الإمارات – السابعة الاخبارية
روبوت ليجند، في مشهد ينبض بالتقدم والابتكار، أثار روبوت ليجند متعدد المهام المعروض من قبل مجموعة ليجند القابضة إعجاب زوّار الجناح الإماراتي في المعرض العالمي للتجارة الرقمية المقام في الصين، ليصبح رمزًا لمدى ريادة الإمارات في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. فمن خلال قدرات روبوتية تجمع بين الأمن، وخدمة الأفراد، والإطفاء، ونقل المنتجات، إلى جانب تفاعله الحي مع الجمهور، تأكَّد الزائرون أن التكنولوجيا تؤسس اليوم لمرحلة جديدة في العلاقة بين الإنسان والآلة.
روبوت ليجند رسالة الإمارات إلى العالم
عندما دخل الزوّار الجناح الإماراتي في المعرض، وجدوا أمامهم روبوتًا يتجاوز فكرة الجهاز الثابت أو العرض البصري، ليظهر وكأنه كيان حيّ يتنفس ويتحرك، يحدّث الحضور بالإيماءات، يتواصل بلغة الإشارة، بل وينطق بعض الكلمات بالصينية. وقد مثل هذا الروبوت، المعروض تحت مظلة مجموعة “ليجند”، رسالة قوية إلى العالم: أن الإمارات لم تعد فقط متلقيّة للتكنولوجيا، بل صانعة ومُطوّرة لها، تسعى لتوطين الذكاء الاصطناعي ضمن منتجات الخدمة اليومية. في هذا المعرض، بدا أن الروبوت ليس مجرد جهاز عرض، بل سفير رقمي يبتكر لغة بين الثقافات واللغات.
وفي حفل الافتتاح، حضر كبار الشخصيات من الجانبين الإماراتي والصيني، واستمعوا إلى عرض مفصل عن تكنولوجيا الروبوت وكيفية تطويره، والدور الذي يُنتظر أن يلعبه في المستقبل في توجيه الإنسان نحو بيئة ذكية أكثر أمانًا وراحة. لقد لمّح العرض إلى أن هذه التكنولوجيا ليست مجرد تجارب معملية، بل حلول واقعية ستدخل إلى المدن، ليتم دمجها في إدارة الأزمات، الخدمات العامة، والتنقل الذكي.
قدرات روبوتية متعددة في جهاز واحد
ما يميز هذا الروبوت أنه لا يقتصر على مهمة واحدة، بل هو جهاز شامل يجمع بين وظائف شتى، ما يجعله أداة مثيرة للاهتمام في عالم الذكاء الاصطناعي:
- مهمات أمنية ومراقبة: حيث يمكنه الدوران ضمن مساحة ما، رصد النشاطات المشبوهة، مراقبة الأفراد، وإبلاغ السلطات عند الحاجة.
- مهام الإطفاء الطارئة: يضم قدرات ميدانية للتعامل مع الحرائق، إنطلاقًا من استشعار الأدخنة أو اللهب، إلى توجيه دفقات إطفاء أو التعاون مع فرق الإطفاء الأخرى.
- خدمة الأفراد: يتفاعل مع الزوار بترحيب ومرافقة، يجيب عن الأسئلة البسيطة، يوجه إلى الاتجاهات داخل المعرض، يتحدث بلغة الإشارة للتواصل مع ذوي الحاجات الخاصة، ويستخدم بعض الكلمات بالصينية للترحيب والتقريب.
- نقل المنتجات واللوجستيات الخفيفة: يمكنه نقل الطرود أو المستلزمات داخل مناطق المعرض، كما قد يُطبَّق لاحقًا في سلاسل داخل المدن الذكية لتوصيل الطلبات الصغيرة أو الأدوية.
كل هذه الوظائف في روبوت واحد تعبّر عن مدى الطموح في توحيد قدرات متعددة في جهاز واحد يمكن تكييفه حسب الحاجة، بدلاً من استخدام أجهزة متخصصة لكل مهمة. وهذا النموذج المتعدد يجعل المشروع قابلاً للتطبيق في مجالات مدنية عديدة مثل الأمن الحضري، المستشفيات، المعارض، الموانئ، والمناطق الحضرية الذكية.
التفاعل الحيّ: من الإيماءات إلى اللغة المنطوقة
ما كان لافتًا للغاية هو أن الروبوت لم يعش كجسم ميكانيكي جامد، بل تفاعل مع الزوّار بطريقة شبه إنسانية: قدم الترحيب، أشار بلغة الإشارة، ورّد على الحضور ببعض الكلمات بالصينية، ما أثار إعجاب الحضور من مختلف الجنسيات. هذا النوع من التفاعل يبرز عنصرين مهمين:
- جذب الجمهور والانبهار: فحين يرى الزوار آلة “تتكلم” وتُشير، يختبرون دهشة تسجيلية تربطهم بالابتكار مباشرة، وتحوّل الروبوت من قطب جذب بصري إلى تجربة تفاعلية تُحاكي الحواس.
- إمكانية التكيُّف الثقافي: بالنطق بكلمات قليلة بالصينية، تُظهر إمكانات التعديل اللغوي والفوري للروبوت، بحيث يمكن تكييفه بسهولة حسب لغات الجمهور المحلي أو البيئة التي يعمل فيها.
كما أن استخدام لغة الإشارة يُعد خطوة مهمة لتعزيز الشمول، وجعل التكنولوجيا متاحة لشرائح كبيرة من الناس، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، مما يعكس وعي المؤسسات بدور التكنولوجيا في التمكين وليس الحصر.
حكاية التطوير والرؤية المستقبلية
خلال الجلسة الافتتاحية في جناح الإمارات، عرضت شركة “ليجند” تاريخ المشروع، ومراحل التكوُّن، وكذا مراحل التجربة والاختبار، إلى جانب الرؤية الطموحة للتوسع مستقبلاً. تحدث المسؤولون عن كيف بدأت الفكرة كمشروع بحثي محدود، ثم انتقلت إلى تجارب ميدانية، وتطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي والتحكم الحركي، وإدخال تقنيات الاستشعار الصوتي والبصري. كما عرضوا بعض الإصدارات الأولية والتعديلات التي خضعت لها الروبوتات حتى وصلت إلى النسخة المعروضة.
ولم يقتصر العرض على القدرات الحالية، بل تضمن رؤى لما بعد ذلك: مدن ذكية تُدار جزئيًا بواسطة هذه الأجهزة، تدخل في استجابة الحوادث، التنقل الآلي، والاشتراك في المهام اليومية مع الإنسان. وقد أكد المتحدثون أن المشروع لا يهدف إلى استبدال البشر، بل إلى مرافقتهم، تقوية قدراتهم، وتخفيف الأعباء المادية والنفسية عنهم.
وهنا تكمن قيمة الروبوت المعروض: أنه ليس مجرد استعراض، بل نموذج أولي يُمكن البناء عليه، وتعديله، وتطويره، ليصبح جزءًا من النظام التكنولوجي الوطني، وربما يُنتج محليًا مستقبلاً ليُصدَّر إلى دول أخرى.
الإمارات: منصة للابتكار والتصدير التكنولوجي
إن ظهور هذا الروبوت في المعرض العالمي في الصين لا يرمز فقط إلى ترويج تكنولوجي، بل إلى مكانة الإمارات كمنصة ابتكار وتصدير تكنولوجي. فبدلاً من أن تقتصر الدولة على استيراد الأجهزة الذكية من الخارج، فإنها تعرض اليوم قدراتها في الإبداع المحلي، وتعلن أنها قادرة على التنافس في سوق الذكاء الاصطناعي الدولي.
كما أن هذه المشاركة تُعد إشعارًا إلى الشركات العالمية بأن الإمكانات في الإمارات تتجاوز المال والهيئات؛ هناك خبراء ومؤسسات قادرة على تطوير الأجهزة التي تُضاهي منتجات الأسماء العريقة. كما تعكس أيضًا توجّه الدولة نحو الاستدامة الرقمية، والتكنولوجيا الخضراء، والمدن الذكية، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي كأساس للتطور الاقتصادي الحديث.
وبالنظر إلى أن المعرض العالمي للتجارة الرقمية يُعد منصة ضخمة تجمع صناع التكنولوجيا، المستثمرين، والمبتكرين من أنحاء العالم، فإن وجود روبوت إماراتي متقدّم فيه يُمثّل دعوة ضمنية للتعاون، ولتوقّعات بأن الإمارات ستكون لاعبًا تنفيذيًا في مستقبل التقنيات الذكية.
أثر الروبوت على الجمهور والإعلام
لم يمر الحدث مرور الكرام؛ بل تناول الإعلام الصيني والدولي التجربة، ووُصِف الروبوت بأنه نقطة جذب، وموضوع نقاش في الصحف التقنية. وقد كتب بعض المشاركين أن الجهاز “أخذ الأضواء من بعض العارضين التقليديين”، وأنه شكّل حديث الزوار في المعرض.
كما عبّر بعض الزوار عن إعجابهم بأن دولة خليجية صغيرة في المساحة تعرض جهازًا بقدرات مشابهة لتلك التي تُطوّرها الشركات العملاقة. وقد شارك عدد من الحضور صورًا ومقاطع فيديو للروبوت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما وسّع دائرة الانتشار الإعلامي للتجربة خارج أسوار المعرض، وبثّ صورة ذهنية قوية للإمارات كدولة تتقدّم على خط التقنيات المستقبلية.
تحديات وفرص أمام المشروع
رغم الإعجاب الواضح الذي أحاط بالروبوت، يبقى المشروع في مرحلة تتطلب الكثير من العمل لضمان جدواه العملية:
- الكلفة والصيانة: الأجهزة المتقدمة غالبًا ما تتطلب صيانة دقيقة وقطع غيار متخصصة، ما قد يزيد من تكلفة التشغيل.
- التكامل مع البنية التحتية: لكي يعمل الروبوت بكفاءة في مدينة ذكية، يجب أن يكون متصلاً بنظم الاتصالات والبنى التحتية (مثل الإنترنت، الحساسات الحضرية، قواعد البيانات).
- السلامة والأمان: في مهمات مثل الإطفاء أو التنقل في أماكن مزدحمة، يجب أن يكون الجهاز موثوقًا وآمنًا، مع برمجيات كافية لتجنّب الاصطدامات أو الأخطاء.
- القبول الاجتماعي: التكنولوجيا الجديدة قد تلقى مقاومة من بعض الفئات، سواء بسبب الخوف من استبدال البشر أو الشك في قدرات الذكاء الاصطناعي.
- التطوير المستمر: لا بد من صقل التجربة، وجمع البيانات، وتحسين الخوارزميات باستمرار، وربط الروبوت بتعلمه الذاتي لتطوير الأداء مع الوقت.
لكن التحديات لا تقف كعوائق، بل كفرص للتعاون والشراكات الدولية للتطوير، ولإقامة مشاريع تجريبية في الإمارات تضم هذا النوع من الأجهزة في الأحياء والحالات الحقيقية.
خاتمة: من معرض الصين إلى مدن الإمارات الذكية
اليوم، يقف ذلك الروبوت في جناح الإمارات في الصين كرمز لتطلعات كبيرة، لم تزل في بداياتها، لكنها تُوضع بحذر وقوة في سياق التحول الرقمي العالمي. يرسّخ هذا العرض فكرة أن المستقبل ليس مجرد وعود، بل أدوات حية تتلوّن بالحياة والتفاعل.
وفي الأيام المقبلة، ستُقاس قيمة هذا الابتكار ليس فقط بعدد الزوار الذين اختلفوا بالتصفيق أو التقاط الصور، بل بمدى قدرته على الانتقال من العرض إلى الميدان. هل سترى مدن الإمارات قريبًا أجهزة مثل هذا الروبوت تعمل في الشوارع، تساعد في الإطفاء أو التوجيه أو المرافقة الذكية؟ إنّ ذلك ليس خيالًا بعيدًا، بل رؤية يمكن أن تتحول إلى واقع قريب، والروبوت المعروض في الصين قد يكون خطوة أولى في هذا المسار الطويل، الذي تراه الإمارات مدخلاً لتثبيت مكانتها في مركز الثورة الصناعية الرقمية القادمة.
إذا أحببت، أستطيع أن أُعدّ لك نسخة أقصر مناسبة للنشر الإعلامي أو مقالًا بصيغة خبرية مختصرة، لتتمكَّن من استخدامه في منصات الأخبار أو المواقع الإخبارية. هل أعدّها لك الآن؟