الشارقة – السابعة الاخبارية
دارة الملك عبدالعزيز، تشارك دارة الملك عبدالعزيز في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، المقام حاليًا في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يستمر حتى 16 نوفمبر الجاري، وسط حضور واسع من دور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية. وتأتي مشاركة الدارة هذا العام ضمن جناح مميز يبرز جهودها المتواصلة في نشر المعرفة التاريخية وخدمة الباحثين، من خلال عرضٍ متنوعٍ لإصداراتها العلمية التي توثق تاريخ المملكة والعالمين العربي والإسلامي عبر العصور.
دارة الملك عبدالعزيز.. جناح مميز يعكس هوية الدارة
جاء جناح دارة الملك عبدالعزيز في المعرض بتصميم حديث يعكس رسالتها في حفظ التاريخ الوطني السعودي وصون الذاكرة الجماعية، حيث حظي الجناح بإقبال كبير من الزوار والباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ، الذين أبدوا إعجابهم بتنوع الإصدارات والوسائل التفاعلية المعروضة.
ويهدف الجناح إلى تعريف الزوار بجهود الدارة في العمل البحثي والتوثيقي، وتسليط الضوء على مبادراتها الرقمية التي تسعى إلى جعل المعلومة التاريخية متاحة للجميع بأساليب مبتكرة وعصرية.
كما يبرز الجناح تطور أدوات الدارة في التواصل مع الجمهور، من خلال العروض المرئية والمجسمات والوسائط التفاعلية، التي تُظهر التطور الكبير الذي شهدته المؤسسة في مجال التحول الرقمي والخدمات الذكية.

عرض وبيع إصدارات علمية متنوعة
تتضمن مشاركة دارة الملك عبدالعزيز في المعرض عرضًا وبيعًا لمجموعة واسعة من مؤلفاتها وإصداراتها الدورية، التي تُعدّ من أبرز المراجع في مجالات التاريخ والأنساب والجغرافيا والوثائق الوطنية. وقد لاقت هذه الإصدارات اهتمامًا واسعًا من مختلف الفئات العمرية والثقافية من زوار المعرض، سواء من الباحثين الأكاديميين أو القرّاء العاديين المهتمين بتاريخ المملكة والمنطقة العربية.
وتشمل المعروضات كتبًا ودراساتٍ توثّق مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، وسيرة ملوكها، وتطور مؤسساتها الوطنية، إلى جانب مؤلفات تتناول التاريخ العربي والإسلامي في سياقٍ علميّ رصين يعتمد على الوثائق والمصادر الأصلية.
ويُعد هذا الحضور الثقافي امتدادًا لدور الدارة الريادي في خدمة البحث التاريخي والتوثيق العلمي، وتأكيدًا على مكانتها كمؤسسة مرجعية متخصصة في التاريخ الوطني.
خدمات رقمية تفاعلية تعزز تجربة الزوار
لم تقتصر مشاركة الدارة على عرض الإصدارات الورقية فقط، بل حرصت على تقديم شرح تفاعلي لخدماتها الرقمية عبر منصاتها الإلكترونية الحديثة، التي تشمل:
- المنصة الرقمية المتكاملة التي توفر وصولًا سريعًا إلى الأرشيف التاريخي والمكتبات الوثائقية.
- البوابة البحثية الإلكترونية التي تتيح للباحثين والطلاب الاطلاع على الوثائق والمخطوطات النادرة.
- مركز خدمات المستفيدين الذي يقدم الدعم والمعلومات للزوار والمهتمين.
وقد أتاح هذا الجانب التفاعلي للزوار تجربة فريدة تجمع بين التراث التاريخي والتقنيات الحديثة، ما يعكس حرص الدارة على تطوير أدواتها بما يواكب التحولات الرقمية التي يشهدها قطاع الثقافة والمعرفة.
برنامج لقياس رضا المستفيدين
في إطار حرصها على التطوير المستمر، نفذت دارة الملك عبدالعزيز خلال مشاركتها في المعرض برنامجًا لقياس رضا المستفيدين حول الخدمات المقدمة ومدى فاعليتها في تسهيل الوصول إلى المعلومة التاريخية.
ويهدف هذا البرنامج إلى جمع آراء الزوار والباحثين بشكل مباشر من أجل تحسين جودة الخدمات وتطوير أدوات التواصل مع الجمهور.
وتعكس هذه المبادرة توجه الدارة نحو الارتقاء بتجربة المستخدم وتعزيز التفاعل الإيجابي مع جمهورها المحلي والدولي.
شاشات رقمية تروي التاريخ السعودي
تضمّن جناح الدارة شاشات عرض رقمية حديثة قدمت نبذة تعريفية غنية عن أبرز الإصدارات والخدمات، إضافة إلى مقاطع مرئية توثق جهود الدارة في صون التاريخ الوطني وحفظ الذاكرة السعودية.
وقد جذب هذا الركن اهتمام الزوار من مختلف الجنسيات، لما احتواه من مشاهد نادرة وأفلام وثائقية قصيرة تحكي قصة تأسيس المملكة وتطورها، ومسيرة قادتها الذين أسسوا نهضتها الحديثة.
كما تُظهر هذه المقاطع المشاريع الوطنية الكبرى التي تتبناها الدارة، مثل توثيق الوثائق التاريخية، ورقمنة المخطوطات، وجمع الروايات الشفوية، بما يسهم في حفظ التراث الوطني للأجيال القادمة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025: منصة ثقافية عالمية
يحظى معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام بدورته الـ44، التي تُقام تحت شعار “بينك وبين الكتاب”، بمكانة خاصة في المشهد الثقافي العالمي، إذ يُعد من أكبر معارض الكتب في العالم من حيث عدد المشاركين والفعاليات.
ويشارك في هذه الدورة أكثر من 2350 دار نشر من 66 دولة عربية وأجنبية، من بينها 1224 دار نشر عربية و1126 دار نشر أجنبية، تقدم ملايين العناوين بمختلف لغات العالم.
كما يستضيف المعرض أكثر من 250 مبدعًا وأديبًا ومفكرًا من مختلف أنحاء العالم، يقدمون أكثر من 1200 فعالية ثقافية وإبداعية وفنية تشمل الندوات والحوارات الفكرية وورش العمل والمعارض الفنية.
اليونان ضيف شرف المعرض
تحتفي دورة هذا العام بـ اليونان ضيف شرف، تكريمًا لإحدى أعرق الثقافات في التاريخ الإنساني ولمساهمتها العميقة في الفكر والفلسفة والفنون.
وتشارك اليونان بجناح وطني مميز يضم 58 ناشرًا ومؤسسة ثقافية تقدم أكثر من 600 عنوان باللغة اليونانية ولغات أخرى، إضافة إلى أكثر من 70 شخصية يونانية من الأدباء والشعراء والمترجمين والموسيقيين والأكاديميين.
ويضم الجناح معرضًا بعنوان “الأدب اليوناني: الرحلة الطويلة”، الذي يسلط الضوء على تطور الأدب اليوناني ودور الفلاسفة والكتاب اليونانيين في تشكيل الهوية الثقافية لليونان وتأثيرهم على المشهد الأدبي العالمي.
كما تقدم اليونان خلال مشاركتها عروضًا مسرحية وموسيقية مستوحاة من الشعر اليوناني، إلى جانب ورش عمل تفاعلية وجلسات حوارية تجمع بين كتّاب يونانيين وإماراتيين، وركنًا للطهي يعرض وصفات من المطبخ اليوناني التقليدي.
تكريم الكاتب المصري محمد سلماوي “شخصية العام الثقافية”
وفي بادرة تقدير للمبدعين العرب، يحتفي المعرض هذا العام بالكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي بوصفه “شخصية العام الثقافية” في دورته الرابعة والأربعين، تكريمًا لمسيرته الأدبية الثرية التي تمتد لأكثر من خمسة عقود.
ويُعد سلماوي من أبرز الأصوات الأدبية في العالم العربي، حيث تميز بإبداعاته في المسرح والرواية والصحافة الثقافية، وبإسهاماته الفاعلة في دعم قضايا المثقفين العرب والنهوض بالحركة الأدبية والفكرية.

ويمثل تكريمه في معرض الشارقة تأكيدًا على دور المعرض في إبراز رموز الثقافة العربية وتقدير جهودهم في إثراء المشهد الإبداعي.
مشاركة الدارة: حضور وطني بمعايير عالمية
من خلال مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، تؤكد دارة الملك عبدالعزيز حضورها الثقافي والبحثي على الساحة الدولية، وتُبرز الوجه الحضاري للمملكة العربية السعودية كمركز للمعرفة التاريخية والعلمية.
وتعكس هذه المشاركة التزام الدارة برسالتها في نشر التاريخ السعودي الموثق وتقديمه بأسلوب عصري يجمع بين الأصالة والابتكار، لتظل نافذة معرفية تربط الماضي بالحاضر، وتفتح آفاق المستقبل أمام الباحثين والقراء على حد سواء.
