متابعات- السابعة الإخبارية
في القاهرة، بنى خاير بك، أول حاكم عثماني لمصر، مسجداً ومدرسة حملا اسمه عام 1502، ومنذ بناء الجامع لم تقم الصلاة فيه أبداً، بسبب خطأ معماري وقع فيه المهندس آنذاك.
وصممت القبلة على غير موضعها الحقيقي، فرفض المسلمون أداء الصلوات داخله، خاصة أنهم كانوا يكرهون خاير بك بشدة، وفقاً لقناة وزارة الأوقاف المصرية على «يوتيوب».
كان خاير بك أحد كبار المماليك الجراكسة في مصر، وعينه السلطان قنصوه الغوري، نائباً على حلب، بهدف إبعاده عن الحكم في القاهرة.
شغل خاير بك منصب قائد جيوش المماليك، لكنه تواصل مع العثمانيين، ومهد لدخولهم مصر، وعاونهم على الإمساك بالسلطان طومان باي وإعدامه، وكان الثمن تعيينه حاكماً لمصر.
كره المصريون خاير بك، وأطلقوا عليه لقب «خائن بك»، وهو ما دفعه لمعاداة الشعب وتجويعه، في محاولة لفرض نفوذه وتقوية حكمه.
تغير كل شيء حين أصيب خاير بك بمرض، عجز الأطباء عن العثور على علاجه، وقرر بناء المسجد وألحق به مدرسة وضريحاً وسبيلاً لشرب الماء للمارة.
وتصدق خاير على الأطفال الدراسين بمدرسته، ومنحهم الفضة لكي يدعوا له بالشفاء، وحينما اشتد عليه المرض بشكل أكبر، اعتق الجواري والمماليك وأفرج عن كل الذين سجنهم ظلماً، كما وزع الطعام على المحتاجين والفقراء.
مات خاير بك عام 1522، وتم دفنه داخل الضريح الملحق بالمسجد، ويقول المؤرخون إن الفترة التي سبقت وفاته، كانت الأفضل في سنوات حكمه، حيث أغدق على الناس بالعطايا، وكان كريماً وباراً بالفقراء.