القاهرة – السابعة الاخبارية
حلا شيحة، عادت الفنانة حلا شيحة إلى دائرة الضوء مجددًا، لكن هذه المرة ليس من بوابة الفن أو التمثيل، بل من خلال عالم المحتوى الرقمي، حيث تحتفل بوصول قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب» إلى أكثر من مليون مشاهدة، وهو ما اعتبرته دليلاً على صدق رسالتها وقبول الناس لها.
وشاركت حلا جمهورها صورًا جديدة لها برفقة بناتها عبر حسابها على «إنستجرام»، احتفالًا بهذه المناسبة التي وصفتها بـ«الفرحة الصادقة». وكتبت في تعليق مؤثر:
«الحمد لله وصلت قناتي على يوتيوب إلى أكثر من مليون مشاهدة! مجرد رقم… بس ده دليل على صدق المشاعر والمحبة، الرسالة الصادقة بتوصل».
وأضافت في تعليقها:
«يارب فعلًا تبقي صادقة دايمًا، ويارب يجمعنا دايمًا على ما يحب ويرضى. من أعماق قلبي شكرًا لكل شخص دعم، تابع، علّق، أو اتأثر بكلمة. حبيت تفرحوا معايا».
View this post on Instagram
هذه الخطوة تمثل تحولًا واضحًا في مسار حلا شيحة، حيث اختارت أن تُطلّ على جمهورها من خلال رسائل روحانية وتأملات شخصية، تتحدث فيها عن التجارب التي مرّت بها، وسبل التصالح مع الذات، والعودة إلى الإيمان كطريق للطمأنينة.
قيام الليل وراحة القلب طريق حلا شيحة
في ظهور سابق أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، تحدّثت حلا عن تجربتها الشخصية مع صلاة قيام الليل، معتبرة إياها مصدرًا للسكينة والبركة في حياتها. ووصفت كيف غيّرت هذه العبادة حالتها النفسية والجسدية، قائلة مفيش أحسن من صلاة قيام الليل. أنا قعدت فترة كبيرة بصلي قيام الليل، ولاحظت نشاط في يومي، وبركة، وكل حاجة كان نفسي فيها بحس فيها بركة».
وأضافت، موجهة كلامها لكل من يمر بظروف صعبة أو أزمات داخلية: اللي تعبان نفسيًا أو جسمانيًا أو عنده أي مشكلة، يقوم يصلي ركعتين قبل ما ينام. هيحس بفرق كبير في حياته».
تصريحاتها تلك لاقت ترحيبًا من جمهورها الذي عبّر عن إعجابه بصدق كلماتها وتلقائيتها، خاصة أنها لم تقدّم نفسها كواعظة، بل كامرأة مرت بتجربة وجدانية وإنسانية عميقة، وخرجت منها بقناعات جديدة تحاول إيصالها بكل بساطة.
رسالة عن اليقين… والتقلبات النفسية
ولم تقتصر رسائل حلا شيحة على المنشورات القصيرة، بل استخدمت قناتها على “يوتيوب” كمنصة للبوح العميق، حيث ظهرت في مقطع مصوّر تحدثت فيه عن الاضطرابات النفسية التي مرت بها بعد التزامها الديني، وكيف واجهت صراعات داخلية بين التقلب، والشك، واليقين.
وقالت في المقطع بتأثر واضح: ربنا بيغير الأحوال، ومفيش حد لازم ييأس من رحمته. أوعى تقول مش هقدر، أو ربنا مش هيستجيب. دي مش الحقيقة».
وتابعت بصوت مفعم بالإيمان والثقة: الحقيقة إن لينا رب كريم، غفور، ودود، قريب، ومجيب. أول ما أناديه بيرد ويساعدني. ربنا بيدي الدنيا لكل الناس، لكن الدين ما بيدهوش غير للي بيحبهم».
في كلماتها بدا واضحًا أن حلا لا تسعى إلى تقديم نموذج مثالي، بل تشارك تجاربها بشفافية نادرة، ما جعل كثيرين يرون فيها صوتًا يعكس مشاعرهم ويعبر عن صراعاتهم الخفية.
من الاعتزال إلى التوازن
ومنذ سنوات، عاشت حلا شيحة سلسلة من التغييرات الجذرية في حياتها الشخصية والفنية، بدأت باعتزالها التمثيل لفترة طويلة، ثم عودتها لاحقًا إلى الشاشة، قبل أن تنسحب مرة أخرى وتعلن اهتمامها بالجانب الروحي والديني من حياتها.
في كل محطة، كانت تلقى حلا تأييدًا وانتقادات، لكنها في كل مرة كانت تعود بصوت هادئ ونبرة صادقة، تؤكد من خلالها أنها لا تسعى للكمال، وإنما للتوازن والصدق مع نفسها.
هذا التحوّل الأخير نحو المحتوى الإيماني والإنساني على المنصات الرقمية، يعكس رغبة حلا في التقرّب من جمهورها بشكل أكثر خصوصية وإنسانية، بعيدًا عن أدوار درامية أو مشاهد فنية، بل من خلال الكلمة الصادقة، والنصيحة المباشرة، والتجارب الحياتية الحقيقية.
دعم من الجمهور… وتفاعل واسع
لاقت منشورات حلا الأخيرة تفاعلًا واسعًا من متابعيها، حيث أعاد الكثيرون نشر مقاطعها، وتبادلوا تعليقات الدعم والتشجيع، مؤكدين أن كلماتها لامست قلوبهم، وأنهم شعروا بأثرها الإيجابي في نفوسهم.
وفي زمن تتكاثر فيه الضوضاء والمظاهر، تبدو كلمات حلا شيحة محاولة لإعادة المعنى إلى الواجهة، وتسليط الضوء على ما هو أعمق من الشهرة أو النجاح الظاهري.
نحو مستقبل مختلف
ربما لا تعود حلا شيحة إلى التمثيل قريبًا، وربما تختار البقاء على الهامش الفني، لكن المؤكد أنها اختارت لنفسها طريقًا جديدًا يتسم بالهدوء، واليقين، والاقتراب من جوهر الذات، وهي مسيرة تبدو ملهمة للكثيرين الذين يبحثون عن المعنى وسط صخب الحياة.
وفي النهاية، يبقى المحتوى الذي تقدمه حلا عبر قناتها على «يوتيوب» وغيره من المنصات، مرآة لتجربة إنسانية حقيقية، تخاطب القلب والعقل، وتؤكد أن التغيير ممكن، وأن الرحمة الإلهية لا تغيب عن من يطلبها بصدق.