تونس – السابعة الاخبارية
دموع طفلة، في مشهد مؤثر لامس القلوب، شهد حفل الفنان السوري عبد الرحمن فواز، المعروف فنيًا بـ”الشامي“، لحظة إنسانية تصدّرت حديث الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال مشاركته في مهرجان بنزرت الدولي في تونس، مساء الجمعة بعد سقوط دموع طفلة.
فقد التقطت عدسات الجمهور لحظة بكاء طفلة من الصفوف الأمامية، تأثرت بشكل بالغ أثناء أداء الشامي لأغنيته الشهيرة “دكتور”، وهو ما اعتُبر لحظة وجدانية صادقة أظهرت عمق التأثير العاطفي للكلمة واللحن، لا سيما على الأطفال.
دموع طفلة تنهمر بعد أغنية “دكتور”
خلال أدائه للأغنية، ظهر الشامي بكامل حضوره المعتاد، لكن ما شدّ انتباه الجمهور والمغني نفسه هو بكاء طفلة في عمر الزهور، كانت تردّد كلمات الأغنية بصوت مرتجف ودموع تنساب من عينيها، في مشهد بدا أنه أوجع الحضور بقدر ما أثر فيهم.
ورغم أن هوية الطفلة لم تُعرف حتى الآن، فإن الفيديو الذي وثّق اللحظة انتشر بشكل واسع على مختلف المنصات، وأعاد تسليط الضوء على تأثير الفن الصادق في كشف مشاعر دفينة، وخصوصًا لدى الفئات الأكثر براءة كالأطفال.
الشامي يعلّق: الطفولة ليست ساحة للتنمّر
في أول تعليق له بعد انتشار الفيديو، كتب الشامي عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“البنت يلي كانت عم تبكي بالحفلة بتونس… الأطفال عندهم مشاعر أكتر منّا… وهي البنت قصة حياتها وطفولتها صعبة، فكل متنمّر يلبس إنسانيته”.
كلمات الشامي جاءت كرد فعل على بعض التعليقات القاسية التي انتقدت بكاء الطفلة أو سخرت منه، في تصرفات اعتبرها كثيرون “غير إنسانية”. وأضاف الشامي، من خلال خاصية “الستوري” عبر حسابه على إنستغرام:
“لازم الناس تفهم أن الأطفال أكتر ناس عندهم مشاعر، وما عندهم الخبرة والنضج الكافي ليتعاملوا معها… والمشكلة أن بعض المتنمّرين كمان ما عندهم النضج والفهم ليتفهموا الأطفال ومشاعرهم”.
تعاطف واسع وإشادة بموقف الفنان
لاقى موقف الشامي تفاعلًا واسعًا من الجمهور، الذي أشاد بإنسانيته وتفهمه لمشاعر الطفولة، معتبرين أن الفن الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بقدرته على لمس الروح والوجدان.
وقد تفاعل كثيرون عبر هاشتاغات مثل #الشامي، #دموع_طفلة، و#مهرجان_بنزرت، حيث كتب أحد المتابعين:
“فنان راقٍ، وصوته من النوع اللي يوصل لروحك قبل أذنك، وموقفه من الطفلة أكبر من مجرد ردّ على فيديو”.
وكتبت متابعة تونسية:
“في تونس نقول: اللي يبكيك، هو اللي يفرحك. دموع الطفلة كانت دموع حب، واللي فهمها غلط هو اللي عنده مشكلة”.
الموسيقى كأداة تعبير طفولي
الحادثة أثارت أيضًا نقاشًا أوسع حول دور الموسيقى في التعبير عن مشاعر الطفولة، وكم هي مرآة لمخزون وجداني قد لا يُترجم بالكلمات. فالأغنية التي كتبها الشامي بعمق وجداني – بحسب تصريحاته السابقة – تتحدث عن ألم نفسي داخلي يُشبه نداء استغاثة، وهو ما يبدو أنه تماهى تمامًا مع تجربة الطفلة على نحوٍ غير متوقع.
عدد من الأخصائيين النفسيين الذين تفاعلوا مع المقطع، رأوا أن دموع الطفلة لا تعكس مجرد تأثر عاطفي، بل ربما تتعلّق بتجارب شخصية أو مشاعر مكبوتة، مؤكدين أن “البكاء خلال الاستماع للموسيقى” يُعد ظاهرة طبيعية، خاصةً لدى الأطفال ذوي الذكاء العاطفي المرتفع.
الشامي.. فنان يُخاطب القلوب
يُعرف عبد الرحمن فواز، أو “الشامي”، كأحد الأصوات الشابة الصاعدة بقوة على الساحة العربية، وصاحب أسلوب غنائي يمزج بين الطرب والحديث، مع كلمات عميقة ولحن حالم، وهو ما جعله يُحقق قاعدة جماهيرية واسعة في فترة قصيرة.
ومنذ بداياته، اعتمد على إبراز الهوية العاطفية للإنسان، وخلق مساحة تواصل بين الكلمة والإحساس، حتى بات يُلقّب بـ”صوت الشعور”، لا سيما بعد نجاح أغنيته “دكتور” التي اقتربت من حاجز الـ20 مليون مشاهدة على يوتيوب.
مهرجان بنزرت.. منصة للإنسانية والفن
يُعد مهرجان بنزرت الدولي من أعرق المهرجانات الفنية في تونس، حيث يُقام سنويًا في المدينة الساحلية العريقة، ويجمع فنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم. وقد افتتح الشامي حفله وسط حفاوة كبيرة من الجمهور التونسي، وقدم باقة من أبرز أغانيه، قبل أن يتحوّل المشهد إلى لحظة وجدانية تُضاف إلى ذاكرة المهرجان.
رسالة الفن: أبعد من الترفيه
الواقعة تعيد التذكير بأن الفن لا يجب أن يُختزل في الترفيه، بل هو وسيلة تعبير عن الذات والجماعة، وله دور تربوي وإنساني عميق، خاصةً حين يُلامس وجدان الفئات الأكثر هشاشة، مثل الأطفال.
وقد اختتم كثير من المتابعين تعليقاتهم بالدعوة إلى الرفق بالأطفال واحترام مشاعرهم، وتجنب السخرية أو التقليل من بكائهم أو ردود أفعالهم، فـ”في لحظة بكاء طفلة، قد نجد وجع أمة بأكملها”، كما كتب أحدهم.