البرتغال – السابعة الإخبارية
ديوغو جوتا.. في لحظة خيمت عليها مشاعر الحزن والفقدان، نظّم الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، مساء أمس الثلاثاء، حفل تأبين رسمي للراحل ديوغو جوتا، نجم منتخب البرتغال وفريق ليفربول الإنجليزي السابق، الذي رحل عن عالمنا في حادث سير مروع يوم 3 يوليو الماضي، في إسبانيا، إلى جانب شقيقه أندريه سيلفا، لاعب كرة القدم هو الآخر.
جاء الحفل في توقيت حساس وعاطفي للغاية، حيث نظّمه الاتحاد قبل انطلاق مشوار المنتخب في تصفيات كأس العالم 2026، ليكون بمثابة لحظة تكريم ووفاء لأحد أبرز الوجوه التي صنعت الفارق في الكرة البرتغالية خلال السنوات الأخيرة.

حضور رسمي ولاعبي المنتخب.. في مقدمتهم رونالدو
شهد حفل التأبين حضورًا واسعًا ضم عائلة ديوغو جوتا ، وأصدقاءه المقربين، إضافة إلى جميع أعضاء المنتخب البرتغالي الأول، وعلى رأسهم الأسطورة كريستيانو رونالدو، قائد الفريق ومهاجم النصر السعودي، الذي بدا عليه التأثر الشديد خلال مراسم الحفل.
كما حضر كبار المسؤولين في الاتحاد البرتغالي ورموز كرة القدم في البلاد، في رسالة قوية على أن ديوغو جوتا لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان إنسانًا ترك بصمة في نفوس من حوله.
تم تنظيم الحفل بأسلوب إنساني مهيب، حيث تم عرض صور ومقاطع فيديو قصيرة توثق مسيرة جوتا الرياضية، وأبرز لحظاته مع المنتخب الوطني، مع لحظات صمت مؤثرة من الحضور.
روبن نيفيز يتحدث باسم اللاعبين: سنُهدي جوتا كأس العالم
خلال الحفل، ألقى روبن نيفيز، لاعب وسط نادي الهلال السعودي، كلمة مؤثرة باسم لاعبي المنتخب، كونه الصديق الأقرب إلى الراحل جوتا. وبدأ حديثه قائلاً:”لقد فقدت أخًا، لا مجرد زميل في الملعب. جوتا كان روحًا حاضرة في كل تجمع، وضحكته كانت لا تُنسى”.
وعن تطلعات المنتخب، قال نيفيز:”نحن نعده أن نواصل الطريق من أجله. وأن يكون الفوز بكأس العالم هو الهدية التي نهديها لذكراه. لقد كان يحلم بذلك، وسنقاتل لتحقيق هذا الحلم”.
وأضاف نيفيز أن جوتا سيظل موجودًا بينهم في كل لحظة، كأنهم يلعبون دائمًا برفقة لاعب إضافي، مشيرًا إلى أنه تعهد بمساندة عائلة جوتا طوال حياته، وعدم التخلي عنهم في أي ظرف.

الرقم 21 رمز للوفاء.. والوشم شهادة حب أبدية
ومن أبرز لقطات الحفل، إعلان روبن نيفيز أنه سيحمل الرقم 21 الذي كان يرتديه ديوغو جوتا مع المنتخب، طوال تواجده مع الفريق الوطني، وذلك بعد أن حصل على موافقة عائلة الراحل والاتحاد البرتغالي.
قال نيفيز عن ذلك:”طلبت من عائلته أن أرتدي رقمه تكريمًا له، وقد وافقوا، وأنا ممتن لهم. سأخذه معي إلى كل ملعب، ليس فقط في أفكاري، بل كجزء حقيقي من حضور جوتا معنا”.
ولم يكتف نيفيز بذلك، بل قام بنقش وشم على ساقه اليسرى، يُجسد عناقًا جمعه بجوتا خلال إحدى مباريات المنتخب، موضحًا أنه أراد أن يحمل هذا العناق معه دائمًا في كل إنجاز وتحدٍ قادم.
رسالة مفتوحة عبر “إكس”: أنت لست بعيدًا
وعبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، كتب روبن نيفيز رسالة عاطفية موجهة إلى ديوغو جوتا قال فيها:”يا أخي، أينما كنت، أعلم أنك تقرأ هذا الآن. نحن عائلة، ولن يُغير رحيلك ذلك. عندما ألعب للمنتخب، ستظل بجانبي في الحافلة، وعلى مائدة العشاء، وفي الطائرة. لن تغيب أبدًا عني”.
وأضاف:”سأحرص على ألا تحتاج عائلتك إلى شيء. أنت تفكر فينا من بعيد، ونحن نكمل ما بدأناه سويًا. جمعتنا الحياة، والموت لن يفرّقنا. بداية من اليوم، ستدخل كل مباراة معي، على نفس المسرح الذي بدأنا منه الرحلة”.

البرتغال تودع ابنها البار.. وتتعهد بالوفاء لذكراه
برحيل ديوغو جوتا عن عمر ناهز 28 عامًا، فقدت كرة القدم البرتغالية نجمًا استثنائيًا وشخصية محبوبة، ليس فقط لمهاراته داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا لروحه المرحة وأخلاقه العالية.
وتحوّلت مراسم التأبين إلى مناسبة جمعت بين الحزن والاعتزاز، حيث اتفق الجميع على أن ذكراه ستبقى خالدة، وسيظل اسمه حاضرًا في القلوب والملاعب والقمصان.
لقد كانت ليلة الوفاء للراحل ديوغو جوتا، لكنها أيضًا كانت ليلة ولادة عهد جديد بين المنتخب البرتغالي وجماهيره، عهد يحمل فيه اللاعبون حلمًا مشتركًا: أن يكون المونديال المقبل هو تتويج لذكراه.
لقد كانت ليلة الوفاء للراحل جوتا، لكنها أيضًا كانت ليلة ولادة عهد جديد بين المنتخب البرتغالي وجماهيره، عهد يحمل فيه اللاعبون حلمًا مشتركًا: أن يكون المونديال المقبل هو تتويج لذكراه.