سوريا – السابعة الاخبارية
رنا الحريري، في زمنٍ باتت فيه الحياة الخاصة عرضةً للجدل العام، لم تمرّ منشورات الكاتبة السورية رنا الحريري وطليقة الفنان باسم ياخور على شبكات التواصل الاجتماعي مرور الكرام، حيث واجهت مؤخرًا موجة من الانتقادات بعد نشرها محتوى بسيطًا عن الطبخ وتنظيف المنزل. ومع أن ما شاركته لم يتجاوز فيديو لتحضير “فتّة الحمص” وبعض المشاهد اليومية في المنزل، إلا أن بعض المتابعين رأوا في ذلك انتقاصًا من مكانتها ككاتبة وفنانة، مما استدعى ردًا مباشرًا منها، حمل لهجة صريحة وواضحة.
رنا الحريري من مطبخ المنزل إلى واجهة الانتقاد
رنا الحريري، التي لطالما عُرفت بإطلالتها المتزنة على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت مؤخرًا مقطع فيديو على صفحتها الرسمية يظهر لحظات عادية من يومها، بينها تحضير طبق “فتّة الحمص” وتنظيف الغبار عن الأثاث. المشهد الذي بدا للكثيرين عاديًا وواقعيًا، استُقبل من البعض بانتقادات لاذعة، بعضها تمحور حول رأيهم بأن هذا المحتوى لا يليق بواحدة من أبرز الكاتبات السوريات المعاصرات، والتي سبق وشاركت في أعمال ناجحة بالدراما العربية.
View this post on Instagram
وتعليقًا على هذه الانتقادات، قامت رنا بنشر مجموعة من الرسائل التي وصلتها على حسابها، والتي تضمنت عبارات استهجانية وسخرية من قيامها بمشاركة لحظات حياتها اليومية “العادية”، بدلًا من التركيز على المحتوى الفني أو الكتابي كما يتوقع البعض منها.
View this post on Instagram
“أنا إنسانة قبل كل شيء”
ردّ رنا الحريري لم يكن انفعاليًا، بل حمل نبرة هادئة وواثقة. وقالت في منشور توضيحي عبر صفحتها على “فيسبوك”:
“أنا بكتب، وبشتغل، وبطبخ، وبهتم بأعمال البيت، وبتسلّى، وبسافر… أنا إنسانة قبل كل شي، وما بختصر نفسي بصفة أو تعريف معيّن”.
وأوضحت أن صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي هي صفحات شخصية، لا مهنية، لذلك من الطبيعي أن تعكس حياتها اليومية كما هي، بما فيها من عمل منزلي، ومهام طبيعية تقوم بها كسيدة تعيش حياتها بشكل طبيعي خارج دائرة الأضواء.
وأضافت:”ما بتذكّر إني بحياتي نشرت سيناريو كتبته مثلاً، وأصلاً، حقوق الملكية الفكرية بتمنعني أنشر أي شي من أعمالي، لأنها بتصير ملك للشركات يلي بتشتريها وبتنتجها”.
ما بين الشخصية والمهنية
لفتت الحريري في حديثها إلى نقطة مهمة وهي الفرق بين حياتها المهنية والشخصية. فرغم أن الجمهور يتابعها بناءً على شهرتها ونجاحاتها، إلا أن هذا لا يعني أنها مُلزمة بمشاركة كل ما له طابع مهني فقط، ولا يمنعها من الظهور كإنسانة تمارس هواياتها وواجباتها اليومية.
وتابعت في منشورها:
“إذا كنتوا عم تكتبولي حرصاً وخوفاً على مستقبلي المهني، أنا بشكركم، وبتمنّى يكون هاد التوضيح كافي لتتطمّنوا”.
كلماتها عكست قناعة راسخة بأن العمل في المجال الفني أو الإبداعي لا يُجرد الإنسان من حياته الخاصة، ولا يمنعه من ممارسة الأنشطة اليومية التي يمارسها أي فرد آخر، سواء كان ذلك في الطبخ، أو ترتيب المنزل، أو حتى مشاركة لحظات التسلية.
النقد العلني والرد العلني
وفي خطوة لافتة، نشرت الحريري بعض التعليقات المسيئة التي وصلتها، موضحة سبب نشرها بهذه الطريقة، حيث قالت:
“ملاحظة: سمحت لحالي أنشر بعض التعليقات بهالطريقة لأن أصحابها كتبوها بشكل علني على الفيديو الأخير بصفحتي العامة على فيسبوك”.
وكأنها بذلك ترد على منتقديها بلغة الشفافية الكاملة، مؤكدة أنها لا تهاب المواجهة، ولكنها في الوقت نفسه تفضل الرد الهادئ على التصعيد.
ما بعد الطلاق… وضوء مختلف
يُذكر أن رنا الحريري كانت قد انفصلت مؤخرًا عن النجم السوري باسم ياخور بعد سنوات طويلة من الزواج، وكانا قد شكّلا واحدًا من أنجح الثنائيات الفنية في الوسط السوري. ومنذ الانفصال، لاحظ الجمهور تحولًا ملحوظًا في طبيعة منشوراتها، حيث أصبحت تُظهر جانبًا أكثر حيوية وحرية من حياتها الشخصية.
ومع أن البعض يرى في هذا الانفتاح خطوة جريئة، إلا أن البعض الآخر يجد فيها خروجًا عن المألوف، خصوصًا عندما تأتي من شخصية عامة يُفترض أنها تركز على المحتوى المهني أو القضايا الفنية.
لكن رنا الحريري لا تبدو منشغلة بهذا النوع من الجدل، بل تمضي قدمًا في التعبير عن ذاتها كما تشاء، ضمن حدود احترامها لجمهورها ولقيمها الشخصية.
كاتبة.. وأم.. وإنسانة
في نهاية المطاف، لم تُظهر رنا الحريري في ردّها سوى قناعة بسيطة لكنها عميقة: أن الشهرة لا تلغي الإنسانية. وأنها ككاتبة وفنانة تستطيع في الوقت نفسه أن تكون أمًا، وطباخة ماهرة، وسيدة تهتم ببيتها، وتشارك هذه اللحظات كما تشاء، دون أن يكون ذلك تناقضًا أو انتقاصًا من قيمتها.
فكما قالت بنفسها:
“أنا لا أختصر نفسي بصفة أو تعريف واحد”.
وفي زمن تتداخل فيه الحياة الرقمية مع الشخصية، قد يكون ما فعلته رنا الحريري رسالة مهمة لكل من يعيش تحت الضوء: أن تكون نفسك هو أعظم أدوارك على الإطلاق.