الفلبين – السابعة الإخبارية
زلزال .. شهدت الفلبين، مساء الثلاثاء 30 سبتمبر/أيلول 2025، زلزالًا عنيفًا بلغت قوته 6.9 درجات على مقياس ريختر، هزّ مناطق واسعة من وسط البلاد، خصوصًا إقليم سيبو، مُخلّفًا أكثر من 60 قتيلًا وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى خسائر مادية جسيمة وانهيارات أرضية واسعة النطاق.
الزلزال، الذي ضرب عند حوالي الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، تسبب بحالة من الهلع بين السكان، وخصوصًا في مدينة بوجو والمناطق المجاورة، حيث أظهرت مقاطع مصوّرة حالة الذعر التي انتابت الحضور خلال فعالية ملكة جمال آسيا والمحيط الهادئ، والتي كانت تُقام في إحدى قاعات العرض في مقاطعة سيبو.

مركز الزلزال والخسائر الأولية
وفقًا للمعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل، وقع مركز الزلزال على بُعد 17 كيلومترًا شمال شرق مدينة بوجو، وهي مدينة ساحلية يقطنها نحو 90 ألف نسمة. وأكد المعهد أن الزلزال يُصنَّف ضمن فئة الهزات الأرضية القوية، مرجّحًا وقوع هزات ارتدادية في الأيام المقبلة، بعضها قد يكون محسوسًا ويخلّف مزيدًا من الأضرار.
وأشار تيرسيتو باكولكول، مدير المعهد، إلى أن “الهزة كانت قوية بما يكفي لإحداث دمار في البنى التحتية، خصوصًا في المناطق الجبلية والمعزولة التي يصعب الوصول إليها بسرعة”.
كارثة في بوجو وعمليات إنقاذ صعبة
في مدينة بوجو، حيث سُجلت أعلى نسب الدمار، لقي ما لا يقل عن 14 شخصًا حتفهم حتى صباح الأربعاء، بحسب ما أكده ريكسان يجوت، مسؤول إدارة الكوارث المحلية، الذي أشار إلى أن العدد مرشح للارتفاع مع استمرار أعمال البحث والإنقاذ.
وأضاف يجوت أن انهيارات أرضية وقعت في بعض المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة، تسببت في دفن منازل بأكملها تحت الصخور والأتربة، ما أعاق وصول فرق الإنقاذ إلى الضحايا. وتعمل السلطات حاليًا على نقل جرافات ومعدات ثقيلة إلى المناطق المتضررة لتسريع إزالة الأنقاض.
ذعر خلال حفل ملكة الجمال
خلال عرض خاص لمسابقة ملكة جمال آسيا والمحيط الهادئ الدولية في مدينة سيبو، وثّقت عدسات الهواتف المحمولة لحظة وقوع الزلزال، حيث انتشرت مقاطع فيديو تُظهر حالة من الفوضى والهلع بين الحضور، الذين هرعوا لمغادرة القاعة، فيما سُمع دوي الزجاج المتكسر وسقوط بعض المعدات.
ورغم أن الحفل أُلغي فورًا، لم تُسجَّل إصابات مباشرة في موقع العرض، إلا أن المشاهد التي انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي عكست حجم الخوف الذي سيطر على السكان.

مدن أخرى تتضرر وارتفاع الحصيلة
في مدينة سان ريميغيو المجاورة لبوجو، سُجِّلت خمس وفيات على الأقل، وفقًا لما نقلته الشرطة المحلية. وتم انتشال أربع جثث من مركز رياضي انهار جزئيًا، إضافة إلى وفاة طفل عُثر عليه تحت الأنقاض في أحد الأحياء السكنية.
وواصلت فرق الإنقاذ عملياتها طوال الليل، رغم الظروف الجوية الصعبة، وانقطاع الكهرباء، والهزات الارتدادية التي بلغت بعضها أكثر من خمس درجات، حسب ما أفاد المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.
تحذيرات من موجات بحرية وانقطاع الخدمات
أطلقت السلطات الفلبينية تحذيرًا لسكان المناطق الساحلية، خصوصًا في جزر ليتي، سيبو، وبيليران، من احتمال “اضطراب طفيف في مستوى سطح البحر”، داعيةً السكان إلى الابتعاد عن الشواطئ كإجراء احترازي.
كما أعلنت حكومة مقاطعة سيبو أن الزلزال أدى إلى انهيار مبنى تجاري ومدرسة في منطقة بانتايان، إلى جانب أضرار جسيمة في الطرق الريفية، مما صعّب الوصول إلى بعض القرى المتضررة.
وأفادت تقارير إعلامية بانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من مقاطعة سيبو والجزر المحيطة، حيث تعمل فرق الطوارئ على إصلاح الأعطال وإعادة تشغيل شبكات الكهرباء والاتصالات.
استجابة حكومية وتعاطف دولي
الرئيس الفلبيني دعا في بيان مقتضب إلى تشكيل خلية أزمة لمتابعة عمليات الإنقاذ وتقييم الأضرار، مشيدًا بجهود فرق الطوارئ والإسعاف. وأكد أن الحكومة ستُقدّم مساعدات عاجلة للمتضررين، بما في ذلك توفير مأوى مؤقت ومستلزمات طبية.
من جانبها، عبّرت عدة دول عن تضامنها مع الفلبين، وأبدت استعدادها لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي، خاصة مع احتمال تفاقم الأوضاع في المناطق المعزولة.
كارثة تذكّر بعنف الطبيعة
يُعد هذا الزلزال من أقوى الهزات التي تضرب الفلبين في السنوات الأخيرة، ويُذكّر بمدى هشاشة البنى التحتية في كثير من مناطق البلاد، التي تقع ضمن “حلقة النار” في المحيط الهادئ، والمعروفة بنشاطها الزلزالي والبركاني المرتفع.
ومع استمرار جهود الإنقاذ، تبقى سلامة السكان وعائلات المفقودين أولوية قصوى في مواجهة هذه الكارثة الطبيعية، التي أعادت إلى الأذهان مدى ضعف الإنسان أمام قوة الطبيعة.
