الشارقة- السابعة الإخبارية
يعد المرض النفسي واقعًا يواجهه الكثير من الناس في عالم متغير ومليء بالضغوط، لكن، مازال هناك تحفظ وخوف من الاعتراف بهذه المشكلة، أو طلب المساعدة في مجتمعاتنا لعلاجها، وخاصة لدى الأطفال.
في سبيل تغيير النظرة السائدة حول هذه الظاهرة، نظمت الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ندوة حوارية بعنوان “استيعاب وتفهم التحديات النفسية للأطفال في عالم متغير”، تناولت خلالها ضرورة التوعية بالمرض النفسي، خصوصاً في أوساط الأطفال والمدارس وأولياء الأمور.
وتحدث في الندوة معالي السفيرة نبيلة مكرم مؤسِّس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي، والدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ وخبير الطب النفسي، وأدراها الدكتور محمد فتحي، حيث شدد المشاركون على أهمية كسر وصمة العار للمرض النفسي في مجتمعاتنا العربية، والتي تحول دون الحديث أو طلب المساعدة إزاء العديد من الأعراض التي يمكن أن تتحول إلى أمراض نفسية خطيرة.
توعية في المدارس
وشددت مكرم على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية وإدراجها في برامج المؤسسات والمدارس، وتقديم الدعم والتوعية للأطفال وللمعلمين والأسر، فقالت: “الأطفال قد يعانون في صمت من مشاكل نفسية في مراحل مبكِّرة، ولذلك يجب التقرب منهم، ومعرفة ما يواجهونه من تحديات”، مؤكِّدة اهتمام مؤسسة “فاهم” بالمشاركة في المهرجان، من خلال عرض إصداراتها التي تستهدف الأطفال، وتتناول موضوعات مختلفة بأسلوب مبسط، وتقدِّم النصائح الإرشادية من الخبراء النفسيين حول أهم القضايا التي تواجه الأطفال، مثل التنمر، والقلق، والغيرة، والعزلة، حيث تساعد الأسر في فهم وحل مشكلات أطفالهم النفسية.
العقلية التقليدية ترفض العلاج النفسي
وتحدث الدكتور عبدالناصر عمر عن انتشار الأمراض النفسية في الأطفال، من مرحلة الحضانة حتى المدرسة، وعن ضعف الوعي والاهتمام من قبل الأهل بهذه الحالات التي تسبب قلقاً وتوتراً وأرقاً للأطفال، مشيراً إلى أن العقلية التقليدية تميل إلى رفض العلاج النفسي، وأن الآباء يحبون الأطفال بطريقتهم، دون مراعاة خياراتهم أو قدراتهم.
الحب لا يكفي للتربية
وأضاف عمر: “أن الحب لا يكفي في التربية، فكافة الأهل يحبون أبناءهم، ولكن الكثير منهم لا يعرفون أسس التربية الصحيحة، فالمحبة تدفع أحياناً إلى التسلط وفرض الرأي بدافع الخوف، محذراً من العواقب النفسية التي تنشأ عن مقارنة الطفل بأقرانه، والتي تدمِّر ثقة الطفل بنفسه واحترامه لذاته.
وقال: “الهدف من التربية هو أن نفهم الأبناء ونعرف كيف نجعلهم سعداء، وكيف يتميزون فيما يريدون، دون صدامات وتناقضات قد تؤدي إلى أزمات أو أمراض نفسية تنشأ عن أخطاء في تقدير الأهل لحالة طفلهم، وممارسات خاطئة في طريقة تعاملهم معه”.