أمريكا – السابعة الإخبارية
إيس فريلي.. فقدت الساحة الموسيقية العالمية واحدًا من أبرز رموزها، بوفاة إيس فريلي، العازف الرئيسي الأسطوري لفرقة الروك الأمريكية الشهيرة “كيس” (KISS)، عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد حادث سقوط مأساوي في منزله، وفق ما أعلنت عائلته في بيان رسمي مساء الخميس.
وأكدت عائلة أن إيس فريلي فارق الحياة محاطًا بأفراد أسرته الذين ودّعوه بكلماتٍ مفعمة بالحب والطمأنينة، وجاء في البيان:
“في لحظاته الأخيرة، كنا محظوظين لأننا أحطناه بدعوات ونوايا مليئة بالحب والسلام. إرث إيس سيبقى خالدًا في ذاكرة الموسيقى إلى الأبد.”
وأعربت العائلة عن عميق حزنها لفقدان “روحٍ مبدعةٍ ومتمردة”، مؤكدة أن ما تركه فريلي من بصمة فنية سيظل مصدر إلهام لأجيال من الموسيقيين وعشاق الروك حول العالم.

جندي الروك الذي لا يُنسى
من جانبها، نعت فرقة “كيس” عضوها المؤسس الراحل بكلماتٍ مؤثرة على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، واصفة إياه بأنه
“جندي روك أساسي لا غنى عنه في تاريخ الفرقة”.
وكتب جين سيمونز، عازف غيتار البيس في الفرقة، على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“لا أحد يستطيع أن يمس إرث إيس. أعرف كم كان يحب معجبيه، وكم كان شغوفًا بالموسيقى. أكثر ما يحزننا هو أنه لم يعش طويلاً بما يكفي ليُكرم في حفل مركز كينيدي المقبل.”
كما عبّر المغني الرئيسي بول ستانلي عن حزنه الشديد، قائلاً إن فريلي كان “قلب الفرقة النابض”، وإنه “صنع هوية موسيقية بفرادة عزفه وأسلوبه الصاخب الذي لا يُقلد”.
من حيّ برونكس إلى مجد الروك العالمي
وُلد إيس فريلي عام 1951 في حي برونكس بنيويورك، في عائلة متواضعة من أصول هولندية، وبدأ شغفه بالموسيقى في سن مبكرة متأثرًا بعازفي البلوز والروك في الستينيات.
في عام 1973، شارك فريلي في تأسيس فرقة “كيس” إلى جانب جين سيمونز وبول ستانلي وبيتر كريس. وسرعان ما تحولت الفرقة إلى ظاهرة فنية عالمية بفضل أسلوبها المسرحي الجريء وموسيقاها الصاخبة، ما جعلها أحد أكثر الفرق تأثيرًا في تاريخ موسيقى الروك.
تميز فريلي بعزفه الحاد على الغيتار الكهربائي وبحركاته المسرحية النارية، وكان له الفضل في صياغة صوت الفرقة المميز الذي جمع بين الطاقة الخام والابتكار الموسيقي.
أيقونة متمردة خلف القناع
اشتهرت فرقة “كيس” بأقنعتها الشهيرة وطلائها الأسود والأبيض الذي يذكّر بمسرح الكابوكي الياباني، إضافة إلى الشعر الطويل والأحذية ذات الكعب العالي التي أصبحت رموزًا لحقبة السبعينيات.
وبينما تنوعت شخصيات أعضاء الفرقة، كان فريلي يجسد شخصية “سبايسمان” (رجل الفضاء)، التي تعكس روح المغامرة والتمرد التي عُرف بها طوال مسيرته.
وقد ساهم هذا المزيج من الموسيقى والمظهر المسرحي في تحقيق نجاح تجاري مذهل للفرقة، إذ بيعت أكثر من 100 مليون نسخة من ألبوماتها حول العالم، لتصبح “كيس” واحدة من أكثر فرق الروك مبيعًا في التاريخ.

أغنيات خالدة وابتكارات موسيقية
ساهم فريلي في كتابة وتلحين العديد من الأغنيات الخالدة في سجل الفرقة، منها “Shock Me” وCold Gin”و“Parasite”، إلى جانب أغنية “New York Groove” التي أطلقها لاحقًا في ألبومه المنفرد وحققت نجاحًا ساحقًا في أواخر السبعينيات.
وتعتبر أغنية “I Was Made for Lovin’ You” من أبرز الأعمال التي ارتبطت بإرث الفرقة، كما لعب فريلي دورًا محوريًا في تطوير صوت الغيتار الذي أصبح مرجعًا لعازفي الروك في العالم.
صراعات ومغادرة مؤقتة
ورغم شهرته الكبيرة، واجه فريلي صعوبات شخصية خلال مسيرته، إذ عانى من مشكلات الإدمان والضغوط الإبداعية، ما أدى إلى انسحابه من الفرقة عام 1982 بعد سلسلة من الخلافات الداخلية.
غير أن إرثه ظل حاضرًا في ذاكرة الجمهور، وأُعيد ضمه لاحقًا في التسعينيات ضمن جولة لمّ الشمل التي أعادت “كيس” إلى الواجهة من جديد.
وقال عنه بول ستانلي ذات مرة:
“قد يختلف الناس حول قراراته، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أنه كان الشرارة التي أشعلت كل حفل وكل أغنية.”
إرث خالد في عالم الموسيقى
حتى بعد مغادرته الرسمية، ظل فريلي رمزًا للحرية الموسيقية وروح التمرد التي شكلت ملامح جيلٍ كاملٍ من عشاق موسيقى الروك.
وفي السنوات الأخيرة، واصل إصدار ألبومات منفردة وجولات موسيقية محدودة، محافظًا على مكانته كأحد أكثر عازفي الغيتار تأثيرًا في التاريخ المعاصر.
وقال أحد أصدقائه المقربين في تصريح لوسائل الإعلام الأمريكية:
“إيس لم يكن مجرد موسيقي، كان طاقة لا تهدأ. كل نغمة يعزفها كانت تعني شيئًا حقيقيًا، وكل ظهور له كان احتفالاً بالحياة.”

وداع “رجل الفضاء”
برحيله، يفقد عالم الموسيقى أحد أعمدته، لكن إرثه سيبقى نابضًا في كل riff غيتار وكل نغمة صاخبة على المسارح.
وكما كتبت فرقة “كيس” في وداعه:
“قد يغيب الجسد، لكن الصدى سيبقى إلى الأبد… إيس فريلي، رجل الفضاء، إلى الأبد في المجرة التي أحبها.”