الكويت – السابعة الاخبارية
حليمة بولند، تحولت لحظة عابرة لا تتجاوز الثواني إلى جدل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر الفنان المصري أحمد عبد العزيز في مقطع فيديو وهو يتجاهل مصافحة الإعلامية الكويتية حليمة بولند، عقب مقابلة أجرتها معه ضمن فعاليات مهرجان الفضائيات العربية.
المقطع، الذي سرعان ما تم تداوله بشكل كبير على مختلف المنصات، أثار موجة من ردود الفعل المتباينة بين مستخدمي الإنترنت، وانقسمت الآراء ما بين من رأى الموقف محرجًا وغير لائق، ومن دافع عن تصرف الفنان معتبرًا أن الأمر لا يتعدى كونه سوء تفاهم أو لحظة غير مقصودة.
حليمة بولند تتصدر الترند بعد تجاهل أحمد عبد العزيز لمصافحتها
في الفيديو الذي نشرته حليمة بولند بنفسها عبر حسابها على تطبيق “سناب شات”، ظهرت وهي تودع الفنان أحمد عبد العزيز بعد مقابلة قصيرة، حيث مدت يدها لمصافحته، إلا أنه غادر المكان بسرعة دون الالتفات إليها أو التفاعل مع حركة يدها.
ما إن انتهت المقابلة حتى ظهر الفنان وهو ينهي الحديث بابتسامة، ثم يبتعد دون أن يلتفت للمصافحة، ما أثار تعليقات فورية من حليمة، حيث قالت بنبرة من الإحراج الممزوج بالدهشة: “أمبييييه! تفشلت!”، في تعبير تلقائي كشف عن صدمتها من الموقف.
ردود الفعل على مواقع التواصل
كالعادة، لم يمر المشهد مرور الكرام، حيث انطلقت العاصفة الإلكترونية على مواقع التواصل، خصوصًا عبر “تيك توك” و”إكس” (تويتر سابقًا)، وبدأت الحسابات المختصة بالأخبار الفنية بإعادة نشر المقطع وتحليله من زوايا مختلفة.
الفريق الأول رأى أن الفنان أحمد عبد العزيز تصرف بشكل غير لائق، وأنه أحرج الإعلامية على الملأ، خاصة أنها كانت قد أجرت معه حوارًا لطيفًا وظهرت معه بكل احترام، وبالتالي كان من اللائق أن يبادلها التحية بالمثل حتى لو بشكل بسيط.
الفريق الثاني دافع عن الفنان بشدة، معتبرًا أن الموقف لا يستحق كل هذا التضخيم، وربما لم يلاحظ حركة يدها أصلًا أو كان على عجلة من أمره، مؤكدين أن أحمد عبد العزيز معروف بتواضعه وأدبه في التعامل مع الإعلام والجمهور، ولا يُعرف عنه افتعال الإحراج أو التصرف بتعالي.
حليمة بولند وتعليقها المقتضب
رغم الإحراج الظاهر في الفيديو، لم تُدلِ حليمة بولند بأي تصريح رسمي أو تعليق مطول حول الواقعة، واكتفت بكلمة “تفشلت” في نهاية الفيديو، ما زاد من شعور البعض بأنها تأثرت بالموقف، لكنها فضّلت أن تترك للجمهور حرية التفسير.
ومن المعروف عن حليمة بولند أنها دائمًا ما تتعامل مع الأحداث بأسلوبها المرح والمباشر، وقد اعتاد جمهورها على تفاعلها مع المواقف المفاجئة بطريقة ترفيهية، لكن هذه المرة بدا عليها شيء من الانزعاج رغم محاولتها التماسك.
ليست المرة الأولى.. تكرار يثير التساؤلات
ما زاد من حدة النقاشات هو تذكير الجمهور بموقف سابق للفنان أحمد عبد العزيز، حدث قبل أسابيع قليلة فقط، حيث تم تداول مقطع فيديو آخر له وهو يتجنب مصافحة شاب كان يحاول التفاعل معه خلال دخوله إلى إحدى الندوات.
حينها، أثار الموقف موجة من الاستغراب، وخرج الفنان بتوضيح قال فيه إنه لم يتعمد تجاهل الشاب، بل كان يعتقد أن الأخير يفسح له الطريق، مؤكدًا احترامه الكامل لجمهوره وعدم تعمده إحراج أي شخص.
ورغم التوضيح، فإن تكرار نفس “السيناريو” مع شخص آخر – وهذه المرة مع إعلامية معروفة – جعل البعض يعيد النظر في تفسيراته السابقة، متسائلين إن كان الأمر صدفة بالفعل، أم أن للفنان موقفًا خاصًا من المصافحة في المناسبات العامة.
بين الثقافات الشخصية والتوقعات المجتمعية
يرى البعض أن مثل هذه المواقف تعكس الفجوة بين التصرفات الشخصية والتوقعات الاجتماعية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشخصيات عامة مثل الفنانين والإعلاميين. فالبعض يفضّل عدم المصافحة لأسباب شخصية أو دينية أو اجتماعية، لكن في المقابل، يتوقع منه الجمهور أن يتعامل بمرونة ضمن السياقات العامة.
في حالة أحمد عبد العزيز، لا توجد تصريحات رسمية توضح موقفه الشخصي من المصافحة، لكن تكرار المشهد جعله في مرمى التحليلات، خصوصًا في ظل انتشار الفيديوهات القصيرة التي توثق كل حركة وتصرف بدقة.
الإحراج العام وتأثير اللحظات العابرة
الحرج الذي بدا واضحًا على حليمة بولند ليس أمرًا بسيطًا، خاصة أنه حدث على الملأ وتم توثيقه، ما جعل الموقف ينتقل من كونه تصرفًا شخصيًا إلى مادة للتريند والنقاشات الجماهيرية.
وفي عصر السوشيال ميديا، أصبح من السهل جدًا تحويل لحظة قصيرة إلى قضية رأي عام، وقد لا يُمنح الطرف المعني أي فرصة لتوضيح موقفه قبل أن يتم إصدار الأحكام عليه، سواء بالسلب أو الإيجاب.
الفنان بين حياته الخاصة والصورة العامة
الفنان، أيًّا كان، يعيش دائمًا تحت المجهر، وتُراقب تصرفاته وتُفسَّر من قبل المتابعين بناءً على توقعاتهم الخاصة. وبينما يسعى بعض الفنانين للحفاظ على خصوصيتهم أو التمسك بمبادئ شخصية، فإنهم يجدون أنفسهم أحيانًا أمام مطالب جماهيرية لا تتماشى مع تلك المبادئ.
وفي حالة أحمد عبد العزيز، يبدو أن تصرفه لم يكن نابعًا من نية إحراج أو تجاهل، بل ربما كان نتيجة لسرعة اللحظة أو لحالة ذهنية معينة، لكن في الوقت ذاته، عدم الانتباه للتفاصيل الصغيرة أمام الكاميرات قد يكلّف الفنان الكثير من سمعته ومحبته لدى الجمهور.
خاتمة: بين العفوية وسيف الكاميرا
الموقف الذي جمع بين أحمد عبد العزيز وحليمة بولند قد لا يكون الأول من نوعه في الوسط الفني، لكنه يكشف مرة أخرى عن مدى تأثير الكاميرا في تحويل العفوية إلى مادة للجدل.
ربما لم يكن الفنان يقصد شيئًا، وربما شعرت الإعلامية بالإحراج فعلًا، وربما بالغ الجمهور في تفسير المشهد… لكن الأكيد أن مثل هذه اللحظات باتت تفرض نفسها على الساحة، وتُظهر كيف يمكن لـ “ثانية واحدة” أن تُشعل نقاشات تستمر لأيام.
في النهاية، تبقى هذه المواقف دروسًا في أهمية الانتباه للتفاصيل، خاصة بالنسبة للمشاهير، الذين باتوا يعيشون في عالم لا يترك لهم مساحة للخطأ، ولا يُمنح فيه التصرف البسيط إلا بعدسة التكبير والنقد المستمر.