تواصل قوات الحماية المدنية عملها لرفع آثار الحريق وإزالة الأنقاض والمخلفات، بينما تقوم الأجهزة الأمنية بحصر الخسائر المادية بدقة، تمهيدًا لحصر المتضررين وتقديم تقارير رسمية عن الواقعة.
كارثة الغربية: “الكتان يتحول إلى رماد”
في الوقت الذي كانت فيه أنفاس القليوبية مشتعلة، اندلع حريق هائل في شونة كتان بقرية شبرا ملس التابعة لمركز زفتى في محافظة الغربية، ما أثار الذعر في صفوف الأهالي.
150 فدانًا.. خسارة زراعية وتجارية جسيمة
أفادت التحريات أن النيران التهمت 150 فدانًا من الكتان المخزن في الهواء الطلق داخل الشونة، وكان هذا المحصول معدًا للتصنيع، ما تسبب في تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان غطت سماء المنطقة وحجبت الرؤية.
خسائر تقدر بـ5 ملايين جنيه
تُقدّر الخسائر المبدئية بأكثر من 5 ملايين جنيه، وهي ضربة موجعة لقطاع الزراعة والصناعات المرتبطة به في محافظة الغربية، خاصة أن محصول الكتان يُعد من المحاصيل التصديرية والصناعية الحيوية، ويُستخدم في صناعات متعددة تشمل الأقمشة، والدهانات، والأعلاف.
جهود السيطرة نجحت دون إصابات
هرعت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحريق، وتم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء التي نجحت في محاصرة النيران ومنع امتدادها إلى الأراضي والمباني المجاورة، دون تسجيل أي إصابات بشرية، وسط إشادة من الأهالي بسرعة الاستجابة.
التحقيقات جارية.. والحذر واجب
بينما تباشر النيابة العامة تحقيقاتها في كل من حريقي شبرا الخيمة وشبرا ملس، يتواصل الحديث في الأوساط المحلية عن أسباب تصاعد هذه الحوادث، ما بين احتمالات الإهمال، أو ضعف البنية التحتية، أو سوء تخزين المواد القابلة للاشتعال.
ولم تصدر وزارة الداخلية أو الدفاع المدني بيانًا رسميًا حتى الآن يكشف عن الأسباب الدقيقة للحرائق، ما يزيد من القلق العام، خصوصًا مع تكرار حوادث الحريق في الأسواق والمناطق التجارية مؤخرًا.
ليلة النار.. صدمة مجتمعية وخسائر وطنية
لم تكن ليلة الأحد 10 أغسطس 2025 عادية في مصر، بل كانت ليلة النار والدمار، بحسب وصف شهود العيان، حيث تحولت أرزاق الناس في لحظات إلى رماد، وسط بكاء أصحاب المحلات، وصراخ الباعة الجائلين، وحسرة الفلاحين على محاصيلهم المحترقة.
هذه الحوادث تعكس ضرورة مراجعة اشتراطات السلامة والأمان في الأسواق والمناطق التجارية، ومراقبة عمليات التخزين، وتحسين جاهزية مراكز الإطفاء، خاصة في المناطق الشعبية والمزدحمة.
دعوات للتعويض والمحاسبة
ارتفعت الأصوات المطالبة بـتعويض المتضررين من الحريق، خصوصًا من أصحاب المحلات في شبرا الخيمة والفلاحين في الغربية، كما طالب المواطنون الحكومة بسرعة تحديد المسؤولية عن هذه الحوادث، ومحاسبة أي جهة أو فرد يثبت تقصيره.
ووسط هذه الكوارث، يبقى الأمل أن تكون هذه الليلة الدامية درسًا جديدًا في اليقظة، والإصلاح، والتأمين الحقيقي لحياة الناس وأرزاقهم.