الكويت – السابعة الاخبارية
خالد المظفر، أثار الفنان الكويتي خالد المظفر تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد رده المؤثر على تعليق وُجّه له من أحد المتابعين، انتقد فيه أداءه الفني على المسرح، وطلب منه “التوبة” والتوقف عن الغناء والرقص.
وجاء هذا الجدل بعد أيام من تعرض المظفر لوعكة صحية خلال عرض مسرحي بالرياض، ليثبت الفنان لاحقًا أنه لا يزال يتمسك بفنه وبرسالته تجاه الجمهور، رغم التحديات الصحية والانتقادات.
خالد المظفر يرد على دعوة “التوبة”: حياتي قيمتها في فرحة الجمهور
بدأت القصة حين كتب أحد متابعي خالد المظفر تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) قال فيها:
“ما خفت يا خالد تموت عالمسرح تغني وترقص وتقابل ربك وأنت بهذه الحالة؟ الله يتوب عليك ويصلحك.”
الرسالة جاءت بصيغة وعظية، وبدت للبعض وكأنها اتهام مبطن، خاصة وأنها صدرت بعد تعافي الفنان من أزمة صحية مفاجئة، جعلت الكثيرين يعيدون التفكير في هشاشة الحياة والاقتراب من الموت.
لكن ردّ خالد المظفر لم يأتِ بصدام أو سخرية، بل كان هادئًا، عميقًا، ومليئًا بالتقدير للفن كرسالة حياتية.
“ما أخاف من الموت”.. رد خالد المظفر
ردّ المظفر بتدوينة قصيرة لكنه اختار كلماتها بعناية، قائلاً:
“ما أخاف من الموت، دام قلبي ينبض لأسعد الجمهور وأرسم الابتسامة على وجوههم. فحياتي قيمتها في فرحتهم، وروحي تبقى ما دامت البسمة في عيونهم.”
وأضاف في ختام رده:
“الموت ما يرهبني، دام رسالتي إسعاد الناس ورسم البسمة في قلوبهم، والحافظ الله سبحانه.”
هذا الرد الإنساني والوجداني لاقى إشادة واسعة من متابعين آخرين، رأوا فيه تأكيدًا على احترام الفنان لمهنته وجمهوره، وعدم انجراره إلى خطاب الكراهية أو التقليل من شأن فنه.
تفاعل الجمهور.. بين مؤيد ورافض
ما إن نُشر الرد حتى انقسمت الآراء بين من وصف المظفر بـ”الفنان الحقيقي صاحب الرسالة”، ومن رأى أن الغناء والرقص لا يمكن أن يكونا من وسائل “إسعاد الناس” التي ترضي الله.
إلا أن كثيرين أشادوا بنبرة خالد الهادئة، ورغبته في الدفاع عن نفسه دون تجريح، وحرصه على توصيل رسالة فنية وإنسانية معًا، في ظل تصاعد الخطابات التي تهاجم الفن أو تحصره في صورة نمطية.
وعكة صحية مفاجئة على خشبة المسرح
يأتي هذا الجدل بعد أيام فقط من تعرض الفنان خالد المظفر لوعكة صحية خلال مشاركته في عرض مسرحية “ملك المسرح” في العاصمة السعودية الرياض، ضمن الفعاليات المصاحبة لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.
وبحسب تقارير إعلامية كويتية، فقد أصيب المظفر بـ”جلطة مؤقتة” أدخلته المستشفى، حيث تبين لاحقًا أنه يعاني أيضًا من التهاب في أوتار اليد، تسبب له برعشة وصعوبة في الحركة.
لكن الفنان طمأن جمهوره لاحقًا بأنه بدأ يتعافى تدريجيًا، وشكر كل من وقف إلى جانبه، مؤكدًا استعداده للعودة إلى المسرح والفن بمجرد استعادة صحته.
أغنية جديدة بعنوان “شهد عمري”
ورغم حالته الصحية، لم يتوقف خالد المظفر عن نشاطه الفني، إذ طرح مؤخرًا أغنية جديدة بعنوان “شهد عمري” عبر قناته الرسمية على منصة “يوتيوب”.
الأغنية من كلمات محمد الشريدة، وألحان خالد نفسه، وتوزيع براك المطوع، وظهرت بطابع رومانسي هادئ، نالت إعجاب جمهوره الذين أثنوا على صوته واختياراته الموسيقية.
ويُعد هذا الإصدار عودة رسمية له إلى ساحة الغناء، إلى جانب أغانيه السابقة في المسرحيات أو كأغانٍ فردية يطرحها عبر حساباته على منصات التواصل.
خالد المظفر.. ممثل وكوميديان ومغنٍ
عرف الجمهور خالد المظفر في بداياته كممثل كوميدي لافت ضمن أعمال المسرح والدراما الكويتية، وحقق نجاحًا كبيرًا خاصة في الأعمال التي شارك فيها مع طارق العلي، وفرق مسرحية أخرى.
لكن المظفر رفض أن يُحبس في قالب “الكوميديان فقط”، فخاض تجارب الغناء والتقديم التلفزيوني، وشارك في أعمال درامية وشخصيات متعددة، استطاع من خلالها أن يُظهر قدرته على التنويع والتمثيل الجاد أيضًا.
ويرى كثير من النقاد أن خالد ينتمي إلى جيل جديد من الفنانين الخليجيين الذين يؤمنون بأن الفن يجب أن يكون متعدد الأوجه، ولا يقتصر على نوع واحد من الأداء أو الأسلوب.
“ملك المسرح”.. عرض استثنائي رغم التحديات
المسرحية التي شهدت الوعكة الصحية كانت بعنوان “ملك المسرح”، والتي وعد المظفر الجمهور السعودي بأنها ستكون تجربة استثنائية تمزج بين الكوميديا والدراما والموسيقى.
وقد لاقت العروض التي أقيمت في الرياض وجدة تفاعلًا واسعًا، خاصة بعد مشاركة أسماء بارزة إلى جانب خالد، مثل الفنان عبدالعزيز النصار، والمخرج عبدالرحمن العقل.
وتمكنت المسرحية من إيصال رسائل إنسانية مؤثرة عن النجاح، والضغوط النفسية، والتوازن بين الفن والحياة، في عمل فني يجمع الترفيه بالمعنى.
رسالة فنية تُقاوم بالأمل
رد خالد المظفر على انتقادات أحد متابعيه لم يكن مجرد دفاع عن النفس، بل يمكن اعتباره تلخيصًا لرؤية فنان يرى في الضحكة رسالة، وفي الفن مساحة للتواصل الإنساني.
ففي عالمٍ بات فيه الهجوم على الفن أمرًا شائعًا، يبقى للفنانين الحقيقيين صوتهم المختلف: صوت يضحك ويبكي ويواسي، ويمنح الناس مساحة للراحة وسط الضجيج.