إسبانيا – السابعة الإخبارية
تشهد أسوار ريال مدريد في الأسابيع الأخيرة حالة من التوتر غير المسبوق، وسط انقسام داخلي في غرفة الملابس حول مستقبل المدرب الإسباني تشابي ألونسو، بعد سلسلة من القرارات الفنية التي لم ترق لبعض نجوم الفريق. ويبدو أن النادي الملكي يقف أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على الاستقرار الفني وضمان وحدة اللاعبين، بينما يسعى ألونسو لبناء مشروع طويل المدى للفريق.
اللاعبون في مواجهة المدرب
مصادر مقربة من النادي أكدت لحساب Madrid Universal على إكس أن عددًا من اللاعبين الكبار أصبحوا غير مرتاحين للأسلوب التكتيكي الحالي الذي يطبقه ألونسو. وبحسب المعلومات، فإن قائمة المستائين تضم أسماء بارزة مثل فينيسيوس جونيور، فالفيردي، رودريغو، إبراهيم دياز، إندريك، والمدافع فيرلان ميندي.
ويشير هؤلاء إلى أن طريقة اللعب الحالية لا تمنحهم المساحة الكافية للتعبير عن مهاراتهم، كما أن بعض القرارات الفنية أثارت تساؤلات حول أدوار اللاعبين داخل الفريق. وأضافت المصادر أن النقاشات الداخلية بدأت تتخذ طابعًا حادًا، حيث بدأ بعض اللاعبين يطالبون بالتغيير أو إعادة النظر في الطريقة التي يُدار بها الفريق على أرض الملعب.

جماعة الدعم.. صوت مؤيد للمدرب
في المقابل، هناك مجموعة من اللاعبين لا تزال تدعم المدرب الإسباني، وتشير إلى ضرورة منح المشروع الفني بعض الوقت ليؤتي ثماره. ومن أبرز هؤلاء هاوسن، كاريراس، الحارس تيبو كورتوا، أردا غولر، وحتى النجم كيليان مبابي، الذين يعتقدون أن أسلوب ألونسو قادر على إعطاء هوية واضحة للفريق إذا توفرت الظروف الملائمة، معتبرين أن الضغط المفرط على المدرب قد يضر أكثر من أن ينفع.
هذا الانقسام بين اللاعبين يضع الإدارة في موقف صعب، فهي مطالبة بموازنة مصالح اللاعبين، وضمان عدم تأثر الأداء على المستويين المحلي والدولي، خصوصًا في وقت يواصل فيه ريال مدريد المنافسة على جبهات متعددة تشمل الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
إدارة النادي تتخذ موقف الحذر
مصادر إسبانية كشفت أن الإدارة تراقب الوضع عن كثب، وسط تصاعد الأصوات المطالبة بإجراء تغيير فني. وقالت المصادر إن هناك نقاشات حادة داخل المكتب التنفيذي حول قدرة ألونسو على الحفاظ على وحدة غرفة الملابس وإدارة النجوم الذين يمتلكون شخصيات قوية ومستويات فنية عالية.
وعلى الرغم من تصاعد الضغوط، لم يتم اتخاذ أي قرار رسمي حتى الآن، إلا أن كل المؤشرات تشير إلى أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل المدرب ومشروعه الفني في النادي الملكي.
مخاطر الانقسامات على النتائج
يشير الخبراء إلى أن أي انقسام داخلي في فريق كبير مثل ريال مدريد قد يكون له تأثير مباشر على النتائج في المباريات، خصوصًا في البطولات الكبرى. فاللاعبون الذين يشعرون بعدم الرضا عن أسلوب المدرب قد يعانون على أرض الملعب، بينما قد يواجه المدرب صعوبة في فرض الانضباط والتوازن بين الفريق، ما يجعل المرحلة المقبلة اختبارًا صعبًا لكل الأطراف المعنية.

المستقبل بين التغيير والاستقرار
يبقى السؤال الأكبر: هل ستستمر إدارة ريال مدريد في دعم تشابي ألونسو ومنحه الوقت الكافي لبناء فريقه، أم ستقدم على خطوة جذرية بإجراء تغيير فني سريع لتفادي أي اضطرابات إضافية؟ وبين الخيارين، هناك حاجة إلى حساسية عالية في اتخاذ القرار، لأن أي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى سلسلة من النتائج السلبية وتراجع معنويات اللاعبين.
النجوم والهوية الفنية للفريق
منذ تولي ألونسو المسؤولية، حاول أن يرسخ هوية فنية واضحة لريال مدريد، تعتمد على اللعب الجماعي وتنويع الأدوار الهجومية والدفاعية، وهو ما اعتبره البعض تحديًا كبيرًا لنجوم اعتادوا على أدوار محددة ومفتوحة أكثر على الإبداع الفردي. هذا التباين بين أسلوب اللعب المبتكر ومتطلبات النجوم يشكل الجوهر الحقيقي للخلاف الحالي.
خلاصة
مع استمرار الضغوط وارتفاع وتيرة الجدل حول العلاقة بين المدرب وبعض نجوم الفريق، تبدو الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مصير تشابي ألونسو ومستقبل المشروع الفني لريال مدريد. وبين المطالب بالتغيير ودعوات الصبر، يبقى الفريق الملكي على مفترق طرق، حيث قد تحسم الفترة القادمة أيًا من الرؤيتين: الاستمرار في بناء هوية فنية جديدة تحت قيادة ألونسو، أو العودة إلى الاستقرار عبر تعديل القيادة الفنية.

