الكويت – السابعة الإخبارية
حياة الفهد.. تعيش الساحة الفنية في الكويت والخليج حالة من القلق والترقب بعد الإعلان عن دخول الفنانة القديرة حياة الفهد في غيبوبة تامة، استدعت وضعها تحت الرعاية الطبية المكثفة في أحد المستشفيات الكبرى بالكويت، وسط دعوات جماهيرية واسعة بالشفاء العاجل لها، ونفي قاطع لشائعات تحدثت عن نقلها إلى بريطانيا لتلقي العلاج.
غيبوبة مفاجئة وتدهور صحي
وبحسب ما أكده مدير أعمال النجمة، فإن وضعها الصحي تدهور بصورة مفاجئة خلال الأيام الماضية، ما استدعى إدخالها قسم العناية المركزة. وأوضح أن الفريق الطبي يتابع حالتها بدقة على مدار الساعة، في ظل توصيف الحالة بأنها “حرجة لكنها مستقرة نسبياً”، لافتاً إلى أن جميع الإمكانيات الطبية متاحة لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة لها.
وشدد مدير أعمالها على أن الأخبار المتداولة بشأن مغادرتها إلى بريطانيا للعلاج “غير صحيحة على الإطلاق”، مؤكداً أن “أم الجميع”، كما يلقبها جمهورها، لا تزال في الكويت محاطة بأسرتها ومحبيها، وتحت إشراف فريق طبي متخصص.

تعاطف شعبي ورسمي واسع
وقد أثارت هذه الأزمة الصحية موجة واسعة من التعاطف على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر اسم حياة الفهد قوائم الأكثر تداولاً في الكويت والسعودية والإمارات. وانهالت التعليقات التي تمنت لها الشفاء العاجل، مرفقة بآيات قرآنية وأدعية، في مشهد يعكس مكانتها الراسخة في قلوب الجماهير.
كما شارك عدد من نجوم الفن الخليجي والعربي رسائل تضامن ودعاء، مؤكدين أن حياة الفهد تمثل رمزاً للفن الخليجي ومسيرة ممتدة من العطاء تجاوزت خمسة عقود. وغرّدت الفنانة سعاد عبدالله قائلة: “حياة ليست مجرد زميلة، بل أخت وصديقة.. ندعو اللهأن يمنّ عليها بالشفاء العاجل ويعيدها لنا بخير”.
مسيرة فنية ملهمة
حياة الفهد، المولودة في 1948، تُعد من أبرز نجمات الدراما الخليجية وأكثرهن تأثيراً. بدأت مسيرتها الفنية في ستينيات القرن الماضي، وقدمت على مدى عقود عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية التي رسخت حضورها في وجدان الجمهور.
تميزت الفهد بقدرتها على تجسيد شخصيات نسائية قوية وملهمة، وفي الوقت نفسه أدوار اجتماعية وكوميدية تركت بصمة واضحة. ومن أبرز أعمالها مسلسلات مثل خالتي قماشة، رقية وسبيكة، الفرية، والدمعة الحمراء.
هذا الإرث الفني جعلها تحظى بلقب “أم الدراما الخليجية”، وأكسبها احترام الأجيال المتعاقبة من الفنانين والجمهور على حد سواء.

رد رسمي من صفحتها
وفي ظل تضارب الأخبار، نشرت الصفحة الرسمية للفنانة على موقع “إنستغرام” منشوراً مؤثراً مرفقاً بآية قرآنية: “أمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّإِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”، مع تعليق جاء فيه: “نسألكم الدعاء وتمنياتنا الشفاء العاجل لأمنا الغالية”، في إشارة مباشرة إلى خطورة الوضع وضرورة مساندة الفنانة بالدعاء.
وقد تفاعل المتابعون بشكل كبير مع المنشور، إذ علّق الآلاف بكلمات مؤثرة ودعوات صادقة، معبرين عن حبهم الكبير للفنانة التي لطالما اعتبروها “أم الجميع”.
الوسط الفني في حالة ترقب
الأوساط الفنية في الكويت والخليج تعيش بدورها قلقاً بالغاً، إذ يُنظر إلى حياة الفهد كركيزة أساسية في صناعة الدراما الخليجية. ويؤكد مقربون أن عدداً من الفنانين والمخرجين زاروها في المستشفى للاطمئنان على حالتها، مع الحرص على احترام خصوصية أسرتها وطلبهم الحد من الزيارات حفاظاً على الأجواء الطبية اللازمة.
دعوات للشفاء ورسالة أمل
ورغم صعوبة الوضع، يبقى الأمل قائماً مع الجهود الطبية المبذولة. حيث أوضح الأطباء أن استقرار المؤشرات الحيوية للفنانة يعد خطوة إيجابية، داعين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة من أسرتها وفريقها الطبي.
كما شدد مدير أعمالها على أن حياة الفهد شخصية قوية اعتادت مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن الجميع يتمنى أن تتجاوز هذه الأزمة لتعود إلى جمهورها الذي ينتظرها بشغف.

إرث إنساني قبل الفني
لا تُعرف حياة الفهد فقط كفنانة، بل أيضاً كإنسانة صاحبة مبادرات إنسانية ومواقف اجتماعية عديدة، حيث طالما شاركت في دعم القضايا الخيرية، وساهمت في تعزيز صورة الفن كأداة للتعبير عن هموم الناس وطموحاتهم.
ولهذا السبب، فإن أزمتها الصحية الحالية لا تمس الوسط الفني فحسب، بل تلامس المجتمع الخليجي كله، الذي يرى فيها رمزاً لعطاء ممتد ووجهًا مألوفًا عبر الشاشة.
تتواصل الدعوات بالشفاء للفنانة حياة الفهد، فيما يترقب جمهورها كل جديد بشأن حالتها الصحية. وبينما يواصل الأطباء جهودهم لإنقاذها، تبقى مكانتها كواحدة من أعمدة الدراما الخليجية راسخة لا تهزها الأزمات، ويظل الأمل كبيراً في أن تعود “أم الجميع” إلى جمهورها سالمة معافاة.