الكويت السابعة الاخبارية
حياة الفهد، عادت الفنانة الكويتية حياة الفهد إلى واجهة الاهتمام الإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، وذلك بعد تداول أنباء غير مؤكدة حول تدهور حالتها الصحية وسفرها لتلقي العلاج في الخارج، ما أثار موجة واسعة من القلق بين محبيها وجمهورها في الكويت والعالم العربي.
ورغم تضارب الأخبار المتداولة، جاء بيان رسمي من الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي ليضع حدًا للشائعات ويوضح تفاصيل الحالة الصحية الدقيقة للفنانة القديرة، التي تُعد واحدة من أبرز رموز الفن الخليجي والعربي على الإطلاق.
حياة الفهد في المستشىفى.. بيان رسمي يوضح الحقيقة
أصدر رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصُنّاع الترفيه، خالد الراشد، بيانًا رسميًا عبر وسائل الإعلام والمنصات الرسمية للاتحاد، نفى فيه صحة الأنباء المتداولة عن سفر الفنانة حياة الفهد إلى لندن لتلقي العلاج، مؤكدًا أنها ما زالت تتلقى الرعاية الطبية داخل الكويت.
وأوضح الراشد أن كل ما يُنشر على غير المصادر الموثوقة بشأن وضعها الصحي لا يُعتد به، مشيرًا إلى أن الجهة الرسمية الوحيدة التي تُمثل الفنانة وتُصدر عنها بيانات صحية دقيقة، هي صفحة “مؤسسة الفهد” على منصة إنستغرام، والتي يشرف عليها الإعلامي يوسف الغيث، إلى جانب البيانات الصادرة عن الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني.
تفاصيل الحالة الصحية للفنانة حياة الفهد
أشار البيان إلى أن حياة الفهد ما تزال ترقد في العناية الفائقة داخل أحد المستشفيات الكبرى في الكويت، تحت إشراف فريق طبي متخصص، وأن الأخبار التي راجت حول مغادرتها البلاد لتلقي العلاج في الخارج “غير صحيحة مطلقًا”.
وبحسب ما ورد في البيان، فإن الفنانة الكويتية كانت قد أجرت عملية قسطرة قلبية في نهاية شهر يوليو 2025، كإجراء طبي احترازي. إلا أنه بعد العملية تعرضت إلى جلطة دماغية، تبعتها جلطة ثانية خلال فترة تعافيها.
وقد أشار الاتحاد في بيان سابق يوم 13 أغسطس 2025 إلى أن حالتها الصحية حينها كانت تتطلب عناية مكثفة، وأن مرحلة العلاج قد تستغرق وقتًا طويلًا بسبب المضاعفات المرتبطة بالجلطات الدماغية.
وضع صحي شبه مستقر ولكن دقيق
أكد البيان الجديد أن حالة الفنانة ليست حالة عابرة يمكن تجاوزها بسهولة، لكنها أيضًا ليست في خطر مباشر، حيث تم تصنيف حالتها على أنها شبه مستقرة، مع استمرار وضعها تحت المراقبة الطبية الدقيقة على مدار الساعة.
وأشار البيان إلى أنه تم وضعها على جهاز تنفس اصطناعي خلال الأيام الماضية كإجراء طبي احترازي بعد ظهور بعض المؤشرات الصحية المقلقة، لكن تم الاستغناء عن الجهاز مؤخرًا بعد تحسن طفيف في حالتها.
كما بيّن أن فريق الأطباء يتعامل مع الحالة بحذر شديد نظرًا لعوامل السن والتاريخ الصحي للفنانة، مؤكدًا في الوقت ذاته وجود تحسن نسبي لكنه بطيء ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
الزيارات ممنوعة.. والبروتوكول الطبي صارم
في ظل هذه الظروف، أوضح الاتحاد أن الزيارات ما زالت ممنوعة بشكل كامل، باستثناء عدد محدود من أفراد الأسرة والمقربين جدًا، حيث يتم السماح لهم برؤية حياة الفهد من خلف الزجاج، تطبيقًا لبروتوكول طبي صارم يهدف إلى منع أي عدوى محتملة أو مضاعفات.
وشدد البيان على أن وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي يتابع الحالة عن قرب، وأن هناك اهتمامًا شخصيًا من وزير الإعلام والثقافة عبد الرحمن المطيري، في دلالة على التقدير الكبير الذي تحظى به الفنانة داخل الأوساط الرسمية.
إمكانية الإخلاء الطبي إلى لندن قائمة
كشف البيان كذلك عن تطور جديد يتمثل في أن الملف الطبي الكامل للفنانة حياة الفهد قد أُرسل بالفعل إلى المكتب الصحي الكويتي في لندن، في إطار الترتيب لاحتمالية نقلها إلى الخارج عبر الإخلاء الطبي في حال تطلبت حالتها ذلك.
ويجري حاليًا التنسيق مع عدد من المستشفيات الكبرى في المملكة المتحدة لتحديد موعد أولي للفحوصات وتقييم إمكانية استكمال العلاج هناك.
إلا أن الاتحاد شدد في بيانه على أن هذا الإجراء لا يعني أن حالتها “حرجة”، بل هو احتياط طبي لتوفير أفضل سبل العلاج والرعاية.
موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي
منذ لحظة انتشار الخبر، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الجمهور والفنانين والإعلاميين الذين عبّروا عن قلقهم البالغ ودعواتهم بالشفاء للفنانة القديرة، التي تُعتبر رمزًا للفن الخليجي والعربي، وواحدة من القلائل الذين تركوا بصمة لا تُنسى في الدراما العربية.
وقد تصدّر اسم حياة الفهد محركات البحث، سواء على “جوجل” أو “إكس” و”إنستغرام”، حيث تحوّل اسمها إلى ترند في العديد من الدول العربية، مع مشاركة واسعة لصورها وأعمالها ومقاطع من أشهر أدوارها، مصحوبة بدعوات بالسلامة والعافية.
فنانون وإعلاميون يتفاعلون
تفاعل عدد كبير من الفنانين الخليجيين والعرب مع حالة حياة الفهد، حيث نشرت النجمة سعاد عبد الله تغريدة مؤثرة عبر حسابها، قالت فيها:
“أختي ورفيقة دربي حياة، قلوبنا معك، ودعاؤنا لا ينقطع. ربنا يتمم لك الشفاء ويطمنا عليك قريب.”
كما نشر الفنان حسين المهدي صورة تجمعه بها مع تعليق جاء فيه:
“ستظلين أم الفن، وملهمتنا الأولى، ننتظر عودتك بكل شوق.”
وكتب الإعلامي علي نجم على صفحته:
“مش بس فنانة، حياة الفهد تمثل جيلًا كاملًا من القيم، الثقافة، والهوية. الله يشفيها ويحفظها.”
تاريخ فني من العطاء والتأثير
حياة الفهد ليست مجرد فنانة، بل هي أيقونة خليجية عربية لها بصمة فنية ممتدة لعقود طويلة، أثرت خلالها الساحة الفنية بعشرات الأعمال التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، من مسلسلات مثل الفرية، الدردور، أم هارون، وغيرها من الأعمال الدرامية التي عالجت قضايا مجتمعية وإنسانية عميقة.
وإلى جانب التمثيل، برعت حياة الفهد في التأليف والكتابة والإنتاج، وأثبتت نفسها كأحد أعمدة الفن العربي الحديث، ما يجعل من حالتها الصحية قضية رأي عام تتجاوز الحدود الوطنية.
كلمة أخيرة
تمر الفنانة حياة الفهد بمرحلة صحية دقيقة، لكنها تحظى برعاية طبية على أعلى مستوى، وبدعم رسمي وشعبي كبير، ما يؤكد المكانة الاستثنائية التي تحتلها في قلوب الجمهور وصنّاع الفن على حد سواء.
ورغم الألم، يظل الأمل حاضرًا بأن تتجاوز “أم سوزان” هذه الأزمة، لتعود إلى جمهورها ومحبيها، كما عهدوها دائمًا: قوية، مبدعة، ومُلهمة.