القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
رمضان صبحي، في تطور صادم هز الوسط الرياضي المصري، أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمًا بالحبس لمدة عام مع الشغل ضد لاعب كرة القدم الشهير رمضان صبحي، نجم نادي بيراميدز، على خلفية اتهامه في قضية تزوير محررات رسمية داخل أحد معاهد السياحة والفنادق بمنطقة أبو النمرس. الحكم جاء ليضع مسيرة لاعب دولي سابق تحت المجهر، ويثير موجة واسعة من الجدل حول مستقبل واحد من أبرز الأسماء الكروية في السنوات الأخيرة.
رمضان صبحي أمام القفص: لحظة انهيار
شهدت قاعة المحكمة مشهدًا إنسانيًا مؤثرًا، بعدما انهار رمضان صبحي داخل القفص فور سماع الحكم، وسط حالة من الصدمة سيطرت عليه وعلى فريق دفاعه. اللاعب بدا غير قادر على استيعاب القرار، خاصة بعد أن كان قد أُخلي سبيله في وقت سابق بكفالة مالية قدرها 100 ألف جنيه.
هيئة المحكمة كانت قد أمرت في جلسة سابقة بالتحفظ على رمضان صبحي وحبسه احتياطيًا لحين النطق بالحكم، وهو ما مهد للأجواء المشحونة التي خيّمت على جلسة الفصل في القضية.
تفاصيل القضية التي أطاحت برمضان صبحي
تعود وقائع القضية إلى اتهام رمضان صبحي وآخرين بتزوير محررات رسمية داخل أحد معاهد السياحة والفنادق بمدينة أبو النمرس. التحقيقات كشفت عن واقعة مثيرة، بعد ضبط شخص يؤدي الامتحان بدلًا من اللاعب داخل المعهد.
الشرطة ألقت القبض على هذا الشخص في مايو الماضي، وخلال التحقيقات اعترف بشكل صريح بأنه دخل لجنة الامتحان مقابل مبلغ مالي حصل عليه من رمضان صبحي، لأداء الامتحان نيابة عنه. هذا الاعتراف كان نقطة التحول الأبرز في القضية، وأسهم في إحالة اللاعب للمحاكمة الجنائية.

رمضان صبحي بين النيابة والمحكمة
النيابة العامة كانت قد قررت في مرحلة سابقة إخلاء سبيل رمضان صبحي بكفالة، قبل أن تُحيله لاحقًا للمحكمة الجنائية المختصة بعد اكتمال التحقيقات. ومع تصاعد الأدلة، بات موقف اللاعب القانوني أكثر تعقيدًا، وصولًا إلى صدور الحكم بالحبس.
القضية فتحت نقاشًا واسعًا حول مسؤولية النجوم الرياضيين، ومدى التزامهم بالقانون خارج المستطيل الأخضر، خاصة أن اسم رمضان صبحي كان دائمًا مرتبطًا بالأضواء والشهرة.
حضور عائلي ورياضي داعم لرمضان صبحي
جلسة المحاكمة شهدت حضورًا لافتًا من أسرة رمضان صبحي، الذين بدت عليهم علامات القلق والانكسار. كما حرص عدد من زملائه في نادي بيراميدز على التواجد دعمًا له، من بينهم شريف إكرامي شقيق زوجته، إضافة إلى علي جبر ومحمد رضا “بوبو”.
هذا الحضور عكس حجم الصدمة داخل أروقة النادي، وأظهر التضامن الإنساني مع اللاعب، رغم خطورة الموقف القانوني الذي يواجهه.
رمضان صبحي وسجل الأزمات المتتالية
لم تكن هذه القضية الأولى التي يواجه فيها رمضان صبحي أزمات خارج الملعب. ففي وقت سابق، قررت المحكمة الرياضية الدولية إيقافه لمدة أربعة أعوام بسبب التلاعب في عينة منشطات، وهي عقوبة تركت أثرًا كبيرًا على مسيرته الاحترافية، وأثارت جدلًا واسعًا حينها.
تتابع هذه الأزمات أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول إدارة اللاعب لمسيرته، والقرارات التي اتخذها في لحظات مفصلية من حياته الرياضية.
مسيرة رمضان صبحي من القمة إلى العاصفة
انضم رمضان صبحي إلى صفوف نادي بيراميدز في صيف عام 2020 قادمًا من نادي هيدرسفيلد الإنجليزي، في صفقة اعتُبرت حينها واحدة من أبرز الانتقالات. اللاعب، الذي كان يُنظر إليه كأحد أكثر المواهب المصرية إثارة، نجح في تحقيق إنجازات مع الفريق.
قاد بيراميدز للتتويج بلقب كأس مصر موسم 2023-2024، ثم دوري أبطال إفريقيا موسم 2024-2025، ليُسجل اسمه ضمن قائمة اللاعبين الذين أسهموا في صناعة تاريخ جديد للنادي.
ماذا بعد حكم الحبس على رمضان صبحي؟
الحكم بالحبس لمدة عام مع الشغل يضع مستقبل رمضان صبحي في مهب الريح. فإلى جانب الأثر القانوني، هناك تبعات رياضية كبيرة قد تؤثر على استمراره مع بيراميدز، وعلى صورته لدى الجماهير والرعاة.
الشارع الرياضي انقسم بين من يرى أن القانون يجب أن يُطبق على الجميع دون استثناء، وبين من عبّر عن حزنه لسقوط لاعب موهوب كان يُعوّل عليه كثيرًا داخل وخارج الملاعب.

رمضان صبحي وقسوة السقوط من القمة
قضية رمضان صبحي تحولت إلى درس قاسٍ في أن النجومية لا تحمي أصحابها من المساءلة، وأن أي خطأ خارج الملعب قد يكون ثمنه أفدح من خسارة مباراة أو بطولة. من لاعب دولي سابق وأحد أبرز الأسماء في الكرة المصرية، إلى متهم يصدر بحقه حكم بالحبس، مشهد يلخص قسوة التحولات في عالم الشهرة.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تكون هذه القضية نهاية فصل في مسيرة رمضان صبحي، أم بداية لمحاولة جديدة للنهوض بعد السقوط؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف مصير لاعب خطف الأضواء طويلًا، قبل أن يجد نفسه في مواجهة أقسى اختبار في حياته.
