الأردن – السابعة الاخبارية
ديانا كرزون، أحيت الفنانة الأردنية ديانا كرزون واحدة من أجمل أمسيات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، مساء السبت، على المسرح الجنوبي، وسط حضور جماهيري ضخم غصّت به المدرجات من مختلف الأعمار والمناطق. ومنذ لحظة دخولها إلى المسرح، قوبلت بهتافات صاخبة ألهبت الأجواء، حيث هتف الآلاف باسمها ولقّبوها بـ”أم راشد”، وهو اللقب الذي تحمله بكل فخر وتعتز به، لترد عليهم بابتسامة مؤثرة ودموع امتنان، قائلة: “أنا بحب اسم أم راشد… وأنتم عيوني”.
تلك اللحظات الأولى من الحفل عكست عمق العلاقة بين ديانا وجمهورها الأردني، الذي لطالما وقف إلى جانبها منذ انطلاقتها من برنامج “سوبر ستار العرب”، وهو ما جعل مشاعر الفخر والحب تتفجر في مدرجات جرش التاريخي، الذي تحول إلى ساحة فنية ووطنية نابضة بالحياة.
ديانا كرزون تبدع في أغنية “الهوية أردنية” لتثير الدموع والمشاعر
لحظة الذروة العاطفية في الحفل جاءت عندما غنت ديانا كرزون أغنية “الهوية أردنية”، إذ لم تتمالك دموعها وهي تردد كلماتها وسط تفاعل هائل من الجمهور الذي غنّى معها بيتًا بيتًا. المشهد كان وطنيًا خالصًا، امتزج فيه الفن بالمشاعر والانتماء، حتى أن كثيرًا من الحضور بكى تأثرًا، بينما علا التصفيق بشكل غير مسبوق.
هذا المشهد عزّز من مكانة ديانا كرمز وطني لدى الأردنيين، ليس فقط كفنانة بل كمواطنة تحب بلدها وتعبر عن انتمائها بكل صدق وشفافية، دون أي تصنّع أو تصفيق مصطنع. وقد وثّقت عدسات الصحفيين والجمهور تلك اللحظة، لتتحول إلى إحدى أكثر الصور تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد الحفل مباشرة.
برنامج غنائي متنوّع يُرضي كل الأذواق
أبدعت ديانا في تقديم باقة من أنجح أغانيها، بمصاحبة فرقتها الموسيقية “اليدرز باند” بقيادة المايسترو بهاء الداود، في توليفة فنية راقية راعت كل الأذواق. وقد حرصت ديانا على الجمع بين الأغاني الوطنية والعاطفية والطربية، لتمنح جمهورها جرعة متكاملة من الفن الأصيل، والحديث.
غنت ديانا من ريبرتوارها الوطني أغنيات: “عمان في القلب”، و”حنا كبار البلد”، و”هيلا يا أردنية”، إلى جانب “راسك يالغالي”، التي تفاعل معها الحضور وقوفًا. أما على الجانب العاطفي، فقدمت أغنيات مثل: “العمر ماشي”، و”ملح البحر”، و”انساني مابنساك”، و”أبعاد كنتم ولا قريبين”، وكلها أغانٍ رسمت مسيرتها العاطفية خلال العقدين الماضيين.
واختتمت الحفل بوصلة مميزة من أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، أبرزها “سيرة الحب”، التي برهنت من خلالها على قدراتها الصوتية الكبيرة، وتذوقها الفني العالي، وسط هتافات الجمهور وتشجيعه المستمر.
حضور استثنائي ونجومية متجددة
حفل ديانا كرزون في مهرجان جرش لم يكن مجرد سهرة غنائية عادية، بل كان تأكيدًا جديدًا على مكانتها الفنية عربياً ومحلياً، وعلى قدرتها الدائمة في تجديد نجوميتها. رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على انطلاقتها، فإنها ما زالت تحتفظ بحب الجمهور ودعمه، خاصة في الأردن حيث تُعد من أبرز الوجوه الفنية التي تمثل البلد بفخر في المحافل الغنائية العربية.
وقد حرصت ديانا خلال الحفل على التفاعل المباشر مع جمهورها، حيث وجهت كلمات شكر مؤثرة، قائلة: “أنتم مش بس جمهور.. أنتم عيلتي وسندي”، لتقابل هذه الكلمات بعاصفة من التصفيق والهتاف.
مهرجان جرش يحتفي بنجوم الأردن
مشاركة ديانا كرزون في مهرجان جرش لهذا العام تأتي ضمن توجه إدارة المهرجان في دعم الأصوات الوطنية والاحتفاء بالرموز الفنية التي أثرت الساحة الغنائية الأردنية. ويُعد المسرح الجنوبي تحديدًا من أعرق الأماكن التي شهدت ولادة وتحليق العديد من نجوم الغناء في العالم العربي، وعودة ديانا إليه هذا العام كانت بمثابة لمّ شمل بينها وبين جمهورها الأصيل.
وتميزت الليلة بتنظيم محكم، وإخراج مسرحي مميز، وإضاءة تفاعلية أضفت بعدًا بصريًا جميلاً على الحفل، لتكمل عناصر العرض الفريد الذي استحق كل هذا الاحتفاء.
ختام بنكهة وطنية ومشاعر إنسانية
في نهاية الحفل، وقفت ديانا كرزون وسط المسرح، وقد بللت دموعها خديها، بينما كانت تلوّح للجمهور مودعة، وقالت بكلمات مؤثرة: “هذا مش حفل… هذا عرس وطني. بحبكم من قلبي”.
ومع تصفيق الجمهور وترديد أغنية “الهوية أردنية” مرة أخرى، أُسدلت الستارة على ليلة استثنائية في مهرجان جرش، ستكون حديث السوشيال ميديا والإعلام لأسابيع قادمة، لتُثبت ديانا أنها ليست مجرد فنانة، بل حالة فنية وإنسانية يعيشها كل من يسمعها.