برشلونة – السابعة الاخبارية
روني بردغجي، اقترب نادي برشلونة الإسباني من إتمام صفقة من العيار الثقيل بضم النجم الشاب روني بردغجي، الملقب بـ”ميسي الجديد”، قادماً من نادي كوبنهاغن الدنماركي، في خطوة تعكس توجه إدارة النادي الكتالوني نحو إعادة بناء الفريق من خلال الاستثمار في المواهب الصاعدة.
ويحمل بردغجي أصولًا سورية، وقد وُلد في الكويت، ويُعد أحد أبرز الأسماء الصاعدة في كرة القدم الأوروبية، بعدما لفت أنظار كبار الأندية بموهبته اللافتة رغم صغر سنه.
روني بردغجي .. مفاوضات متقدمة والاتفاق يقترب
بحسب ما أوردته تقارير صحافية إسبانية، فقد عقد ديكو، المدير الرياضي لنادي برشلونة، اجتماعًا خاصًا مع وكيل أعمال بردغجي يوم الخميس في مدينة برشلونة، لمناقشة إمكانية التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، بدلاً من الانتظار حتى ديسمبر المقبل، موعد نهاية عقده مع كوبنهاغن.
ويرى مسؤولو برشلونة في اللاعب فرصة ذهبية، نظراً لوضعه التعاقدي وسعره المنخفض مقارنة بموهبته الكبيرة، وهو ما يجعل الصفقة مغرية من الناحية الاقتصادية والفنية، خاصة مع حاجة الفريق لتدعيم خط الهجوم بعناصر شابة وقادرة على التطور.
من الكويت إلى السويد.. رحلة موهبة لا تعرف الحدود
روني بردغجي وُلد عام 2005 في دولة الكويت، بعد أن التقى والداه في مدينة حلب السورية، حيث انتقل والده للعمل في الكويت واستقر هناك لسنوات. في تصريحات لمنصة “ذا أثلتيك”، قال روني إنه كان ينام ومعه كرة القدم، بينما كان أقرانه ينامون بجوار الألعاب العادية. حتى أن والده استأجر له ملعبًا وهو في سن الثالثة، ليمنحه مساحة للتمرن منذ الصغر.
وفي عام 2012، قررت عائلته – والدته وشقيقه – الهجرة إلى مدينة كالينغه جنوب السويد، في رحلة طويلة قطعت خلالها أكثر من 3500 ميل بحثًا عن مستقبل أفضل. هناك، كوّن روني صداقاته الأولى من خلال كرة القدم، وتعلم اللغة السويدية في أقل من ثلاثة أشهر.
موهبة مبكرة.. وخطوة توتنهام الأولى
في سن الثانية عشرة، بدأ بردغجي يُلفت الأنظار، فخضع لتجربة في نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، وهناك أظهر إمكانياته بشكل مبهر، حيث سجّل ثلاثة أهداف وصنع هدفين في مباراة ودية أمام إبسويتش تاون انتهت بفوز ساحق 6-1.
قال عن تلك التجربة:
“كانت تجربة رائعة حقاً. أن أكون في نادٍ كبير مثل توتنهام، وأن أرى كيف تسير الأمور خارج السويد، منحني دافعاً كبيراً”.
كوبنهاغن.. الانطلاقة الحقيقية
في عامه الخامس عشر، انتقل روني من نادي مالمو السويدي إلى كوبنهاغن، أحد أكبر الأندية في الدنمارك. وهناك بدأ في إثبات نفسه سريعاً، فسجل 12 هدفًا في 49 مباراة بالدوري المحلي، وأصبح لاعباً أساسياً رغم صغر سنه.
كانت لحظته الأبرز في دوري أبطال أوروبا 2023–2024، حين سجل هدفًا رائعًا في مرمى مانشستر يونايتد، وهو في السابعة عشرة فقط، في مباراة لا تُنسى أذهلت الجماهير الأوروبية، وأكدت أن هذا الشاب يملك مستقبلًا كبيرًا.
الإصابة.. اختبارٌ صعب وعودة قوية
مسيرة روني لم تخلُ من المصاعب، فقد تعرض لإصابة قوية في الرباط الصليبي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، وهو أمر قد يؤثر على أي لاعب في بداية مسيرته. لكن اللاعب الشاب عاد إلى الملاعب في مارس الماضي بعد فترة تأهيل طويلة، وسط تأكيدات طبية من نادي برشلونة بأن حالته البدنية ممتازة وأنه تعافى بشكل كامل.
هذه العودة رفعت أسهمه مجددًا، خاصة مع العروض التي بدأ يتلقاها من أندية النخبة.
اهتمام من الكبار.. وبرشلونة الأقرب
أداء بردغجي اللافت جعله محط اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، من بينها ريال مدريد، تشيلسي، يوفنتوس، وباير ليفركوزن. ومع ذلك، يبدو أن برشلونة هو من تحرك بشكل أكثر جدية وسرعة، ويملك الأسبقية بفضل التواصل المبكر مع اللاعب ووكيله، إلى جانب الرغبة الواضحة في ضمه خلال فترة الصيف الحالية.
شهادات فنية تؤكد فرادته
أشاد به عدد من المدربين الذين أشرفوا عليه في مراحل مبكرة من مسيرته.
قال عنه جيفري أوبين، مدربه السابق في مالمو:
“روني يمتلك مزيجاً نادراً من التواضع، والثقة بالنفس، والمهارة. سقف تطوره هو نفسه من يحدده”.
أما فريدريك أكيسون، مدربه السابق في نادي رودبي، فقال:
“كلما لمس الكرة، يحدث شيء استثنائي. لديه لمسة نادرة تشبه الكبار”.
مشروع نجم عالمي
مع بلوغه سن 19 عاماً، ودخوله مرحلة النضج الفني، يبدو روني بردغجي مشروع نجم عالمي بكل المقاييس. يملك السرعة، والموهبة، والتوازن النفسي، إلى جانب الخبرات التي اكتسبها مبكرًا في بطولات كبرى مثل دوري الأبطال. وإذا أتم برشلونة الصفقة، فقد يكون قد خطا خطوة مهمة نحو استعادة بريقه العالمي من خلال مواهب المستقبل.