تركيا – السابعة الاخبارية
رحيل صادم، أثار نبأ العثور على جثمان رجل الأعمال التركي خاليت يوكاي، صديق النجم الشهير كيفانش تاتليتوغ، موجة واسعة من الحزن والذهول داخل الأوساط الفنية التركية، حيث كان رحيل صادم وسط متابعيه ومحبيه، بعد أن فُقد أثره لأكثر من شهر عقب انطلاقه في رحلة بحرية لم يُكتب لها أن تنتهي بسلام.
الصدمة لم تقتصر على أسرته أو أصدقائه المقربين فحسب، بل امتدت إلى الجمهور، خصوصًا بعد تداول تفاصيل الحادث المأساوي الذي أودى بحياته، والذي حمل في طياته قدرًا من الغموض والألم، وانتهى بكشف مصير مؤسف لرجل عُرف بعلاقاته الواسعة داخل وخارج الوسط الفني، وبصداقته القوية مع أحد أشهر نجوم تركيا.
رحيل صادم .. بداية الرحلة والنهاية مأساوية
تعود بداية الحكاية إلى الرابع من أغسطس 2025، حين قرر خاليت يوكاي، البالغ من العمر 42 عامًا، الانطلاق في رحلة بحرية فردية من ميناء يالوفا باتجاه جزيرة بوزجادا في بحر مرمرة. الرحلة بدت في ظاهرها عادية، لكنها لم تكتمل، إذ انقطع التواصل معه فجأة، ما أثار قلق عائلته وأصدقائه الذين بادروا بإبلاغ السلطات التركية.
توالت بعدها محاولات البحث من قبل فرق الإنقاذ والبحرية وخفر السواحل، وسط تكهنات متعددة بشأن اختفائه، تراوحت بين تعطل فني في القارب أو تغيّر مفاجئ في الطقس، أو حتى حادث اصطدام محتمل.
العثور على القارب المحطم يزيد الغموض
وبعد مرور عدة أيام من البحث، عُثر على قارب خاليت يوكاي محطّمًا بالقرب من جزيرة مرمرة، ما زاد من احتمالات تعرّضه لحادث. لم يكن هناك أثر له على سطح البحر، ولم تُرصد أي مؤشرات على وقوعه في الماء أو نجاته من الحادث.
هذا الاكتشاف لم يكن كافيًا لحسم مصيره، لكنه أشار بقوة إلى تعرضه لحادث عنيف، وفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر سوداوية.
العثور على الجثمان تحت عمق 68 مترًا
وبعد قرابة شهر من اختفائه، أعلنت السلطات التركية العثور على جثمان خاليت يوكاي على عمق 68 مترًا تحت سطح البحر، بالقرب من موقع القارب المحطم، وتحديدًا في منطقة جزيرة مرمرة، أحد أشهر المواقع البحرية في بحر مرمرة.
كان الجثمان بحالة تشير إلى الوفاة الفورية بعد الحادث، ما دفع المحققين إلى تسريع وتيرة التحقيق وتحليل المعطيات الفنية المتوفرة حول القارب.
التحقيقات تكشف السبب: اصطدام بسفينة شحن
في مفاجأة غير متوقعة، كشفت التحقيقات الأولية أن الحادث وقع نتيجة اصطدام مباشر بين قارب خاليت يوكاي وسفينة شحن تُدعى “أريل 7”. وقد تطابقت آثار الطلاء الموجودة على حطام القارب مع لون طلاء السفينة، ما رجّح وقوع الحادث بسبب الإهمال أو عدم الانتباه من قبطان السفينة.
السلطات التركية لم تتهاون في متابعة التحقيق، فتم إيقاف قبطان السفينة، جمال توكاتلي أوغلو، ووجهت له تهمة “التسبب في الوفاة نتيجة الإهمال”، بينما أُحيل الملف إلى النيابة العامة التركية لاستكمال الإجراءات القضائية.
الصندوق الأسود يكشف مزيدًا من التفاصيل
ضمن مجريات التحقيق الفني، قامت الجهات المعنية بإرسال الصندوق الأسود الخاص بالقارب إلى الخارج، لتحليل البيانات التقنية المتعلقة بالرحلة، مثل سرعة القارب، توقيت الاصطدام، وحركة الملاحة وقت الحادث، وذلك من أجل بناء تصور دقيق وشامل حول الملابسات الفنية للحادث.
النتائج المنتظرة من هذا التحليل قد تشكّل نقطة حاسمة في تحديد حجم المسؤولية، وتحديد ما إذا كانت الحادثة نتيجة إهمال فردي أو تقصير في أنظمة السلامة الملاحية.
كيفانش تاتليتوغ.. آخر من تحدث إليه
في تصريحات مقتضبة لكنها مؤثرة، عبّر النجم التركي كيفانش تاتليتوغ عن صدمته العميقة من وفاة صديقه المقرب، مؤكّدًا أنه كان آخر شخص تحدث إليه عبر مكالمة قصيرة على تطبيق واتساب، قبل لحظات فقط من وقوع الحادث.
وقال تاتليتوغ: “تحدثنا عن خط سيره، وكنت أطمئن عليه كعادتي. لم أكن أتخيل أن تلك المكالمة ستكون الأخيرة”.
وقد نشر النجم التركي عدة صور لهما على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، معبرًا عن حزنه العميق، وواصفًا صديقه الراحل بأنه “أخ لم تلده أمه، وشخص نادر الحضور والإنسانية”.
ردود فعل واسعة في الوسط الفني
لم تكن صداقة خاليت يوكاي بالنجم تاتليتوغ مجرد علاقة عابرة، بل كانت معروفة في الوسط الفني، حيث حضر مناسباته الخاصة، وظهر في عدد من الصور مع ممثلين ومشاهير آخرين. لذا، لم يكن مفاجئًا أن تنتشر ردود الفعل الغاضبة والحزينة من قبل فنانين وممثلين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
عدد من النجوم الأتراك قدّموا التعازي لعائلته، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الحادث، مشددين على أهمية تعزيز إجراءات السلامة في البحر ومنع تكرار مثل هذه الكوارث.
عائلته بين الألم والمطالبة بالعدالة
عائلة خاليت يوكاي، التي تابعت عن كثب عمليات البحث لأكثر من 30 يومًا، عبّرت عن ألمها الشديد من الحادث، وطلبت من السلطات مواصلة التحقيق لكشف كافة التفاصيل، ومحاسبة كل من ثبت تقصيره أو إهماله.
ووفقًا لمصادر مقربة من العائلة، فإنها تعتزم تحريك دعوى مدنية بالتوازي مع الإجراءات الجنائية، بهدف تحميل الشركة المالكة للسفينة مسؤولية الحادث.
التحقيقات مستمرة والترقب سيد الموقف
لا تزال التحقيقات الفنية والقضائية جارية حتى لحظة كتابة هذه السطور، في ظل اهتمام إعلامي وشعبي كبير بالقضية، لما لها من أبعاد إنسانية واجتماعية، خصوصًا في ظل شخصية الضحية البارزة، وعلاقته الوثيقة بعدد من النجوم المؤثرين.
الجميع يترقّب ما سيكشفه الصندوق الأسود، وما إذا كانت هناك أطراف أخرى تتحمل مسؤولية الحادث، أو تقصير في أنظمة المراقبة البحرية.
ختامًا: وداعًا خاليت.. ورحلة لم تكتمل
رحيل خاليت يوكاي لم يكن مجرد فاجعة عائلية أو شخصية، بل شكّل قصة مؤلمة عن الأحلام التي انقطعت في عرض البحر، وعن العلاقات الإنسانية التي قد تُفقد في لحظة.
قصة تُعيد طرح التساؤلات حول أمن وسلامة الملاحة البحرية، وعن ثمن الإهمال الذي قد يدفعه الأبرياء بحياتهم، وعن الصداقات التي تبقى حيّة رغم الغياب.
قد لا تعود الروح، لكن العدالة وحدها قادرة على تضميد جزء من الجراح.