القاهرة – السابعة الاخبارية
حميد الشاعري، أعلنت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات عن انطلاق أحدث أعمال الفنان الكبير حميد الشاعري، والذي يعود إلى الساحة الغنائية بقوة من خلال أغنية جديدة بعنوان “ده بجد”، لتبدأ معها مرحلة جديدة من نشاطه الفني الذي يشهد انتعاشة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة.
ونشرت الصفحة الرسمية لروتانا على موقع “إنستجرام” مقطعًا دعائيًا “برومو” للأغنية، علّقت عليه بكلمات مستوحاة من كلمات الأغنية قائلة: “ده بجد ولا بيتهيأ لي؟ جديد الفنان حميد الشاعري”.
البرومو الذي لم تتجاوز مدته ثوانٍ معدودة، كان كفيلًا بإثارة حالة من الحماس والحنين لدى جمهور حميد، الذي يعتبره كثيرون أيقونة جيل التسعينات وصاحب بصمة موسيقية يصعب تكرارها.
حميد الشاعري… الرجل الذي غيّر شكل الموسيقى
لم يكن إعلان الأغنية مجرد خبر فني عادي، بل أعاد إلى الأذهان قيمة حميد الشاعري كأحد أبرز المجددين في الموسيقى المصرية والعربية، حيث كان له الفضل في تقديم شكل جديد من الأغنية الشبابية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
وفي تأكيد على هذه المكانة، ظهر حميد مؤخرًا في حفل النجم تامر حسني، ضمن لحظة استثنائية التقطتها عدسات الحاضرين، حين صعد إلى المسرح وشاركه غناء أغنية “عيني”، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
وخلال هذا الظهور، لم يتردد تامر حسني في التعبير عن امتنانه واحترامه الكبير للفنان المخضرم، قائلًا: “حميد الشاعري هو اللي غيّر شكل الأغنية في مصر.. مجهوداته فتحت الباب لجيل كامل، وسقفة كبيرة لمعلم الموسيقى”.
كلمات تامر جاءت كترجمة حقيقية لما يمثله حميد الشاعري للوسط الغنائي، إذ لا يختلف اثنان على أنه كان صاحب ثورة موسيقية حقيقية، سواء في التوزيع أو الألحان أو حتى في اختيار الأصوات الجديدة، حيث تبنّى وقدم عددًا كبيرًا من نجوم جيله مثل هشام عباس، مصطفى قمر، إيهاب توفيق، وغيرهم.
“ده بجد”: عودة بإيقاع عصري
بحسب ما أظهره برومو الأغنية، فإن “ده بجد” تحمل الطابع الشبابي الذي عرف به حميد، ولكن بروح العصر، ما يشير إلى محاولة لدمج القديم بالجديد، وتقديم أغنية تلائم الذوق الحالي دون التفريط في الهوية الموسيقية الخاصة به.
ورغم أن الشركة لم تعلن بعد عن موعد الطرح الكامل للأغنية أو تفاصيل العمل الفني كطاقم التأليف والتلحين، إلا أن مصادر مقربة من روتانا كشفت أن الأغنية ستُطرح خلال أيام على جميع المنصات الرقمية، وسيُرافقها فيديو كليب بسيط يعتمد على التفاعل المباشر مع الجمهور.
“من دخلتك علينا”… والمزيد في الطريق
إلى جانب “ده بجد”، يواصل حميد الشاعري نشاطه الفني المكثف هذه الفترة، إذ كشف في وقت سابق عن انتهائه من تسجيل أغنية جديدة بعنوان “من دخلتك علينا”، ووصفها بأنها “مفاجأة سعيدة للجمهور”، معربًا عن سعادته بالأصداء الأولية التي وصلت إليه قبل الطرح الرسمي.
كما أفادت مصادر داخل الوسط الفني بأن حميد انتهى أيضًا من تسجيل أغنية خاصة ضمن عمل سينمائي قادم، سيُكشف عن تفاصيله في الأسابيع المقبلة. وتشير هذه التحركات إلى أن الفنان الليبي المصري يسعى للعودة بقوة إلى خارطة الأغنية المعاصرة، ولكن على طريقته الخاصة.
“كاسيت 90”: ليلة من زمن جميل
وقبل أغنيته الجديدة، شارك حميد في واحدة من أنجح الحفلات التي أحيت النوستالجيا الجماعية لجمهور التسعينات، وهي حفل “كاسيت 90” الذي أُقيم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
شارك في هذا الحفل عدد كبير من نجوم التسعينات، مثل هشام عباس، مصطفى قمر، إيهاب توفيق، حسام حسني، سيمون، وغيرهم، وقدموا باقة من أشهر أغنياتهم، التي شكلت وجدان جيل كامل، في ليلة وصفت بأنها “عُرس فني” أعاد الزمن الجميل إلى الأذهان.
وكان واضحًا أن حميد الشاعري لم يفقد بريقه، لا غنائيًا ولا جماهيريًا، حيث تفاعل الجمهور السعودي معه بحماس شديد، ورددوا أغنياته عن ظهر قلب، ما أكسبه طاقة كبيرة دفعته لمواصلة العمل والتخطيط لمرحلة جديدة من الإنتاج الغنائي.
روتانا… عودة إلى الجذور
التعاون بين حميد الشاعري وشركة روتانا ليس بجديد، لكنه هذه المرة يأتي في توقيت مهم للطرفين. ففي ظل سعي روتانا لتوسيع كتالوجها الفني واستعادة أسماء كبيرة ذات ثقل فني وتاريخي، تمثل عودة حميد إضافة نوعية حقيقية للمكتبة الموسيقية الخاصة بها.
وقد أعلنت الشركة في أكثر من مناسبة عن استراتيجيتها الجديدة في ضم الأسماء المؤثرة من مختلف الأجيال، ومن الواضح أن حميد الشاعري هو أحد أهم هؤلاء، خاصة بعد إعادة إحياء شعبيته في السنوات الأخيرة، سواء من خلال الحفلات أو إعادة توزيع بعض أعماله القديمة.
تعود الأغنية المصرية من جديد إلى نقطة انطلاقها الفنية الرفيعة، مع فنان مثل حميد الشاعري، الذي لا يُحسب فقط كصوت غنائي، بل كمُبتكر ومدرسة موسيقية متكاملة، تركت أثرًا ممتدًا لعقود، وما زالت تلهم الأجيال.
“ده بجد” ليست مجرد أغنية جديدة، بل هي عودة إلى القيمة، والجودة، والذكريات الجميلة.
ومع الدعم الكبير من شركة روتانا، وتفاعل الجمهور الواضح، يبدو أن حميد الشاعري في طريقه إلى استعادة مجده، ولكن هذه المرة بثوب عصري، وخبرة أكبر، ورسالة فنية لا تخطئها الأذن ولا القلب.