أمريكا – السابعة الاخبارية
هاريس بولين، أعلنت عائلة الممثل الأمريكي القدير هاريس بولين وفاته عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، أنهت مسيرته الطويلة والحافلة في عالم الفن والتمثيل. وقد خلف رحيله حالة من الحزن والأسى في الأوساط الفنية الأمريكية وبين جمهوره الذي عرفه من خلال أدواره المؤثرة في المسرح والتلفزيون والسينما.
بداية مسيرة هاريس بولين
ولد هاريس بولين في **5 نوفمبر 1937** بمدينة **لوس أنجلوس** بولاية كاليفورنيا، في بيئة ساعدته على الاهتمام بالفنون في سن مبكرة. نشأ يولين وسط حركة سينمائية مزدهرة في هوليوود، وتأثر بأجواء الفن التي كانت تحيط به. بعد إنهائه مرحلة التعليم الثانوي، التحق **بجامعة كاليفورنيا** حيث درس الفنون، ليصقل موهبته ويبدأ مسيرته الاحترافية في التمثيل.
تميز هاريس يولين منذ بداياته بحضوره القوي على خشبة المسرح وقدرته على تقمص الشخصيات المركبة والمعقدة، ما جعله محل اهتمام صناع الفن المسرحي، ثم التلفزيوني والسينمائي لاحقًا.
بصمة مميزة في التلفزيون
حقق هاريس يولين حضورًا لافتًا في عدد من المسلسلات الأمريكية التي نالت شهرة واسعة. من بين أبرز الأعمال التي شارك فيها:
* **”Ozark”**، حيث قدم أحد أدواره المميزة في هذا المسلسل الذي لاقى إشادة نقدية كبيرة وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا.
* **”Billions”**، حيث أظهر مهارة كبيرة في تجسيد الشخصيات ذات الطابع الرمادي والمعقد.
* **”Frasier”**، المسلسل الكوميدي الشهير الذي نال عنه يولين إشادة خاصة، إذ رُشّح في عام **1996** لنيل جائزة **”إيمي”** المرموقة عن دوره كزعيم عصابة، وهو من الأدوار القليلة التي جمع فيها بين الجدية والطابع الكوميدي بطريقة متقنة.
إطلالة مميزة على الشاشة الكبيرة
إلى جانب أعماله في التلفزيون، كان لهاريس يولين حضور قوي في السينما، وشارك في عدد من الأفلام البارزة التي شكلت علامات فارقة في تاريخ هوليوود، من أبرزها:
* **Scarface (1983)**: الفيلم الشهير للمخرج برايان دي بالما وبطولة آل باتشينو، حيث جسد يولين أحد الأدوار الداعمة التي تركت بصمة لدى الجمهور والنقاد.
* **Clear and Present Danger (1994)**: الفيلم الذي لعب فيه دور مسؤول حكومي بارز، إلى جانب النجم هاريسون فورد.
Training Day (2001)**: أحد أبرز أفلام الجريمة والإثارة في بداية الألفية الجديدة، حيث قدم فيه دوراً مميزاً يعكس قدرته على التماهي مع الأدوار القوية.
تألق مسرحي لا يُنسى
لم تقتصر مسيرة يولين على الشاشة فقط، بل كان أيضًا فنانًا مسرحيًا من الطراز الأول. تنقّل بين المسارح الأمريكية والأوروبية، وشارك في أعمال كلاسيكية شكلت جزءاً من رصيده الفني الكبير.
من أبرز أعماله المسرحية
* **Death of a Salesman**: المسرحية الشهيرة التي قدمها في **دبلن**، حيث أدى دور “ويلي لومان” بطريقة تركت أثراً عميقاً لدى الجمهور.
* **Cat on a Hot Tin Roof**: قدم هذه المسرحية ضمن **مهرجان تشوتوكوا** العريق، وحظي بأصداء إيجابية واسعة، خاصة على مستوى الأداء التمثيلي المتقن.
ورغم أن المسرح كان جزءاً أساسياً من تجربته، إلا أن آخر ظهور مسرحي له كان في عام **2001** من خلال مسرحية **Hedda Gabler**، حيث اختتم مسيرته المسرحية بأداء ناضج ومؤثر.
إرث فني وإنساني
رحيل هاريس يولين لا يمثل فقط فقدان فنان موهوب، بل خسارة لشخصية احترمها زملاؤه وجمهوره على حد سواء. عُرف يولين بتواضعه، والتزامه العالي بالمهنة، وقدرته على ترك بصمة في كل دور يؤديه، سواء كان رئيسياً أو ثانوياً.
رغم أن مسيرته لم تكن من النوع الذي يبحث عن الأضواء أو النجومية السريعة، إلا أن أعماله كانت دائمة الحضور في ذاكرة من تابعوا الدراما الأمريكية على مدار العقود الماضية.
وقد نعاه العديد من زملائه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الفن الأمريكي فقد أحد رموزه الهادئة والمتميزة، وأن أعماله ستبقى خالدة كجزء من تاريخ الشاشة والمسرح.
وداعًا هاريس يولين
برحيل **هاريس يولين**، يفقد الفن الأمريكي أحد أبرز وجوهه الذين جمعوا بين الكفاءة، الالتزام، والموهبة الخالصة. وبينما تطوى صفحة حياته، يبقى أرشيفه الفني شاهدًا على عقود من الإبداع الذي أثّر في أجيال متعددة من الممثلين والجمهور.