لبنان – السابعة الاخبارية
زياد الرحباني، أصدرت عائلة الفنان والموسيقي اللبناني الكبير الراحل زياد الرحباني، نجل الأسطورة فيروز، بيان النعوة الرسمي الذي تضمّن تفاصيل مراسم الدفن واستقبال التعازي، وسط موجة من الحزن العميق على الساحة الفنية والثقافية في لبنان والعالم العربي. النبأ الذي وقع كالصاعقة صباح السبت 26 يوليو 2025، أعاد تسليط الضوء على الإرث الضخم الذي تركه الراحل، والذي امتد لعقود من الإبداع الفني والمسرحي والموسيقي.
زياد الرحباني يرحل بصمت.. ولبنان يودّع آخر رموز العبقرية الموسيقية
النعوة التي نُشرت في عدد من الصحف اللبنانية ووسائل الإعلام، ضمّت لائحة طويلة من أفراد العائلة الذين يودعون زياد بالدموع والفخر. في مقدمتهم والدته الفنانة نهاد وديع حداد المعروفة باسم فيروز، وشقيقتاه هلي وريما عاصي الرحباني. كما تضمنت أسماء أبناء وأحفاد الراحل منصور الرحباني، وذُكرت أيضًا عائلة المرحوم إلياس الرحباني ممثلة بأرملته ماري تريز خليل وأولادها، بالإضافة إلى خاله جوزف حداد وعائلته، وعمته إلهام الرحباني، وخالته هدى، إلى جانب عائلات حداد، الرحباني، أبو جودة، الخوري، خليل وغيرهم من الأقارب.
موعد ومكان الدفن الرسمي
وفقًا لما جاء في نص النعوة، تقام الصلاة لراحة نفس الراحل زياد الرحباني يوم الاثنين 28 يوليو 2025، في تمام الساعة الرابعة عصرًا، في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة ببكفيا. وتقرر أن يُوارى الجثمان في مدافن العائلة بباحة الكنيسة نفسها، في جنازة يُتوقع أن تكون شعبية ورسمية بحضور وجوه ثقافية وسياسية وفنية من مختلف الدول.
تنظيم مواعيد التعازي ومكان تلقيه
أما عن مواعيد استقبال التعازي، فقد حُددت في صالون كنيسة رقاد السيدة ببكفيا، بدءًا من يوم الاثنين، في يوم الدفن نفسه، من الساعة الحادية عشرة صباحًا حتى السادسة مساءً، ثم تُستكمل التعازي يوم الثلاثاء 29 يوليو في نفس المكان، وبنفس التوقيت. ويتوقع أن يشهد اليومان إقبالًا كبيرًا من محبي زياد وأصدقائه وزملائه، إضافة إلى مشاركة وفود تمثّل مؤسسات ثقافية وفنية عربية ودولية.
الساعات الأخيرة في حياة زياد الرحباني قبل وفاته
حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تُعلن العائلة رسميًا عن السبب الدقيق لوفاة زياد، لكن مصادر مقرّبة أوضحت أن الفنان كان يعاني من مرض مزمن، ومرت عليه أزمة صحية مفاجئة خلال الأيام القليلة الماضية. وأشارت تقارير لبنانية إلى أن فيروز دخلت في حالة من الحزن والصدمة عقب تلقيها نبأ الوفاة، مما استدعى تدخل فريق طبي إلى منزلها في بيروت، لمتابعة حالتها الصحية عن كثب.
العلاقة الخاصة بين زياد ووالدته الفنانة فيروز
العلاقة بين زياد الرحباني ووالدته فيروز تجاوزت حدود الأمومة التقليدية، وكانت أقرب إلى شراكة فنية وإنسانية نادرة. بدأت هذه العلاقة الفنية منذ أن كان زياد في الخامسة عشرة من عمره حين لحّن لفيروز أغنية “سألوني الناس” أثناء مرض والده عاصي الرحباني. ورغم رفض عاصي في البداية، إلا أن النجاح الكبير للأغنية دفعه لاحقًا للقبول بموهبة ابنه ورؤيته الفنية الخاصة.
زياد الرحباني.. روح الرحابنة بأسلوب مختلف
على مدى سنوات، أعاد زياد تشكيل المشروع الفني لعائلة الرحباني بنكهته الخاصة التي تميل إلى التجديد والجرأة. قدّم لفيروز عشرات الأغاني والمقطوعات التي أصبحت من الكلاسيكيات، منها “أنا عندي حنين”، “البوسطة”، “كيفك إنت”، “سلملي عليه”، “قهوة”، “ضاق خلقي”، و”ولا كيف”. وتميّزت أعماله بأسلوب موسيقي مختلف، يغلب عليه التوزيع الغني واللغة المسرحية الممزوجة بالسخرية السياسية والنقد الاجتماعي.
إرث فني وثقافي خالد
لم يكن زياد الرحباني مجرد فنان ملحن أو كاتب مسرحي، بل كان حالة ثقافية متكاملة، صاغ من خلالها رؤيته النقدية للواقع اللبناني والعربي. وُصفت مسرحياته بأنها مرايا ساخرة تعكس الواقع السياسي والاجتماعي، وكان حضوره في وجدان الأجيال الجديدة مختلفًا عن كل أبناء جيله. أسس لنفسه خطًا فنيًا يبتعد عن النمطية ويقترب من الناس بلغة قريبة وحقيقية.
وداع بحجم الحلم الكبير
يرحل زياد تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا في الحياة الموسيقية العربية، لكنه يترك أيضًا إرثًا يصعب تكراره. لم يكن فقط ابن فيروز وعاصي، بل كان امتدادًا حيًا لتجربة الرحابنة بروح جديدة، أكثر جرأةً وصدقًا. وفاته اليوم ليست فقط خبرًا حزينًا بل محطة توقف فيها جيل كامل ليراجع معنى الفن، وصدق الكلمة، وعمق اللحن، وحرية المسرح.