القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
رضوى الشربيني، عادت الإعلامية رضوى الشربيني لتتصدر المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ردها غير المباشر والساخر على تصريحات الفنان أحمد العوضي، التي وصفها خلالها بأنها “ست كبيرة بركة وطيبة”. ورغم أن وصف العوضي جاء في إطار الاحترام، فإن تعليق رضوى فتح بابًا واسعًا للنقاش، وأعاد إلى الواجهة الجدل حول مفهوم النجاح، والاعتراف بالفضل، وحدود التصريحات العلنية بين النجوم.
رضوى الشربيني ترد بطريقتها الخاصة
لم تمر تصريحات أحمد العوضي مرور الكرام على رضوى الشربيني، التي اعتادت مخاطبة جمهورها بلغة مباشرة ممزوجة بالسخرية الذكية. وعبر حسابها على “فيسبوك”، علّقت قائلة:
“لما تبقى 40 سنة وأنا 44 وتقول عليا ست كبيرة وبركة، يبقى أكيد تقصد فرق المقامات.. لو كده مقبولة منك يا ضنايا”.
هذا التعليق القصير كان كفيلًا بإشعال موجة من التفاعل، حيث رأى البعض أنه رد ذكي خفيف الظل، بينما اعتبره آخرون رسالة مبطنة تحمل أكثر من معنى، خاصة في ظل الخلفية التي سبقت هذا التبادل الكلامي.
بداية القصة.. تصريحات أحمد العوضي
تعود جذور الجدل إلى بث مباشر أجراه الفنان أحمد العوضي عبر “فيسبوك”، تحدث خلاله بثقة كبيرة عن مكانته الفنية، مؤكدًا تصدره قائمة الفنانين الأعلى أجرًا والأكثر مشاهدة في مصر. وأشار إلى نجاح مسلسله الأخير “فهد البطل” خلال عامي 2024 و2025، معتبرًا أن هذا النجاح يبرر أجره المرتفع.
تصريحات العوضي حملت نبرة اعتزاز واضحة بالنفس، وهو ما رآه البعض حقًا مشروعًا بعد نجاح متواصل، فيما اعتبره آخرون مبالغة أو افتقارًا للتواضع، ما مهّد الطريق لدخول رضوى الشربيني على خط النقاش.

رضوى الشربيني وانتقاد فكرة “الأعلى”
في أول رد لها، لم تذكر رضوى الشربيني اسم أحمد العوضي بشكل مباشر، لكنها نشرت تعليقًا حمل رسالة واضحة حول مفهوم النجاح، قائلة إن من يتحدث عن كونه الأعلى في الاسم والأجر، عليه أن يتذكر من ساعده ودعمه في الطريق. وأكدت أن “مفيش حد أعلى غير ربنا”، مشددة على أن القيم والتربية تنعكس في طريقة حديث الإنسان عن نفسه.
هذا الطرح لامس شريحة واسعة من الجمهور، خاصة أن رضوى اشتهرت خلال مسيرتها الإعلامية بالدفاع عن المبادئ، وتسليط الضوء على الجانب الأخلاقي في العلاقات الإنسانية، سواء كانت عاطفية أو مهنية.
احترام متبادل ولكن…
رد أحمد العوضي لم يتأخر، إذ حرص على تهدئة الأجواء مؤكدًا احترامه الكامل لرضوى الشربيني، واصفًا إياها بأنها “ست كبيرة بركة وطيبة”. ورغم أن عبارته حملت في ظاهرها تقديرًا واضحًا، إلا أن رد رضوى الساخر أعاد الجدل مرة أخرى، وفتح باب التأويل حول دلالة الوصف، خاصة مع الإشارة إلى فارق السن البسيط بينهما.
رضوى الشربيني.. شخصية لا تمر مرور الكرام
ليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها رضوى الشربيني نقاشًا واسعًا بتصريحاتها. فالإعلامية المعروفة ببرنامجها الجريء، بنت حضورها على الصراحة، وعدم المجاملة، والقدرة على تحويل المواقف اليومية إلى قضايا رأي عام. ولهذا، فإن أي تعليق يصدر عنها غالبًا ما يُقرأ بأكثر من زاوية.
في هذه الأزمة، رأى مؤيدوها أنها دافعت عن قيمة التواضع، ورفضت لغة “الأنا” المفرطة، فيما اعتبر منتقدوها أنها ضخّمت الأمر، وكان يمكنها تجاهل التصريحات دون الدخول في سجال علني.
انقسام الجمهور بين الدعم والانتقاد
تفاعل الجمهور مع الأزمة بشكل لافت، حيث انقسمت الآراء بين فريق يرى أن رضوى الشربيني قالت ما يفكر فيه كثيرون، وأن ردها جاء ذكيًا وغير هجومي، وفريق آخر اعتبر أن أحمد العوضي من حقه الاحتفاء بنجاحه، طالما أنه لم يسيء لأحد بشكل مباشر.
هذا الانقسام يعكس حالة عامة في الوسط الفني والإعلامي، بين من يفضلون التواضع في التعبير عن الإنجازات، ومن يرون أن النجاح يجب الإعلان عنه دون مواربة.
رضوى الشربيني بين الجرأة والتأثير
ما لا يمكن إنكاره هو أن رضوى الشربيني نجحت مرة أخرى في جذب الأنظار، وتأكيد قدرتها على التأثير في النقاشات العامة. فهي لا تكتفي بنقل الآراء، بل تصنع حالة جدلية تفرض نفسها على الساحة، سواء اتفق معها الجمهور أو اختلف.

وربما يكمن سر حضورها القوي في قدرتها على المزج بين السخرية والرسالة الأخلاقية، ما يجعل تصريحاتها مادة خصبة للنقاش والتداول.
في النهاية، تبدو أزمة رضوى الشربيني وأحمد العوضي نموذجًا لصراع الأفكار أكثر منها خلافًا شخصيًا. هي مواجهة غير مباشرة بين خطاب يحتفي بالنجاح الفردي، وخطاب يطالب بالامتنان والتواضع. وبين هذا وذاك، تبقى رضوى الشربيني اسمًا حاضرًا بقوة، قادرة بكلمات قليلة على إشعال نقاش واسع، وفرض نفسها كصوت لا يمكن تجاهله في المشهد الإعلامي المصري.
