الإمارات – السابعة الإخبارية
تعيش الجماهير الإماراتية، مساء اليوم، على وقع لحظة تاريخية، عنوانها الأمل والفخر والانتماء، مع اقتراب المنتخب الوطني لكرة القدم من تحقيق إنجاز طال انتظاره منذ 35 عامًا. فبعد عقود من المشاركة الأولى في مونديال 1990، يقف “الأبيض” اليوم على بعد 90 دقيقة فقط من تكرار الحلم، حين يواجه نظيره القطري على استاد جاسم بن حمد في الدوحة عند الساعة 21:15 بتوقيت دبي، في مواجهة تُختصر فيها مشاعر وطن بأكمله.
وسم “حلم وطن” يشعل منصة “إكس” ويجمع الإماراتيين على قلب واحد
منذ الساعات الأولى لصباح الثلاثاء، تصدر وسم #حلم_وطن قائمة المواضيع الأكثر تداولًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، ليعكس حالة من الترقب والاعتزاز تغمر الشارع الإماراتي. فقد امتلأت المنصة بآلاف التغريدات الداعمة للأبيض، المليئة بروح الوطنية والإصرار على كتابة فصل جديد من تاريخ الكرة الإماراتية.
وتنوعت التغريدات بين رسائل تشجيع ودعوات صادقة، وأخرى تستعيد ذكريات مونديال 1990، حين دوّى اسم الدولة في الملاعب الإيطالية. وكتبت إحدى المغردات باسم “بنت العين”: “يارب تكمل الليلة.. 90 دقيقة تختصر حلم وطن”، في عبارة اختصرت مشاعر ملايين الإماراتيين الذين ينتظرون صافرة النهاية بقلوبهم.

تفاعل جماهيري ورسمي واسع.. ومشاعر فخر لا تُوصف
لم يقتصر التفاعل على الجماهير فقط، بل امتد ليشمل شخصيات عامة، وإعلاميين، ومؤثرين، وحتى جهات رسمية عبّرت عن دعمها للمنتخب. ونشر العديد من الحسابات الرسمية في الدولة، من بينها مؤسسات حكومية وهيئات رياضية، صورًا ولافتات تشجيعية تحت شعار: “قلب واحد.. علم واحد.. هدف واحد”، تأكيدًا على وحدة الصف وروح الانتماء التي تجمع الإماراتيين خلف رايتهم الوطنية.
وفي مختلف إمارات الدولة، تتزيّن الشوارع والمجمعات التجارية بالأعلام، فيما أعلنت بعض الجهات عن تنظيم شاشات عملاقة لبث المباراة مباشرة، حتى يعيش الجميع أجواء الحدث التاريخي معًا، في صورة تجسد معنى الوطن الواحد والفرح المشترك.
الأبيض أمام محطة تاريخية.. والأنظار تتجه إلى الدوحة
يدخل المنتخب الإماراتي مواجهة الليلة بمعنويات مرتفعة بعد مشوار مشرف في التصفيات، تميز بالثبات والتركيز والتصميم على بلوغ الحلم. ويعتمد الجهاز الفني بقيادة المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا على مزيج من الخبرة والشباب، مع نخبة من اللاعبين الذين أثبتوا حضورهم القوي في البطولات الآسيوية الأخيرة.
ومن المنتظر أن يخوض الأبيض اللقاء بتشكيلة تضم أبرز نجومه، في مقدمتهم علي مبخوت، كايو كانيدو، عبد الله رمضان، وخلفان مبارك، إلى جانب خط دفاع متماسك يقوده شاهين عبد الرحمن، وحارس المرمى خالد عيسى الذي يمثل أحد الأعمدة الأساسية في الفريق.
حلم المونديال.. من ذكرى 1990 إلى أمل 2025
بالنسبة للإماراتيين، ليست مباراة الليلة مجرد مواجهة كروية، بل هي رحلة زمنية بين الماضي والحاضر. ففي عام 1990، سطّر المنتخب الوطني اسمه في التاريخ عندما شارك للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم بإيطاليا، بقيادة الجيل الذهبي الذي لا يزال محفورًا في الذاكرة.
واليوم، يعود الحلم ذاته ليُكتب من جديد، ولكن بأسماء جديدة تمثل طموح الشباب وروح الجيل الحالي، الذين يسعون لرفع راية الإمارات مجددًا في المحافل العالمية، والتأكيد على أن الإنجازات لا تعرف المستحيل في ظل دعم القيادة الرشيدة واهتمامها المتواصل بالرياضة والرياضيين.
الإمارات.. وطن يحلم ويؤمن بالإنجاز
يعيش الشارع الإماراتي حالة من التفاؤل والثقة، تعكسها مظاهر الفخر المنتشرة في كل مكان، من المقاهي إلى المدارس والبيوت. فالجميع اليوم يتحدث عن الأبيض، وعن الفرصة التاريخية التي قد تعيد الفرح إلى الملاعب الإماراتية. وتؤكد هذه الحالة أن كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل هي لغة وطنية توحد القلوب خلف علم واحد.
ولعل وسم #حلم_وطن لم يأتِ من فراغ، بل من إيمان عميق بأن الحلم قابل للتحقيق، وأن عزيمة أبناء الدولة لا تعرف الانكسار. فاليوم، ينتظر الملايين صافرة البداية وهم يرددون بصوت واحد: “الأبيض قدها.. والإمارات على الموعد”.

الختام: 90 دقيقة لصناعة التاريخ
بين الترقب والدعاء، وبين الفخر والانتماء، تترقب جماهير الإمارات هذه الليلة المصيرية بكل تفاصيلها. فإما فرحة تكتب في ذاكرة الوطن، أو تجربة جديدة تزيد من عزيمته نحو المستقبل.
وفي كلتا الحالتين، يبقى “الأبيض” رمزًا لوطن يحلم ويؤمن بأن الاتحاد قوة.. والحلم ممكن.
