أمريكا – السابعة الاخبارية
ذا روك، أثار النجم العالمي دواين جونسون، المعروف بـ”ذا روك“، حالة من الجدل والإعجاب في الوقت نفسه بعد ظهوره الأخير ببنية جسدية أكثر رشاقة خلال فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لعام 2025. جونسون، الذي ارتبط اسمه بالقوة البدنية والعضلات البارزة منذ أيامه في المصارعة الحرة ونجاحاته في أفلام الأكشن، بدا بوزن أقل، ما دفع متابعيه إلى التساؤل عن سر هذا التغيير المفاجئ.
ذا روك في ظهور مفاجئ يثير الجدل بين الجمهور
جاء ظهور “ذا روك” في إطار مشاركته في سلسلة “في حوار مع…” ضمن مهرجان تورنتو، حيث جلس مع جمهور المهرجان والصحفيين للكشف عن تفاصيل مشروعه السينمائي الجديد “موسيقى السحلية”. وأوضح النجم أن فقدانه الوزن ليس نتيجة لأي أسباب صحية، بل هو قرار فني بحت مرتبط بالشخصية التي سيجسدها في الفيلم المقبل.
فيلم مستوحى من رواية لافتة
كشف جونسون أن “موسيقى السحلية” مأخوذ عن رواية للكاتب دانيال بينكووتر، وأنه يقدم فيه دورًا غير مألوف عن شخصية رجل في السبعينيات من عمره يُعرف باسم “الرجل الدجاجة”، وهو رجل غريب الأطوار يعيش مغامرات فريدة مع صديقه المقرّب، الذي هو دجاجة في العمر نفسه. القصة ذات الطابع السريالي تمثل تحديًا فنياً جديداً لجونسون، المعروف بأدواره القوية، حيث يختبر نوعاً مختلفاً من الأداء بعيداً عن أفلام الأكشن التقليدية.
تحولات جسدية من أجل الأدوار
قال جونسون في اللقاء: “أنا متحمس جدًا لأن لدي فرصة للتحول مرة أخرى، كما فعلت في فيلم ’آلة التحطيم‘. لا أطيق الانتظار.” وأشار إلى أن فقدان الوزن الحالي ليس إلا مرحلة من مراحل التحضير، مضيفًا: “هكذا أبدو نحيفًا الآن، لكن لا يزال أمامي طريق طويل”.
هذا التحوّل يعكس التزامه الكبير بأداء أدواره بأعلى مستويات الاحترافية. فهو يدرك أن التمثيل يتجاوز مجرد إلقاء الحوار أو إظهار القوة الجسدية، ليصل إلى تجسيد الشخصية بالكامل، بما في ذلك شكلها الخارجي وتفاصيل مظهرها.
مقارنة بين “آلة التحطيم” و”موسيقى السحلية”
في حديثه عن أدواره الأخيرة، قارن جونسون بين تحضيراته الجسدية لفيلمه السابق “آلة التحطيم” وفيلمه الجديد. في “آلة التحطيم”، الذي عُرض مؤخرًا ضمن مهرجان البندقية السينمائي الدولي، قدّم شخصية مارك كير، بطل الوزن الثقيل السابق في فنون القتال المختلطة (UFC). هذا الدور تطلّب كتلة عضلية أكبر وقوة جسدية هائلة، ما جعله يظهر بأكثر حالاته ضخامة ورياضية.
في المقابل، يتطلب “موسيقى السحلية” مظهراً مختلفاً كلياً. شخصية “الرجل الدجاجة” ليست مقاتلاً أو بطلاً خارقاً، بل رجل عادي، غريب الأطوار، في عقده السابع. لذلك، تخلى جونسون عن جزء من كتلة عضلاته ليبدو أقرب إلى إنسان بسيط بعيد عن هالة القوة التي اعتاد جمهوره رؤيته بها.
إشادة نقدية وحلم الأوسكار
لم يغب الحديث عن فيلم “آلة التحطيم” خلال الجلسة الحوارية، إذ أشار الصحفيون إلى الإشادة الكبيرة التي تلقاها أداؤه هناك، مع تصاعد التوقعات بشأن ترشحه المحتمل لجائزة الأوسكار. جسد جونسون في هذا العمل دراما إنسانية عميقة تختلف عن أدواره السابقة، وهو ما اعتبره البعض خطوة مهمة نحو التنوع في مسيرته السينمائية. ويبدو أن نجاحه في تقديم شخصية مارك كير منحه دفعة قوية لتجربة شخصيات أكثر جرأة وتحدياً، مثل تلك التي يقدمها في “موسيقى السحلية”.
دواين جونسون: أكثر من نجم أكشن
لطالما ارتبط اسم “ذا روك” بأفلام الأكشن والإثارة ذات الميزانيات الضخمة، لكن السنوات الأخيرة أثبتت أنه ممثل قادر على كسر القوالب النمطية. منذ انتقاله من المصارعة الحرة إلى هوليوود، سعى جونسون إلى تطوير نفسه وتوسيع نطاق أدواره. بدأ ذلك بمحاولات خجولة في الكوميديا العائلية، ثم انتقل إلى الدراما والتجارب المستقلة، ليصل الآن إلى أعمال تحمل بصمة فنية وجمالية أعمق.
التزام كامل بالتحضير للأدوار
التحولات الجسدية ليست جديدة على دواين جونسون. فقد سبق أن خسر وزناً أو اكتسب كتلة عضلية ضخمة حسب متطلبات الشخصيات التي يلعبها. في كل مرة، يُظهر التزاماً صارماً بالتمارين والنظام الغذائي، إلى جانب العمل المكثف مع مدربين وخبراء لياقة. لكن التحضير لـ”موسيقى السحلية” يبدو مختلفاً لأنه لا يقتصر على فقدان الوزن، بل يشمل دراسة تفاصيل الشخصية، وحركاتها، وطريقة تفاعلها مع العالم من حولها.
ردود أفعال الجمهور
تباينت ردود أفعال المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي فور انتشار صوره الجديدة. البعض أعرب عن إعجابه بمرونته كممثل واستعداده لتغيير شكله من أجل الفن، فيما عبّر آخرون عن صدمتهم لرؤية “ذا روك” دون بنيته المعتادة. ومع ذلك، ظل معظم التعليقات إيجابياً، معتبرين أن هذا التحول دليل على احترامه لفنه وجمهوره.
مهرجان تورنتو منصة للإبداع
اختيار جونسون للكشف عن تفاصيل مشروعه الجديد خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لم يكن صدفة. هذا المهرجان يُعتبر واحداً من أبرز المنصات السينمائية في العالم، حيث تُعرض أفلام تحمل طموحات فنية وجوائز كبرى. وجوده هناك يعكس رغبته في توجيه الأنظار إلى مساره الجديد كممثل متعدد الأوجه، وليس مجرد بطل أفلام حركة.
رسالة إلى الجيل الجديد من الممثلين
من خلال حديثه في تورنتو، بعث جونسون برسالة ضمنية إلى الجيل الجديد من الممثلين: أن التمثيل يتطلب الجرأة في كسر التوقعات والابتعاد أحياناً عن مناطق الراحة. فقد أظهر أنه على استعداد للتخلي عن صورته الأيقونية كمصارع ونجم أكشن، ليقدّم أداءً درامياً وإنسانياً. هذه الرسالة قد تلهم ممثلين آخرين للتجريب والبحث عن أدوار متنوعة تثري مسيرتهم الفنية.
بين الرشاقة وقوة الأداء
الظهور برشاقة لا يعني فقدان القوة بالنسبة لـ”ذا روك”. فقد أكد في حواره أنه ما زال يحافظ على لياقته البدنية ويمارس التمارين بانتظام، لكن بدون التركيز على زيادة الكتلة العضلية. هذا التوازن بين الرشاقة والقوة يمنحه حرية أكبر في تقديم أدوار متعددة، كما يساعده على تجنّب الإصابات التي قد ترافق التدريبات المكثفة للعضلات الثقيلة.
توقعات كبيرة لفيلم “موسيقى السحلية”
يترقب عشاق السينما العالمية إصدار فيلم “موسيقى السحلية” بشغف، خاصة بعد الكشف عن موضوعه الفريد وتحولات جونسون من أجله. يتوقع النقاد أن يكون العمل مختلفاً عن كل ما قدّمه من قبل، وأن يفتح له باباً جديداً نحو أدوار مركّبة وغنية بالمعاني.
دواين جونسون: نجم يواصل إعادة اختراع نفسه
رحلة جونسون الفنية تثبت أنه نجم يعرف كيف يعيد اختراع نفسه مع كل مرحلة من مسيرته. فبعد أن كان رمزاً للقوة الجسدية في المصارعة الحرة، ثم بطل الأكشن الذي لا يُقهر، أصبح الآن ممثلاً يسعى وراء الشخصيات الإنسانية المعقدة والتجارب الفنية الجريئة. هذا التطور يجعله أحد أكثر النجوم تنوعاً وإثارة للاهتمام في هوليوود.
ختام
تحول دواين جونسون الجسدي ليس مجرد تغيير في الوزن، بل هو انعكاس لرحلة فنية مستمرة نحو التنوع والعمق. ظهوره برشاقة في مهرجان تورنتو كشف جانباً آخر من التزامه بفنه ورغبته في تقديم ما يفاجئ جمهوره. ومع اقتراب تصوير “موسيقى السحلية”، يترقب العالم أداءً استثنائياً من النجم الذي لم يتوقف يوماً عن تجاوز التوقعات وكسر الصور النمطية. بهذه الخطوة، يبرهن “ذا روك” أنه أكثر من مجرد أيقونة عضلات، بل فنان حقيقي قادر على خوض مغامرات فنية مختلفة تثري السينما العالمية.