إسبانيا – السابعة الإخبارية
في واحدة من أكثر النهايات هدوءًا لسوق انتقالات صيفية خلال السنوات الأخيرة، فاجأ عملاقا الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة الجميع بغيابهما اللافت عن الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي 2025، رغم الزخم الكبير الذي شهده السوق الأوروبي مع صفقات كبرى أبرمتها أندية إنجليزية وفرنسية وألمانية.
وفيما كانت الأعين تترقب “ضربة اللحظة الأخيرة” من أحد قطبي الكلاسيكو، جاء اليوم الأخير من السوق دون أي تحركات مفاجئة من الطرفين، ليفتح باب التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذا الصمت غير المعهود، خاصة في ظل نشاط استثنائي من أندية مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ.

ريال مدريد: القائمة مكتملة و”لا مكان للصفقات الجديدة”
رغم ارتباط اسم ريال مدريد بعدد من الصفقات المحتملة في الأيام الأخيرة من أغسطس، فإن النادي الملكي اختار إنهاء صيفه مبكرًا. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، فإن السبب الرئيسي خلف غياب مدريد عن التحركات الأخيرة هو اكتمال قائمة الفريق الأول بـ25 لاعبًا، وهو الحد الأقصى المسموح به وفق لوائح الدوري الإسباني (الليغا).
ورغم إنفاق النادي ما مجموعه 172 مليون يورو خلال شهري يوليو وأغسطس، عبر تعاقدات بارزة، أبرزها:
دين هويسين (من بورنموث) مقابل 50 مليون يورو
ترنت ألكسندر أرنولد (من ليفربول) مقابل 10 ملايين يورو فقط بعد اقتراب عقده من الانتهاء
فرانكو ماستانتونو (من ريفر بليت) مقابل 45 مليون يورو
ألفارو كاريراس (من بنفيكا) مقابل 50 مليون يورو
إلا أن عدم خروج أي لاعب احتياطي في الأيام الأخيرة حال دون إتمام صفقات إضافية، ما أجبر إدارة فلورنتينو بيريز على إغلاق الباب نهائيًا.
ومع ذلك، فإن التركيبة الحالية للنادي تبدو متوازنة وقوية، حيث يعوّل الجهاز الفني بقيادة كارلو أنشيلوتي على عمق دكة البدلاء وجودة الصفقات الجديدة لمنافسة قوية محليًا وأوروبيًا.

برشلونة: شبح الأزمة المالية يُخيم على الكامب نو
في الجهة المقابلة، لم يكن برشلونة في وضع يسمح له بالمناورة حتى لو أراد. فالنادي الكتالوني ما يزال تحت ضغط قيود اللعب المالي النظيف التي تفرضها رابطة الليغا، لا سيما “قاعدة 1:1” التي تمنع تسجيل لاعبين جدد إلا إذا تم توفير ما يعادل قيمة راتبهم من خروج لاعبين أو تخفيضات في الأجور.
نتيجة لذلك، اكتفى البارسا بثلاث صفقات خلال صيف 2025:
خوان جارسيا من إسبانيول بدفع الشرط الجزائي (25 مليون يورو)
روني بردغجي من كوبنهاغن (2.5 مليون يورو)
ماركوس راشفورد على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد مع خيار شراء بقيمة 30 مليون يورو
وبذلك، لم يتجاوز إجمالي إنفاق برشلونة 27 مليون يورو فقط، وهو رقم يعكس استمرار الأزمة الاقتصادية في النادي، رغم نجاحه الفني خلال الموسم الماضي بتحقيق الثلاثية المحلية.

عرض مفاجئ لفيرمين لوبيز.. ورفض جريء
في ختام الميركاتو، تلقى برشلونة عرضًا رسميًا من تشيلسي لضم لاعب الوسط الشاب فيرمين لوبيز مقابل 40 مليون يورو، إلى جانب راتب مغرٍ ودور أساسي في الفريق اللندني. لكن اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا رفض العرض، مفضلًا البقاء في كتالونيا، مؤكدًا التزامه بالمشروع الفني الذي يقوده تشافي هيرنانديز.
هذا القرار نال إشادة من الجماهير الكتالونية، واعتُبر رسالة واضحة بأن المشروع الرياضي لبرشلونة لا يزال يمتلك جاذبية رغم التحديات المالية.
المقارنة الرقمية: تفوق مدريدي واضح
ورغم غياب التحركات في الساعات الأخيرة، فإن ريال مدريد تفوّق على برشلونة رقميًا في الميركاتو:
المعيار | ريال مدريد | برشلونة |
---|---|---|
عدد الصفقات | 4 | 3 |
إجمالي الإنفاق | 172 مليون يورو | 27 مليون يورو |
أبرز الصفقات | أرنولد، كاريراس | راشفورد، جارسيا |
التعاقدات الحرة | لا يوجد | لا يوجد |
ورغم ذلك، يعوّل برشلونة على الاستقرار الفني للحفاظ على مستواه، بينما يراهن الريال على التدعيم المبكر وتحقيق بداية قوية في البطولات الكبرى.
ماذا بعد الميركاتو؟
مع إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية رسميًا في الساعات الأولى من 2 سبتمبر، تتجه أنظار ريال مدريد وبرشلونة إلى مراقبة سوق اللاعبين الأحرار، بالإضافة إلى الاستعدادات المبكرة لـالميركاتو الشتوي في يناير 2026، والذي قد يُعيد تحريك المياه الراكدة، خصوصًا إذا ظهرت ثغرات في التشكيلة أو تعرض بعض النجوم للإصابات.
ويبقى السؤال: هل كان هذا الهدوء في الميركاتو قرارًا تكتيكيًا ذكيًا أم فرصة ضائعة لكلا العملاقين؟ الأشهر القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
