لبنان – السابعة الاخبارية
ربى حبشي، في لحظة صامتة وقوية في آنٍ واحد، وقفت الإعلامية اللبنانية ربى حبشي أمام شاشة التلفزيون لتعلن لقلبها قبل جمهورها أن معركة جديدة بدأت. خلال ختام حلقة برنامجها «صحافة اليوم» على قناة «شمس»، علّقت حبشي بصوتٍ متهدّجٍ: “وصلنا لختام هذه الحلقة، لكن الخاتمة هذه المرّة مختلفة… لم أكن أتوقّع أن أغادركم بهذه السرعة، لا بسبب عمل جديد أو انتقال إلى بلدٍ آخر، بل بسبب إصابتي مجدداً بمرض السرطان”. وأضافت بابتسامةٍ لم تخفتها الدموع: “أنا رايحة… بس راجعة. وراجعة أقوى بإذن الله.”
الكلمات كانت بسيطة لكنّها حملت وزناً كبيراً؛ فقد أثارت موجة من التعاطف وردود الفعل الفورية عبر منصّات التواصل الاجتماعي، وانتشرت كالنار في الهشيم. حبشي اختارت أن تقول الحقيقة بصراحة، متحمّلة الصدمة مجددًا، وشاركت جمهورها بنقطة التحول التي قد تغيّر مسار حياتها المهنيّة والشخصيّة معًا.
ربى حبشي تعلن العودة إلى لبنان وتجربة علاج جديدة
بدت حبشي واضحة عندما قالت إنّها ستترك استوديوهات «شمس» مؤقتًا، وتعود إلى لبنان لبدء جلسة علاج جديدة ضد المرض. «أشكر قناة شمس على هذه التجربة المهنية الثرية، وزملائي الأحبّة على دعمهم الدائم، كما أشكر الشعب الكردي الكريم وأربيل على تجربة عمر لا تُنسى»، كانت كلماتها أثناء وداعها المُحترم لجمهور المحطة.

الاعلان جاء بعد رحلة علاج سابقة أعلنتها في سبتمبر 2024، حين كشفت إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية، وشاركت متابعيها مراحل العلاج، حتى أعلنت ذات مرّة أنها أنهت جلسات العلاج الكيميائي. لكن المرض عاد مجدداً، لتعيد الكرة في وجهها؛ هذه المرّة بخبرة أكثر، وتصميم أكثر، لكن أيضاً بخطر أشدّ وإطلالة إنسانية أكثر عمقًا.
بين الإيمان والصبر… رسالة من القلب
ما يلفت في ربى حبشي ليس خبر المرض بحد ذاته، بل طريقة تعاملها معه: لم تخفِ خوفها، ولم تهرب من الواقع، لكنها اختارت أن تكون صوتًا لمن يعاني في صمت. “أنا راجعة أقوى”، قالتها وكأنها تمنح وعدًا لنفسها ولمن يحبّها.
في هذا الإعلان، تظهر حبشي كرمزٍ للمرأة التي لا تنكسر رغم العواصف. فهي لم تعد مجرد إعلامية تنقل الخبر بل أصبحت صاحبة خبر كبير يلامس حياة الملايين. ومع كل دقيقة ترجّلت فيها الكلمات من شفتيها، شاهدنا جسارة الإصغاء إلى الألم، وتحويله إلى منبرٍ يتحدّى المرض ويُنهض من الرماد.
العمل المهني يتوقف مؤقتًا… والحياة تستدعي وقفة
بقرارها بالتوقف مؤقتًا عن العمل، تضع حبشي مصلحة حياتها وصحتها في المقدمة. القرار ليس سهلاً، لكنها اختارته بوعي بعد أن أدركت أن المعركة أمامها لا تُخاض من وراء الكاميرا فقط، بل ضمن جسمٍ وعقلٍ يحتاجان إلى العناية.
الجمهور الذي رافقها منذ لحظة إعلانها الأولى بالمرض، أمس، يقف معها اليوم، ليس كمشاهِدٍ فقط، بل كمتضامن وإنسان. وكما قالت «أنا في زحام من النعم… ما دمت وأولادي بخير»، فقد خاطبت الحزن بخشوع، والطموح بإيمان.
ليس النهاية… بل بداية لقصة أمل
ربّما لا تكون المرة الثانية أسهل، لكنّ حبشي تعرف أنها ليست وحدها. في خلفيتها آلاف المشاهدين، ومعها تاريخ إعلامي وفني، ومحبة جماهيرية قوية. اليوم تبدّل صورتها: الإعلامية التي توطّد خبرها بالأخبار أصبحت خبراً يُحكى. والأمل أنّ تكن محطّة إلهام لكل من يواجه المرض بصمت، ولكلّ من يتردّد في إعلان «أنا بحاجة للمساعدة».
في نهاية الإعلان، تركت لمن يحبّها وعدًا ضمنيًا: «رايحة… راجعة… أقوى». ثلاث كلمات تختزل رحلة الألم، والتحدّي، والرجوع بانتصار. فتصبح رسالتها أكبر من خبر المرض، لتكون قصة حياة تُروى.

وهكذا تقف ربى حبشي أمام المرحلة الجديدة؛ ليس كمحطّة إعلامية فقط، بل كمثال على أنّ المعركة ليست بين الإنسان والسرطان فقط، بل بين الإنسان ونفسه، ومسافة الأمل التي يحقّقها عندما يقول بحيادية: «أنا راجعة».
