الرياض، محمد الصو – السابعة الاخبارية
حمزة نمرة، شهد مسرح أبو بكر سالم في منطقة بوليفارد رياض سيتي واحدة من أقوى الليالي الغنائية خلال فعاليات موسم الرياض السادس، حيث قدّم الفنان المصري حمزة نمرة حفلاً مميزًا حضره آلاف المحبين الذين توافدوا من مختلف المدن ليستمتعوا بصوته وشخصيته الفنية المتفردة. حملت الليلة حالة خاصة من الألفة والبهجة، إذ لم تكن مجرد أداء موسيقي بل حالة وجدانية تمتزج فيها الذكريات بالأغاني التي تركت بصمة واضحة عبر سنوات، ما جعل الجمهور يتفاعل منذ اللحظة الأولى لظهوره على المسرح.
حمزة نمرة.. طاقة فنية أشعلت المسرح
منذ بداية الوصلة الموسيقية، بدا واضحًا أن نمرة حضّر لسهرة غير عادية. بدأ بمجموعة من الأغاني التي صنعت جماهيريته الكبيرة، فارتفعت أصوات الجمهور مرددة كلمات أعماله التي أصبحت جزءًا من مشاهد يومية في حياة كثيرين. ما ميّز الحفل لم يكن غناءه وحده، بل قدرته على التواصل المباشر مع الجمهور الذي تحوّل إلى شريك فعلي فوق المسرح، يتفاعل، يغني، ويستعيد مع الفنان ذكريات البدايات ومسيرة الصعود.
باقة من أشهر الأغاني التي لامست الجمهور
تميزت الليلة بتقديم عدد من أعمال حمزة نمرة التي شكّلت علامات بارزة في مسيرته. قدّم أغنية شمس وهوا صاحبة الانتشار الواسع، ثم بلدي التي تحمل روحًا وجدانية خاصة، كما أشعل المسرح بأغنية إسكندرية التي رددها الجمهور بحماس كبير. ولم يتوقف عند ذلك، بل قدّم رياح الحياة ثم واحدة من أشهر أغانيه في السنوات الأخيرة وهي فاضي شوية، التي تحولت إلى نشيد لآلاف الشباب بسبب معانيها العميقة. كل أغنية كانت تأكيدًا على مدى تعلّق الجمهور بخط فني يوازن بين البساطة والعمق ويقترب من مشكلات الإنسان وهمومه اليومية.
مشاركة فنية متنوعة بين الراب والروك
لم يكن حمزة وحده نجم الليلة، بل شاركه المسرح كل من فرقة كايروكي والفنان مروان بابلو، ليقدّم كل منهم لونًا مختلفًا يواكب تنوع ذوق الجمهور. جاء هذا التنسيق الفني ليعكس كيف تحاول فعاليات موسم الرياض تقديم خليطًا موسيقيًا يشمل الأجيال المتعددة، ويجمع بين الألحان الهادئة والإيقاعات السريعة التي يفضلها الشباب. ومع دخول كل فنان، كان المسرح يتغير في طاقته وجوّه، لتصبح الليلة واحدة من أكثر السهرات تنوعًا على مستوى المحتوى.
تركي آل الشيخ والسر الذي كشفه عن حمزة نمرة
بعد انتهاء الحفل بساعات، كتب المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية تعليقًا لافتًا عبر صفحته الرسمية، لم يكتف فيه بالإشادة بأداء حمزة نمرة، بل كشف واحدة من الحقائق التي لم تكن معروفة لدى كثيرين من الجمهور. كتب قائلًا إنه يحب أغاني حمزة نمرة، ثم فاجأ المتابعين بالإعلان أن نمرة من مواليد الدرعية في المملكة العربية السعودية خلال الثمانينيات، وهو سر لم يكن متداولًا بشكل واسع قبل ذلك التصريح.
دلالة الجذور السعودية وتأثيرها على محبة الجمهور
كان هذا التصريح بمثابة محطة جديدة في علاقة الجمهور بحمزة نمرة. فقد أثار انتماؤه الولادي للدرعية اهتمامًا واسعًا، خصوصًا أن المدينة لها مكانة تاريخية باعتبارها عاصمة الدولة السعودية الأولى. هذا الارتباط أعاد قراءة مسيرة الفنان من زاوية مختلفة، حيث شعر البعض أن هناك روابط ثقافية وإنسانية بينه وبين المجتمع السعودي، وهو ما ظهر في محبة الجمهور وزخم حضوره في حفلاته بالمملكة خلال السنوات الأخيرة.
فن يتجاوز الحدود ويجذب كل الأجيال
يعود سر نجاح حمزة نمرة إلى كونه يقدم فنًا يعتمد على القصّة وليس على الموسيقى وحدها. كل أغنية تمثل تجربة وتفكيرًا ورسالة. لهذا تحوّل إلى حالة فنية تتجاوز الجغرافيا وتكسر الحدود، يسمعه الجمهور في مصر والسعودية والمغرب وفي المجتمعات العربية كافة. نجاحه في موسم الرياض ليس حدثًا عابرًا، بل تأكيد لطبيعة الفن الذي لا يحتاج إلى صخب ليصل، بل يحتاج إلى صدق، وقد استطاع نمرة أن يقدم هذا الصدق بصوته وألحانه وتعامله مع الجمهور.
تأثير السر على صورة الفنان في العالم العربي
لم يكن تصريح تركي آل الشيخ مجرد جملة عابرة، بل فتح بابًا جديدًا لفهم العلاقة التي تجمع الفنان بجمهوره في منطقة الخليج. كثيرون من المتابعين اعتبروا أن ولادة حمزة في الدرعية تعكس جانبًا من تكوينه الثقافي والشخصي، وهو ما يفسر مقدار محبة الجمهور السعودي له، وقدرته على مخاطبة الجمهور بروح قريبة منهم رغم تنوع تجاربهم اليومية. كما أضاف التصريح بعدًا جديدًا لموسم الرياض باعتباره المكان الذي لا يحتفي بالفن فقط، بل يكشف أسرارًا جديدة عن نجومه بطريقة تعزز العلاقة بين الفنانين والجمهور.
مسيرة فنية مستمرة وبدايات جديدة
مع كل حفل يقدمه حمزة نمرة، يبدو واضحًا أنه يعيش مرحلة نضوج فني كبير. يقدم موسيقى متطورة، ويحافظ على هويته الخاصة التي عرفه بها الجمهور. وبجانب الجدل الإيجابي الذي أثاره تصريح تركي آل الشيخ، فإن النجاح الجماهيري الهائل لسهرة الرياض يشير إلى أن القادم في مسيرة الفنان سيكون أوسع وأكثر انتشارًا، خصوصًا أنه أصبح واحدًا من الأصوات العربية المؤثرة التي تملك جمهورًا حقيقيًا يرافقها في كل مكان.