الإمارات – السابعة الإخبارية
رزيقة الطارش.. غيب الموت يوم الجمعة الفنانة والإعلامية الإماراتية رزيقة الطارش، عن عمر ناهز 71 عامًا، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من خمسة عقود، صنعت خلالها بصمة فنية فريدة، وشاركت في رسم ملامح الدراما المحلية، وساهمت بفعالية في تطور الإعلام والمسرح في دولة الإمارات.
لم تكن رزيقة مجرد فنانة، بل كانت صوتًا نسائيًا رائدًا، ووجهًا مألوفًا للمشاهدين والمستمعين، حملت قضايا المجتمع الإماراتي ببساطتها وواقعيتها، ورسّخت مكانتها كواحدة من رموز الفن في الخليج.

رزيقة الطارش: من أمام المايكروفون إلى ريادة الساحة الفنية
وُلدت رزيقة الطارش في 6 مارس 1954، وبدأت علاقتها بالمجال الإعلامي والفني مبكرًا جدًا. وهي لا تزال في التاسعة من عمرها، التحقت ببرنامج الأطفال الإذاعي الشهير “أبوسعد وأم سعد”، حيث قدّمت نحو 90 حلقة بصوتها الطفولي المميز، وكانت من أوائل النساء اللواتي اقتحمن ميكروفون الإذاعة في فترة الستينيات.
في عام 1969، التحقت رسميًا بإذاعة أبوظبي، فتنقلت بين برامج تمثيلية وسيناريوهات اجتماعية إذاعية، لتصنع لنفسها مكانًا في وجدان الجمهور، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى المسرح والتلفزيون.
حضور مسرحي مبهر ودراما واقعية
قدرات رزيقة الطارش لم تقتصر على الأداء الإذاعي، بل كانت طاقتها الفنية أكبر من ذلك. ففي عقد السبعينيات، انطلقت تجربتها المسرحية، وشاركت في خمس مسرحيات مؤثرة، مثل “الله يا الدنيا” و“الصبر زين”، حيث أظهرت قدرة تمثيلية لافتة، وأداءً عفويًا يمسّ القلب.
ثم دخلت عالم التلفزيون عام 1976، من خلال أعمال شكلت علامات فارقة في الدراما الخليجية، مثل “الشقيقان” و“أشحفان”و“الغوص”.
وعلى مدار مسيرتها، شاركت في أكثر من 40 مسلسلًا، أبرزها:
• “حظ يا نصيب”
• “سعيد الحظ”
• “عجيب غريب”
• “حنة ورنة”
• “دروب المطايا”
• “القياضة”
• “بحر الليل”
وتألقت في ثنائيات فنية مميزة، خاصة مع الفنان جابر نغموش، في أعمال مثل “طماشة” و“مفتاح القفل”، حيث قدما معًا كوميديا اجتماعية هادفة ومحببة للمشاهدين.

كاتبة وروائية بروح ساخرة
لم تكتفِ رزيقة بالتمثيل، بل دخلت أيضًا عالم الكتابة، وساهمت في صياغة النصوص الدرامية بروح واقعية وساخرة. كان أول أعمالها في الكتابة مسلسل “ناعمة ونعيمة”، تلاه “عذاب الضمير”، و“عتيجة وعتيج”، حيث مزجت بين التراث الإماراتي والحياة المعاصرة بأسلوب بسيط وذكي.
كتاباتها كانت تعكس حسًّا إنسانيًا عاليًا، وطرحت من خلالها قضايا مجتمعية تمسّ المرأة والأسرة، دون خطابة أو تنميط. كانت تكتب بروح الأم والجدة، وتسرد حكايات المجتمع من الداخل، كما عاشتها وعرفتها.
صوت المرأة… ومرآة المجتمع
رزيقة الطارش لم تمثّل المرأة فقط، بل جسّدتها بأدق تفاصيلها. في أدوارها، كانت الأم الصبورة، الجدة الحنونة، المرأة المكافحة، البنت العنيدة، وقدّمت هذه الشخصيات بكل صدق وبساطة، مما جعل الجمهور يراها واحدة منهم، لا نجمة فوقهم.
وقد عبر كثير من النقاد والمشاهدين عن أن رزيقة كانت بمثابة ذاكرة حيّة للفن الإماراتي، تواكب التحولات الاجتماعية بعيون نقدية محبة، وترسّخ حضور المرأة في المشهد الإعلامي والفني.
إرث فني لا ينسى
رزيقة الطارش شاركت في المسرح، الإذاعة، التلفزيون، وحتى السينما، حيث ظهرت في ثلاثة أفلام إماراتية هي:
• “عقاب”
• “الخطبة”
• “ظل”
وقد نالت أدوارها احترام النقاد ومحبة الجمهور، لأنها كانت حقيقية، بعيدة عن التكلّف، نابعة من تجارب الحياة اليومية.

وداعًا رزيقة… وداعًا صوت الزمن الجميل
برحيل رزيقة الطارش، فقدت الإمارات إحدى رائدات الفن الأصيل، وودّع الجمهور صوتًا شكّل ذاكرته منذ الطفولة، ورافقه في مراحل حياته المختلفة. هي ليست فقط ممثلة أو كاتبة، بل صوت مجتمعي صادق، وثق بصوته تحولات الإمارات من البدايات البسيطة إلى النهضة المعاصرة.
وقد عبّرت وزارة الثقافة ومؤسسات فنية إماراتية عن حزنها العميق، مؤكدة أن الراحلة ستبقى حاضرة في وجدان الفن الخليجي، وأن أعمالها ستُدرّس كنموذج للمرأة الخليجية الرائدة التي جمعت بين الموهبة والرسالة والهوية.
رحلت رزيقة الطارش، لكن صوتها باقٍ… في الأثير، على الشاشة، وفي قلوب من أحبوها. برحيل رزيقة الطارش، فقدت الإمارات إحدى رائدات الفن الأصيل، وودّع الجمهور صوتًا شكّل ذاكرته منذ الطفولة، ورافقه في مراحل حياته المختلفة. هي ليست فقط ممثلة أو كاتبة، بل صوت مجتمعي صادق، وثق بصوته تحولات الإمارات من البدايات البسيطة إلى النهضة المعاصرة.
انتقلت إلى رحمة الله تعالى الغالية النجمة الكبيرة الإماراتية رزيقة الطارش أم سيف فتعازينا إلى اسرتها وإلى الأسرة الفنية الخليجية سائلين المولى عز وجل أن يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته وأن يلهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان .
إنا لله وإنا إليه راجعون #الإمارات pic.twitter.com/wkImewBiGt— A H L A M ~ ♥️ ~ أحلام (@AhlamAlShamsi) July 4, 2025