سوريا، محمد الصو – السابعة الاخبارية
دانا جبر، تعيش الفنانة السورية دانا جبر مرحلة مختلفة من حياتها، عنوانها الوضوح مع النفس وإعادة ترتيب الأولويات، بعد سنوات من الانشغال بالعمل والعلاقات والضغوط اليومية. وفي تصريحات صحفية صريحة، فتحت دانا قلبها للحديث عن قرارات شخصية جريئة، تتعلق بالعاطفة، والأمومة، ومستقبلها الفني، مؤكدة أنها لا تعيش صراعًا، بل حالة وعي واختيار.
دانا جبر تؤكد قرار الابتعاد عن العلاقات العاطفية
أكدت دانا جبر أنها اتخذت قرارًا واضحًا بالابتعاد عن العلاقات العاطفية في الوقت الحالي، واصفة هذه المرحلة بأنها أشبه بـاعتزال الغرام. وأوضحت أن هذا القرار لم يكن ناتجًا عن تجربة سلبية بعينها، بقدر ما هو رغبة في الحفاظ على طاقتها النفسية وتركيزها على ذاتها، بعد أن أدركت أن العاطفة غير المتزنة قد تستهلك الإنسان أكثر مما تمنحه.
وأشارت إلى أنها باتت أكثر اقتناعًا بفكرة توجيه الطاقة التي يمنحها الإنسان للآخرين إلى نفسه، معتبرة أن هذا التحول منحها إحساسًا بالسلام الداخلي والتوازن، وساعدها على رؤية الأمور من زاوية أكثر نضجًا.
تغييرات جذرية في الحياة اليومية
لم تتوقف التغييرات عند الجانب العاطفي فقط، بل امتدت إلى محيطها الاجتماعي وعاداتها اليومية. وأكدت دانا جبر أنها قررت عدم دخول عام 2026 وهي محاطة بأشخاص يستهلكون طاقتها أو يضيفون ضغطًا نفسيًا لحياتها، موضحة أنها بدأت بالفعل في إعادة ترتيب دائرة علاقاتها.
وأضافت أن هذه الخطوة لم تكن سهلة، لكنها ضرورية، لأن السلام النفسي أصبح أولوية لا يمكن التنازل عنها، خاصة في ظل ضغوط العمل والحياة العامة، معتبرة أن التخلص من العلاقات المؤذية ليس قسوة، بل نوع من احترام الذات.
رحلة السيطرة على العصبية والتوتر
اعترفت دانا جبر بأنها تمر بمرحلة عمل حقيقية على نفسها، خاصة فيما يتعلق بعصبيتها، مشيرة إلى أن التوتر أصبح جزءًا ضاغطًا في حياتها اليومية. وأوضحت أنها وضعت خطة شخصية لتقليل العصبية والانفعال، سواء من خلال تنظيم وقتها أو تغيير نمط تفكيرها وتعاملها مع الضغوط.

وأكدت أن الوصول إلى حياة أكثر هدوءًا لا يحدث فجأة، بل يحتاج إلى وعي واستمرارية، وهو ما تحاول الالتزام به في هذه المرحلة.
الأمومة بين الحلم والمسؤولية
تحدثت دانا جبر بصراحة عن موقفها من الأمومة، مؤكدة أنها ترى إنجاب الأطفال مسؤولية كبيرة تتطلب استعدادًا نفسيًا ووقتًا وطاقة حقيقية. وأوضحت أن الأمومة ليست مجرد رغبة عاطفية، بل التزام طويل الأمد، وعدم الجاهزية لها قد يتحول إلى أنانية غير مقصودة تجاه الطفل.
وأشارت إلى أنها تعشق الأطفال، وكانت في عمر الثامنة عشرة تحلم بإنجاب عدد كبير منهم، لكن نظرتها تغيرت مع النضج، وباتت ترى أن طفلين فقط قد يكونان الخيار الأكثر واقعية وتوازنًا في ظل ظروف الحياة الحالية.
شريك الحياة ودوره الحقيقي
شددت دانا جبر على أهمية اختيار شريك الحياة بعناية، خاصة فيما يتعلق بالأبوة، مؤكدة أن الأب ليس مجرد شخص يعمل ويوفر الاحتياجات المادية، بل يجب أن يكون حاضرًا، حنونًا، ومشاركًا فعليًا في حياة أطفاله.
وأوضحت أن فكرة الأسرة بالنسبة لها تقوم على الشراكة الحقيقية، وليس الأدوار التقليدية، معتبرة أن غياب هذا الوعي قد يفسد تجربة الأمومة مهما كانت مشاعر الحب موجودة.
هل تعتزل الفن من أجل الأطفال؟
حسمت دانا جبر الجدل حول احتمالية اعتزالها الفن في حال أصبحت أمًا، مؤكدة أنها لا ترى في ذلك ضرورة. وأوضحت أنها تعرف كثيرات استطعن التوفيق بين الفن والأمومة دون أن يخسرن أحد الجانبين.
وأضافت أنها قد تأخذ استراحة قصيرة بعد الولادة، لا تتجاوز عامًا واحدًا، لكنها لا تفكر مطلقًا في الابتعاد النهائي عن التمثيل، مشيرة إلى أن الفن جزء أصيل من هويتها، ولا يتعارض مع فكرة تكوين أسرة.
نظرة ناضجة للمستقبل
تعكس تصريحات دانا جبر حالة من النضج والوضوح، حيث تبدو قراراتها نابعة من قناعة داخلية، لا من ضغوط المجتمع أو التوقعات المحيطة بها. فهي لا ترفض الحب، لكنها تؤجله، ولا ترفض الأمومة، لكنها تؤطرها بالمسؤولية، ولا تتخلى عن الفن، لكنها تضع له مساحة متوازنة داخل حياتها.

بهذا الهدوء والصدق، ترسم دانا جبر ملامح مرحلة جديدة، عنوانها الوعي والاختيار، في زمن يفرض على الكثيرين قرارات متسرعة، مؤكدة أن النجاح الحقيقي يبدأ حين يكون الإنسان صادقًا مع نفسه قبل أي شيء آخر.