بغداد – السابعة الاخبارية
حمودي رياض، في حادثة مأساوية هزّت الشارع العراقي والعربي، لقي حمودي رياض، أحد أبرز نجوم رياضة كمال الأجسام في العراق، مصرعه إثر إطلاق نار مروّع داخل محطة وقود في مدينة أربيل، مساء يوم الأربعاء. وخلّف الحادث صدمة كبيرة بين الرياضيين والجماهير، وسط مطالبات واسعة بالعدالة، وتشديد قوانين حيازة السلاح.
حمودي رياض.. من هو المقتول؟
لم يكن حمودي رياض مجرد رياضي شاب، بل كان أيقونة صاعدة في سماء كمال الأجسام العراقي، ويُعرف بلقبه المحبب “فارس كمال الأجسام”. تميز ببنيته الرياضية القوية، وانضباطه الشديد في التدريب والمنافسة، ما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين زملائه والمتابعين.
كان الراحل يمثل الجيل الجديد من الرياضيين العراقيين، الذين يحملون طموحًا كبيرًا للوصول إلى البطولات الدولية، وقد شارك في عدد من البطولات المحلية محققًا إنجازات مشهودة.
تفاصيل الحادث المروع في أربيل
وفقًا لبيان صادر عن شرطة محافظة أربيل، فإن الحادث وقع داخل محطة وقود في شارع كويه وسط المدينة، عندما نشب خلاف بين أحد العاملين في المحطة وسائق مركبة. تطوّر الخلاف سريعًا إلى شجار، قبل أن يُقدم العامل على إطلاق النار من سلاح ناري كان بحوزته.
حمودي رياض لم يكن طرفًا في الخلاف، بل تواجد بالمصادفة في موقع الحادث، ليتعرض إلى طلق ناري طائش أصابه مباشرة، ما أدى إلى وفاته في الحال، إلى جانب شخصين آخرين. كما أصيب شخص رابع بجروح خطيرة، وتوفي لاحقًا في المستشفى متأثرًا بجراحه.
شهادات من قلب الحدث
أحد شهود العيان الذين تواجدوا في المحطة لحظة الحادث، تحدث لوسائل إعلام محلية قائلًا:
“لم نتخيل أن الأمور ستتدهور بهذا الشكل. بدأ الأمر بمشادّة، وفجأة دوّت الطلقات، والناس هرعوا للهرب. كانت لحظات من الفوضى والذعر. ما زلنا لا نستوعب ما حدث.”
مشهد وثقته الكاميرات وأشعل السوشيال ميديا
مقطع فيديو قصير من كاميرات المراقبة في المحطة، انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثّق لحظة وقوع إطلاق النار والهلع الذي تلا ذلك. المشهد أثار غضبًا شعبيًا عارمًا، وتحوّل إلى رمز لمطالبة العراقيين بالتصدي للعنف المسلح العشوائي في الأماكن العامة.
الاتحاد العراقي لبناء الأجسام ينعى نجمه
في بيان رسمي، نعى الاتحاد العراقي لبناء الأجسام واللياقة البدنية اللاعب الراحل، واصفًا مقتله بـ”الحدث الغادر والجبان”، ومؤكدًا أن العراق خسر أحد أبرز أبطاله الشباب، الذي مثّل نموذجًا في الانضباط والأخلاق الرياضية.
وأضاف الاتحاد:
“لقد فقدنا رياضيًا لم يكن بارعًا فقط في المنافسة، بل كان أخًا وزميلًا محبوبًا، يتمتع بأخلاق رفيعة. نطالب بالعدالة لروحه، وبإجراءات صارمة لردع من يستهينون بأرواح الناس.”
الغضب الشعبي يتصاعد: #حق_حمودي_رياض
في غضون ساعات من انتشار الخبر، تصدّر هاشتاغ #حق_حمودي_رياض مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، حيث عبّر الآلاف من المواطنين والمشاهير عن حزنهم وغضبهم، مطالبين بمحاسبة الجناة، وبتشديد الإجراءات لمنع انتشار الأسلحة غير المرخصة.
وشدد المغردون على ضرورة ردع هذه الظواهر التي باتت تتكرر في العراق، حيث كثيرًا ما تتحول الخلافات البسيطة إلى مآسٍ دامية نتيجة انتشار السلاح.
القبض على الجاني وتفاصيل التحقيق
أكدت مديرية شرطة أربيل أنه تم إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في موقع الجريمة، وضبط السلاح المستخدم. كما أشارت إلى أن التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادث بالكامل، متوعدةً بالكشف عن النتائج النهائية خلال الأيام المقبلة.
وطالبت جهات حقوقية وإعلامية بتقديم الجاني إلى محاكمة علنية وسريعة، لتكون القضية عبرة لكل من يعبث بأمن المجتمع.
أثر الحادث على الوسط الرياضي العراقي
رحيل حمودي رياض ترك فراغًا كبيرًا في الوسط الرياضي، خاصةً بين لاعبي كمال الأجسام الذين عبّروا عن صدمتهم بخسارة زميلهم في عمر الشباب. وكتب أحد زملائه عبر فيسبوك:
“خسرنا أخًا قبل أن نخسر بطلًا. حمودي كان مثالًا في الطموح والالتزام. لن ننسى ابتسامته، ولا طموحه في رفع علم العراق في المحافل الدولية.”
جرس إنذار لمجتمع مهدد بالعنف
تكرار حوادث إطلاق النار العشوائي في العراق، سواء بسبب خلافات أو جرائم منظمة، يعكس مشكلة خطيرة تتطلب تحركًا حكوميًا وتشريعيًا، فغياب الردع وتوفر السلاح بكثرة باتا يهددان حياة الأبرياء، ويقوّضان أمن المجتمع.
حلم توقّف برصاص الغدر
حمودي رياض لم يكن ضحية صدفة فقط، بل ضحية فوضى السلاح وغياب القانون. طموحه كان أكبر من البطولة المحلية، لكنه لم يكمل طريقه. ورغم الغياب الجسدي، فإن صدى رحيله سيبقى دافعًا لأقرانه وأحبائه للمطالبة بمجتمع أكثر أمنًا وعدالة.